شيَّعت حشود غفيرة عصر أمس الأربعاء بميدان السبعين في العاصمة صنعاء جثمان الشهيد العميد/ حميد القشيبي قائد محور سفيان قائد اللواء 310 والذي قُتل لدى سقوط محافظة عمران بيد مليشيا الحوثي واقتحام اللواء.

وقد اكتظ ميدان السبعين بحشود غير مسبوقة في موكب جنائزي مهيب, وعبّر المُشيِّعون عن استنكارهم لمقتل العميد القشيبي مرديين هتافات وشعارات تطالب بالتحقيق في حادث مقتله وسقوط اللواء 310بيد مسلحي الحوثي.

وتوافد المشيعون من عدة محافظات يمنية إلى صنعاء حيث صلَّوا عليه صلاة الجنازة في ميدان السبعين, وحمل المشيعون الجثمان الى مقبرة الشهداء في شارع خولان, وردد المشيعون شعارات تُندد بالمؤامرة التي حصلت ضد اللواء 310 وهتف المشيعون للجمهورية.

وتحوَّل التشييع الى ما يُشبه التظاهُر ضد وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد وقيادات عسكرية يتهمونها بخذلان العميد القشيبي وتصفية اللواء 310.

وكانت قد أُقيمت بمجمع العرضي مراسيم رسمية لتشييع العميد القشيبي ,وتم نقل الجثمان الى ميدان السبعين.

وكانت قد أُقيمت بمجمع العرضي بالعاصمة مراسيم رسمية لتشييع جثمان العميد/ حميد القشيبي ومرافقيه الشهيدين العقيد فهد المنقذي والمساعد ملاطف المطري.

وكان في مقدمة المشيعين نائب رئيس مجلس النواب حمير الأحمر، ونائب رئيس الوزراء وزير الكهرباء والطاقة عبد الله الأكوع، ومستشار رئيس الجمهورية لشؤون الدفاع والأمن اللواء الركن علي محسن صالح، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول، وأمين العاصمة عبد القادر هلال، ونائب رئيس هيئة الأركان اللواء الركن عبد الباري الشميري، ومستشارو القائد الأعلى للقوات المسلحة ومستشارو وزير الدفاع وسفير جمهورية تركيا الشقيقة فضلي تشورمان، وعدد من قادة المناطق العسكرية ورؤساء الهيئات والقيادات العسكرية والأمنية وأعضاء مجلسي النواب والشورى والشخصيات الاجتماعية وأهالي وأقارب الشهيد وجمعٌ غفير من المواطنين.

وخلال مراسم التشييع، أشاد المشيعون بالأدوار البطولية والشجاعة والاستبسال التي جسدها الشهيد القشيبي في مواقفه الوطنية منذ قيام ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة وحتى استشهاده وهو يتصدى للأعمال التخريبية التي أقدمت عليها العناصر الخارجة عن النظام والقانون والإجماع الوطني للجماعات من المليشيات الحوثية المسلحة بمحافظة عمران.

وطالب المشيعون من المواطنين وأسرة وأقارب الشهيد ومرافقيه بسرعة كشف ملابسات حادثة استشهاد المناضل القشيبي وعدد من منتسبي اللواء 310 مدرع ومحاسبة من كانوا وراء تلك العملية الغادرة والجبانة وتقديمهم للعدالة وفرض هيبة النظام والقانون على كل شبر من أرض الوطن.

وقد جرت مراسم التشييع للشهيد ومرافقيه الذين لُفَّت جثامينهم الطاهرة بالعلم الجمهوري بعد الصلاة عليهم في جامع مجمع الدفاع (العرضي) ليتحرك بعدها موكب التشيع بجثمان الشهيد الذي حُمل على عربة عسكرية مكشوفة يرافقها حرس الشرف حاملين صور الشهيد والأوسمة والنياشين التي حصل عليها.

وتقدم الموكب سرايا رمزية من طلبة الكليات العسكرية وضباط وصف وجنود من القوات المسلحة والأمن، فيما كانت الموسيقى العسكرية تعزف الألحان الجنائزية المهيبة في موقف يجسد عظمة الاجلال والاكبار للشهيد البطل ومرافقيه وما قدّموه تجاه الوطن والشعب في مختلف مواقع الشرف والبطولة.

ودعا المشيعون الحكومة إلى سرعة اتخاذ الاجراءات القانونية في ضوء مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في نزع السلاح الثقيل والمتوسط من كافة المليشيات وبسط سيادة الدولة واحتكام الجميع للنظام والقانون.

وقد وُورِي جثمان الشهيد ومرافقيه الثرى في مقبرة الشهداء بأمانة العاصمة.

وفي السياق وصف اللواء/ علي محسن الأحمر مستشار الرئيس لشؤون الدفاع والأمن الاتفاق الذي أجرته اللجنة الرئاسية مع مجموعة الحوثيين الذين غدروا ونقضوا العهد تحت إشراف مندوب السيد جمال بن عمر بانه نكسة.

وقال اللواء محسن في تصريح لقناة سهيل: العميد حميد القشيبي قاتَل قتال الأبطال والاتفاق الذي جرى هو أساساً نكسة.

وأشار الى أن الاتفاق كان على اساس وقف اطلاق النار وألاّ يعتدي الحوثي ولا القشيبي وأن تتولى الشرطة العسكرية المهمة والمهام في المعسكر مضيفاً: بعد الاتفاق أُبلِغ القشيبي رسمياً من القيادة أنه تم وقف إطلاق النار وبعد ذلك تحرك الحوَثة على أساس اقتحام المعسكر فخانوا العهد ونكثوا الاتفاق ودخلوا على أساس المعسكر.

وأضاف: استشهاد البطل القشيبي بعد هذا الاتفاق هو أيقظ الضمير لهذه الأمة ممَّا رأينا في تشييع الجنازة وممّا رأينا من الجماهير التي احتشدت والاتصالات والتعازي وكلام الناس ، مشيراً إلى أن هذه اليقظة تعني أن القشيبي لم يمت بل أحيا أمة من جديد.

ولفت إلى أن القشيبي أخرج الحوثيين حياً وميتاً من داخل عمران وقال: ما حصل جريمة شنعاء وجريمة خيانة وليست على أساس أنها حرب ، لافتاً إلى أن الخيانة جاءت من جماعة الحوثي التي خانت الاتفاق.

إلى ذلك أعلن عمر القشيبي نجل الشهيد أنه تم رفع الاعتصام من أمام منزل وزير الدفاع حتى تتمكن اللجنة الرئاسية من استكمال إجراءات تحقيق مطالب المعتصمين المكونة من: محمد الحاوري قائد المنطقة السادسة وفضل القوسي قائد القوات الخاصة وعوض بن فريد العولقي قائد وعوض رويس قائد الشرطة العسكرية ويحىى بن بدر الدين عضو مجلس النواب والذين التقوا بالمعتصمين ثم تم التوقيع على اتفاق مع أبناء القشيبي والذين تعهدوا بتشكيل لجنة لتنفيذ مطالب المعتصمين.