;
أ. د. محمد عبد الله المطوع
أ. د. محمد عبد الله المطوع

اليمن إلى أين... 1069

2014-09-22 21:44:52


يبدو أن السعادة قد طارت من أرض اليمن السعيد، كما هو حال الطائر الذي يرى أن العديد من الصيادين وبنادقهم متجهة نحوه بهدف قتله والقضاء عليه، وليس بدافع الجوع وملء البطون بلحم ذلك الطائر، في كلا الحالين فهو هالك.
إن ذلك المشهد السياسي يؤكد على عدم الالتزام بكل ما اتفقت عليه الأحزاب والمنظمات السياسية في اليمن وأن نيران الحرب الأهلية قادمة لا محالة، وأن العنف والقتل والتدمير والتشريد مستمر بلا أي أمل في توقفه، وهذا بلا أدنى شك سيؤدي إلى هجرات جديدة، تعيد للأذهان انهيار سد مأرب، وتشتت أهل اليمن في كافة المعمورة فمنهم من هاجر إلى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية أو دول شرق آسيا وإفريقيا.
وها هي تتسرب وتتلاشى كل القرارات والتوصيات حول الوحدة اليمنية وحول حفظ تلك الدولة التي تمتلك كل مقومات القوة والتقدم، وهو ما يرضي هذه الجماعة التي تطلق على نفسها أنها إسلامية والإسلام بريء منها ومن إراقة الدم وتشريد البشر من الوطن.
إن قراءة متأنية للأحداث في اليمن – غير السعيد بالمرة - في الوقت الراهن تؤكد أن هناك تبايناً في الرؤى والمصالح بين القوى السياسية الموجودة والمتناحرة على الساحة، والمتمثلة في ما يلي:
جماعة الحوثيين لم تتضح طموحاتهم.. وهم الذين يحاولون أن يسيطروا على الشمال، وهي عملية مبرمجة ومنظمة للعودة إلى العام 2011، آخذين بعين الاعتبار أن المواجهات بين جناحين من العسكر (الجيش) أحدهما يدعم عبد الله صالح أما الثاني فيدعم الانتفاضة، هي في صالحهم في نهاية الأمر، المهم أن تستمر هذه المواجهات، فالأمر يبدو وكأنه ليس تحدياً بين الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام بل هو بين صالح وهادي.
والعجب العجاب أن الحال برمته في اليمن لا صالح ولا هادي، ولعل هذا يطرح من جديد مسألة استقلال الجنوب، والعودة إلى الجمهوريتين «وكأنك يا بوزيد ما غزيت».
إن الطرح الطائفي والتفكك الداخلي، ما هو إلا معول الهدم والتدمير، ويبدو أن العقلاء من الطرفين لم يستوعبوا ما جرى في العراق وسوريا وليبيا، وكأنهم أوراق بيد من يحاول نشر الطائفية في الوطن العربي، مستغلين بذلك النسبة العالية من الجهل والأمية المتفشية في المجتمع، حتى بين بعض من يدعي أنه متعلم ويفهم في السياسة، وهو مغيب عن مصالح وطنه.
كم هو مؤلم رؤية الجرحى والقتلى في اليمن من خلال أجهزة الإعلام المختلفة، بل إن الإعلام العالمي، سواءً كان مع أو ضد تلك الكارثة بحق ذلك الوطن، يتعمد إبراز كل هذه المآسي على سبيل التشويه العام للمجتمعات العربية المتخلفة التي لا تعي مصالحها ومصالح أوطانها وتعشق القتال والقتل.
الوضع لا يمكن السكوت عليه، ولابد من العودة من جديد وبإصرار للحوار الوطني الجاد الذي يجمع كل الأطراف بنوايا حسنة على طاولة واحدة، ولابد من مشاركة كل الأطراف سواءً اليمنية أو العربية أو الإسلامية وحتى العالمية، لحل هذه المشكلة المستعصية، وللحد من هذه المجزرة بحق وطن، كان في يوم من الأيام يوصف بأنه سعيد.
ربما يعود من جديد اليمن سعيداً كما كان، بالرغم من سواد المشهد الحالي وتراجع نسبة التفاؤل.
البيان الإماراتية


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد