أكدوا أن فرض القوة والسيطرة على المحافظات إنهاء للديمقراطية وعودة لحكم الغاب..

سياسيون: مخرجات الحوار لن ترى النور في ظل حكومة هشة وقيادة ضعيفة

2014-07-22 05:18:05 استطلاع/ ماجد البكالي

الاقتتال وبسط النفوذ بقوة السلاح والجري وراء المناصب وبلوغ السلطة من فوهة المدفعية أو الدبابة ممارسات انقرضت من كل دول العالم في عصور الاستعمار في ستينات القرن العشرين, وفي اليمن كبلد ادعى أنه الأسبق للديمقراطية والتعددية السياسية من غيره وبعد أكثر من عقدين من الزمن يزداد عنفوان القوة في السيطرة وبسط النفوذ وبلوغ السلطة والثروة, بفرض القوة في السيطرة على مناطق بعد أخرى ومحافظات تلي سابقتها..

في زمن أضحت حتى دول الملكية والحكم العائلي تمارس بالتدرج الوسائل والأدوات الديمقراطية في إدارة شؤون بلدانها فعملت برلمانات, وسلطات محلية وعدد من الخطوات التي تنهي أو تحد من قبضة الطرف الواحد أو العائلة الواحدة, ولكننا في اليمن عكس كل العالم عادت إلينا الفتوحات البينية وإشهار أداة القوة كأداة وحيدة لبلوغ السلطة والثروة ومن المفارقات والنقائض أن تأتي هذه الممارسات وتبرز هذه الأداة بعد ما أسماه اليمنيون ثورة شعبية على نظام عائلي بحجاب ديمقراطي ظل رازحا على اليمن أكثر من 33عاماً فهل اقتصرت مهمة الثورة على قلع الحجاب فقط؟ وهو ما يبدو جليا حيث ظهر كل شيء على حقيقته, وما تفسير اليمنيين لما حدث ويحدث من توسع غريب للحوثي وإسقاط لمناطق ومحافظات بالقوة؟ وما المستقبل في ظل فرض هذه الثقافة والأداة كخيار وحيد لبلوغ السلطة؟.. الاستطلاع التالي يسلط الضوء للإجابة على هذه التساؤلات وغيرها فإلى الحصيلة:



  تفاءل اليمنيون خيراً بأن ثورتهم في 2011م ستمثل نقطة انطلاقة نحو مزيد من العدالة الاجتماعية والمساواة على أساس المواطنة, وتطوير للتجربة الديمقراطية, وسيادة النظام والقانون, فأين ذهبت أهداف ثورة 2011م؟ بل أين ذهبت أهداف ثورة سبتمبر و14أكتوبر؟. وهم يرون واقعهم بعد مرور 3سنوات على العام 2011م, واقع زادت فيه المعاناة اليومية للمواطن كيفا وكما, وانحسرت طموحاته وأطماعه السياسية إلى ما دون التعددية السياسية الحرة والنزيهة, عمد أعداء الثورة الشعبية السلمية بما يملكونه من ثروات مهولة, وأسلحة وعتاد نهبوها من ثروات الشعب طوال 33سنة وبما يملكونه من لوبي كان جزء من تربية وثقافة النظام السابق وحظين مدلل لديه اتجهوا جميعا إلى تدمير كل شيء في هذا الوطن المؤسسات, والجماعات, والاقتصاد,.. وفرض لغة القوة والقتل والدمار؛ كي يلعن اليمنيون أنفسهم أنهم قاموا بثورة, ويسبحوا بحمد النظام السابق وما كان عليه ويتمنون عودة الأوضاع على ما كانت عليه في عهده في كل شيء, وهي غايات بلغها من زالوا من رأس نظام الحكم, وأصبح الناس يرددون تلك الأقاويل لكن العِبرة ليست في تكرار تلك الأقاويل.. ولكن العِبرة هي في حجم وكم الحِقد والانتقام من الوطن والمواطن وهو كم لا يمكن أن يمارسه عدو لدود خارجي للوطن, وكذا العِبرة هل كل تلك الممارسات والجرائم في حق اليمنيين واليمن ستعيد من رحل من الحكم مرة ثانية للسلطة؟ وهل ستعود كل مصالح أطرافه وأعوانه بممارسة تلك الجرائم؟ ـ بالتأكيد لا ـ أم أنها ستنفر أكثر وتؤسس لصراعات أُخرى؟ إذا أكل ذلك انتقام فقط؟؟ تدمير وطن بمؤسساته وسفك الدماء وإشاعة الخوف والفوضى والجرائم المختلفة؟؟ ما مارسها أي نظام حكم وأزيح في أي بلد في العالم طوال تاريخ البشرية.

قديم

في البدء تحدث أ.د/ طاهر يحي عيظة- أكاديمي- بقوله إن مسلسل الصراعات في اليمن ومحاولة بعض الأطراف لاسيما الحوثيين الاستقواء على الدولة وتطبيق حكم الغاب فهو مسلسل قديم, حيث أن محافظة صعدة سقطت بيد الحوثيين قبل 2011م في ظل النظام السابق وكذا محافظة أبين وأجزاء من حضرموت وشبوة سقطت بيد القاعدة في العهد السابق, وبالتالي يجب أن لا نحمل كل المسئولية حكومة الوفاق الوطني الضعيفة التي يتفق الجميع على ضعفها وهشاشتها, وكذا رئيس الجمهورية.. ولكن اليمنيون اجتمعوا جميعاً في مؤتمر الحوار الوطني, ولولا ذلك المؤتمر لما دخل الحوثيون صنعاء كما أكد رئيس الجمهورية, وكانوا من الأطراف المشاركة في الحوار الوطني وكون مخرجات الحوار الوطني هي الحل الأمن والسبيل الأمثل لبناء الدولة اليمنية, لكن توسع الحوثيين بشكل غريب وبقوة السلاح يعكس أمر هام كونها ممارسات تعكس بدون شك انقلابا على مخرجات الحوار الوطني والحيلولة دون تنفيذها في الواقع, وتعكس في الوقت ذاته ضعف الحوثيين وفشلهم لمعرفتهم التامة أنهم خاسرون سياسيا واجتماعيا وشعبيا ولن يقبل بهم أحد, فلجأوا إلى رفع السلاح في وجه الدولة وعلى الشعب.. ولكن الرئيس هادي يجب أن يظل قراره الأقوى كونه المنتخب من الشعب لرعاية مصالح الوطن وحماية المواطن, وإدراك أن من يتلاعبون ويحاولون فرض أنفسهم بالقوة هم: من فقدوا مصالحهم ولا يتمنوا لليمن إلا بقاء الفوضى والنهب والمرض كونها البيئة المناسبة لهم.

مُشيراً إلى ردود الرئيس هادي على التساؤلات التي يطرحها اليمنيون والتي تحدث بها في الكلية الحربية أكدت بأن الرئيس ليس عاجزا والدولة عن ردع الحوثيين ومن يتلاعب بمصير وطن وإنما هي حكمة وصبر.

الغاب

أما د/ أنور المُغلس, فيؤكد أن ما يحدث في اليمن وتجلى في الممارسات الأخيرة لتيارات معينة تبسط نفوذها على مساحات واسعة من الوطن ليس مُجرد مؤشر خطير بل توجه عملي لا يستهدف مُجرد الانقلاب على مُخرجات الحوار الوطني بل يتعداها للنكوص ليس عن أهداف ثورة الشعب السلمية في 2011م بل وإلغاء لأهداف ثورة 26سبتمبر1962م و14أكتوبر1963م,وإنهاء للوسائل والأدوات السياسية والديمقراطية لبلوغ الحكم وفرض أداة القوة فقط لبلوغ الحكم والسلطة, وضع خطير يعود باليمن إلى قانون الغاب.

خطر وواجب

من جهته أكد د/ عبد الوهاب محرم أن اليمن تمر بأسوأ المنعطفات في تاريخها المعاصر, حيث أضحت ساحة مفتوحة للصراعات مكانيا وزمانياً كونها وطوال 4سنوات مضت لم يعرف اليمنيون يوماً من الاستقرار الأمني حيث لا يمر يوم إلا وهناك قتلى هنا أو هناك, وشملت جرائم القتل والصِراع غالبية محافظات الجمهورية, وعلى المستوى المعيشي لم يشهد المواطن يوما تتوفر فيه الخدمات الضرورية التي يحتاجها, وتحديداً التيار الكهربائي والمشتقات النفطية, والتي تعتمد عليها غالبية الخدمات التي يحتاجها المواطن؛ ذلك لأن اليمن أضحت ساحة لصراعات داخلية وأطماع خارجية استفادت من الصراعات المحلية لتستخدم أدوات لصراعات خارجية, وأن الأجدر بالأطراف المحلية المتصارعة أن تراجع نفسها وقراراتها التي لم تنته إلا بتدمير الوطن وهلاك جميع المتصارعين ومزيد من الضحايا والشرذمة للوطن فليتداركوا ذلك قبل فوات الأوان وليعتبروا مما وصلت إليه اليمن اليوم نتيجة صراعاتهم وعلى اليمنيين أن لا يرهنوا أنفسهم بولاءات الأشخاص أو الجماعات أو الأحزاب لأن ذلك هو أقرب سُبل الهلاك والتناحر, وأن يكون ولاء الجميع للوطن وللمصالح العامة لا مصالح أشخاص أو أحزاب.

قيادة هشة

الوضع الذي تعيشه اليمن اليوم وضع لا يطاق حيث لا وجود للدولة وهيبتها وأضحت الجماعات والفئات المسلحة هي من تدير الأمور ومن يتحكم بكل شيء, وفي ظل حكومة هشة وهزيلة يبقى من المستحيل تطبيق مخرجات الحوار الوطني ذلك ما أكده الأستاذ/ محمد سيف الفقبه موضحاً: أن حماية المواطن وتحقيق الأمن والاستقرار وتطبيق مُخرجات الحوار الوطني أموار هامة تمثل احتياجات كل مواطن يمني, ولن تتحقق إلا بدولة قوية حاسمة وجادة في تطبيق النظام والقانون خالية من أي ضعف أو صراع حزبي أو مناطقي, ونزع السلاح الثقيل من الجماعات المسلحة التي بدأت ترى من نفسها وصيا على الدولة والمواطن وتبسط على المحافظات كما تشاء وتقتل الجيش كما تريد في ظل قيادة سياسية مهترئة وهزيلة. 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد