;
نبيلة الوليدي
نبيلة الوليدي

ما أصبرهم على النار!! 2527

2015-02-27 12:22:18


عندما تضيق بالمرء السبل, وتشتد عليه سنة مكابدة العيش, وتتقلص أمامه فرص البلوغ للغاية, ويجد نفسه محصورا في زوايا من الشتات النفسي وقلة ذات اليد, وقد يمرض ولده ولا يجد ثمنا للدواء, وقد يجوع ولا يملك قيمة كسرة خبز, وقد يشتد عليه البرد ولا يجد لحافا صوفيا يقيه صقيع الشتاء, وقد تجلده نظرات صغاره الجوعى, وأمه المسنة المعتلة, وترتفع وتيرة الألم وتتعاظم بانعدام الأمن, وتفرق الناس من حوله منهمكين في دوامات مهاب الكفاح, ويتطلع للسفر والبحث عن فرص أفضل للحياة خارج الوطن فلا يمكنه ذلك, ويستحيل الوطن سجنا, وتتشعث الروح في بيداء شاسعة من ألوان الاغتراب..!

 حينها لا يجد له ملاذا سوى العروج لفضاء وفسحة السماء؛ فيهرع لباب الملك الرحيم يتقرب إليه بضعفه, ووحدته, ووحشته وغربته, وشقاء عيشه بين أركان وطنه الذي تمزق, وهز في وجدانه معاني الأمن, والتماسك, والإخاء, والوطنية..!

كل واحد من الناس تمر به مثل هذه الأعاصير التي تكاد تذهب بعقله, أو تغيبه عن الشعور وتقذف به في تيه البلادة, وربما تأسره كآبة خانقة لا يمكنه الفكاك من شراكها لزمن!

كثير من الناس يعانون من صعوبات في الحياة على كل الأرض ؛ ولكن الذي يجعل الإنسان أكثر قدرة على احتمال مقاريض الألم حينما تعظم المصيبة هو وقوعها جماعية, وتغليفها لحياة العديد من البشر من حوله, قال تعالى:" واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة.."

ربما من رحمة الله أن المصائب الكبار تعم؛ وعندما تعم البلية يخف حملها , وتهون في أعين الناس !

المجتمع اليمني يعيش في هذه الأيام أوقاتاً عصيبة, ويعاصر خطوبا عظيمة, وتحيط به محن صغار وعظام, تمتزج بكافة جزئيات حياته؛ ومع كل هذا التتابع في الكرب المنهالة عليه ؛ غير أنه مازال محتفظا بإيمانه, وبقدرته على التبسم, والمزاح, والضحك, والفرح, والعطاء, والبناء, والخيال, والطموح, والأمل ..!!

كم هو جميل هذا المسلك في إنسان هذا الوطن الجميل , وكم أعجب كيف يمكن للخائنين أن يخونوا هذا الإنسان البسيط الطيب, وهذا الوطن العظيم المعطاء ؟!

في مسيرات ذكرى 11فبراير الرابعة, خرجت أعداد كثيرة من فئات الناس من ثوارها الأوائل, يناهضون الانقلاب وهذا شيء متوقع؛ ولكن المفاجأة كانت في خروج أعداد كثيرة أيضا ممن كانوا مناهضين لثورة 11فبراير من قبل!

خرجوا ولسان حالهم, ومقالهم يندد بالانقلاب المشئوم, ويطالب باسترداد هيبة الدولة, واحترام الدستور, ومخرجات الحوار الوطني..!

المواطنون في اليمن لا يستحقون كل هذا الظلم الذي يصبه المتنافسون على السلطة فوق رؤوسهم, لقد تعب إنسان هذا الوطن من كل ما يحدث له, وينتظر من الذين يبدعون في هندسة عذاباته أن يتعبوا أيضا, ويسئموا من كل هذه الألاعيب والمناورات, ويجنحوا للسلم, ويتحاكموا للعقل, ويخضعوا فكرهم للمنطق, ويبدعون الحلول الوطنية لأزمات بلادهم, ليبقى الجميع بعيدا عن ممارسة الظلم والحيف على هذا الشعب, كي لا يحملوا وزر الدماء التي تسفك, والمظالم التي تتراكم على أعناقهم.

 عجبا لهم, كيف يمكنهم الرقاد وكل هذه الحقوق تسطر في سجل أعمالهم..!

صدق فيهم قوله جل وعلا "فما أصبرهم على النار"!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد