;
د. عبد السلام الصلوي
د. عبد السلام الصلوي

طفلي..لا يأكل!! 1206

2014-08-20 17:51:50


يندر أن يمر على طبيب الأطفال دون أن يسمع هذه العبارة من أم قلقة أو أب مشفق، بل كثير ما تكون تلك الشكوى هي الوحيدة التي تحمل الأم على اصطحاب طفلها إلى الطبيب.. "لماذا لا يأكل الأطفال؟".

قبل أن نوضح حقيقة شكوى الآباء وأبعادها، يحسن بنا أن نحدد معاني بعض الكلمات التي يكثر اللبس فيها، فالجوع والشبع والشهية مصطلحات ثلاثة لها معانيها الخاصة المحددة، فالجوع هو الرغبة في تناول الطعام، والشعور الملح بالحاجة إليه، وعكسه الشبع الذي يمكن تعريفه بأنه الشعور بالاكتفاء من الطعام.

ولكل من الجوع والشبع مركزة المنظم في الدماغ، فإذا تنبهت منطقة الجوع من هذا الدماغ أحس الإنسان بالرغبة في تناول الطعام، وإذا تناول كنايته منه تنبهت منطقة أخرى من الدماغ تسمى منطقة الشبع، وهي بدورها تدفع الإنسان إلى التوقف عن تناول الطعام، وهذا يعني أن الإحساس بالجوع أو الشبع إنما يتم عبر منعكسات عصبية تحكمها مراكز معينة في تناسق وتآلف بديعي، يؤمنان للإنسان حاجته الضرورية من الغذاء، مما يكفل له الصحة والعافية ويجعله قادراً على تلبية متطلبات الحركة والنمو.

والآن.. ما هو دور الشهية في ذلك النظام المحكم؟ إن الشهية هي التي تحدد للإنسان ما يأكل، وهي التي توجه للاختيار بين حلو الطعام وما لحه، وهي التي تعمل دون وعي منا ـ على جعلنا نميل إلى هذا النوع من الطعام أو ذاك.

إذن فالجوع والشبع والشهية كلمات لها مدلولاتها المحددة، وفهمنا لهذه المدلولات له أهمية بالغة في وضع المشكلة في إطارها السليم وفي تلمس العلاج العلمي المحدد لها.

ولنعد إلى الشهية من جديد.. إن الشهية تتأثر إلى درجة كبيرة بالعوامل المحيطة بالإنسان، وبحالته النفسية والمزاجية، ولاشك أن كلامنا يدرك أهمية منظر الطعام أو رائحته في جعله مشهياً، كما يدرك أهمية الوضع النفسي للإنسان في جعله يقبل على الطعام أو يعزف عنه، ومن الضروري بكان أن نميز بين ضعف الشهية أو فقدانها وبين الخوف من الطعام من الحقائق المهمة في مجال تغذية الطفل حقيقتان اثنتان أود الإشارة إليهما لكثرة ما شابههما من مفاهيم خاطئة تركت أثرها السيء على سلوك الكثير من الأمهات تجاه أطفالهن.

الحقيقة الأولى: هي أن لا وجود ـ علمياً ـ لما يسمى بفقد الشهية الطبيعي..

الحقيقة الثانية: هي أن الطفل الذي يأكل أكثر ليس بالضرورة أكثر صحة، مع أن الطفل سيء التغذية أو ناقص الوزن طفل أكثر عرضة من غيره للإصابة بالعدوى الجرثومية لضعف مقاومته، إلا أن الطفل البدين أو المفرط في التغذية ليس دائماً طفلاً ممتلئاً صحة وعافية بسبب ما تحمله البدانة من مخاطر كبيرة على صحة الإنسان وعلى سلامته.

إن اهتمام الأم بصحة طفلها ولا سيما في موضوع التغذية عندما يرفض الطفل لصنف محدد من الطعام رفضاً لكل أنواع الطعام، وحيث يصبح عزوفه عن وجبه من الوجبات فقداناً للشهية يستوجب المعالجة وزيارة الطبيب لكي تلتمس منه النصح والمشورة، وهنا يبدأ الطبيب في التعامل مع هذه الشكوى بالبحث والتدقيق وإجراء الفحوص اللازمة لنفي أي أسباب كامنة وراءها، حتى يتم تقدير المشكلة بقدرها الحقيقي.

أسباب نقص الشهية: ينجم نقص الشهية عند الأطفال عن عدة أسباب أهمها:ـ

أولاً:ـ أسباب عضوية:

على الطبيب التركيز في هذه المشكلة ووضعها في بعدها الحقيقي، والقيام بالفحص السريري للطفل، والاستعانة ببعض الفحوص المخبرية كفحوص الدم وبالبول وغيرها للكشف عن السبب الكامن وراء نقص الشهية..

ومن الأسباب العضوية لنقص الشهية عند الأطفال ما يلي:ـ

1.   التهابات المسالك البولية.

2.   التهاب الكبد

3.   قصور القلب الشديد الناجم عن تشوه خلقي أو غيره وقصور القلب التنفسي

4.   ارتفاع نسبة البولينا في الدم

5.   بعض أمراض الغدد

6.   نقص الحديد في الدم

7.   العوز الفيتاميني وخصوصاً نقص فيتامينات (A, D, C)

8.   الإصابة بالطفيليات المعوية مثل الدودة الدبوسية والجارديا

ثانياً:ـ أسباب أخرى

تتعدد الأسباب الأخرى التي تسبب فقدان الشهية عند الأطفال وأهم تلك الأسباب:ـ

1ـ أسباب نفسية وعصبية

2ـ تدليل الطفل الزائد من قبل أفراد الأسرة، والإفراط في الاهتمام بالغذاء.

3ـ ولادة طفل جديد في الأسرة يؤثر تأثيراً واضحاً على سلوك الطفل وانفعالاته.

4ـ الخلافات الأسرية تشكل انعكاساً خطيراً في عاداته وسلوكه.

وبعد هذا العرض السريع لمشكلة فقدان أو ضعف الشهية للطعام لأجد بدأً من التوجه إلى الأمهات والآباء ببعض النصائح العامة لحل هذه المشكلة والتأكيد على ما يلي:ـ

أولاً:ـ ضرورة الامتناع عن تقديم المديح والإطراء أو الزجر والتأنيب للطفل على المائدة، وإعطائه قدراً من الحرية في تنول الطعام الذي يحبه ويميل إليه.

ثانياً:ـ يفضل الإقلال قدر الإمكان من المشروبات السكرية أو الحلويات الأخرى في طعام الطفل لأنها تحقق له الاكتفاء وتصرفه عن تناول الطعام الرئيسي.

ثانياً:ـ يجب أن تحرص الأم على تنظيم وجبات طفلها، وأن تقتصد كثيراً في تقديم ما يلتهمه بمناسبة وبغير مناسبة.

ثالثاً:ـ تشجيع الطفل على اللعب والرياضة في أوقات محددة لأن ذلك سيساعد على صرف الطاقة المتوفرة لديه وسيجعله يشعر بالجوع.

رابعاً:ـ لابد من التذكير أخيراً بأن هناك وسائل أخرى متعددة غير الطعام للتعبير عن الحب والحنان.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد