إدارة ملاذ للأغنام وجنود مسحوبون على قوى أمنية يتم تفريغهم للاستحواذ على مخصصاتهم

أمن محافظة لحج.. ترد ينذر بانهيار واستسلام

2014-08-18 12:39:03 تقرير/محمد المسيحي

لحج.. الداخل مفقود والخارج مولود.. هكذا يصفها الكثير ممن يقطن فيها, فكانت في سابق الأزمان تتصف بالمدينة الخضراء الساحرة, فهي تعودت بهذه الأسماء وبعد فترة من الزمن تحولت الأقدار فيها إلى أسوأ حال, فمن حل عليها ضيفاً يتمنى العودة بسلام لانفلاتها الأمني وغياب قيادتها الأمنية, فهذه الوضعية التي حلت عليها وغيرت من سمعتها وجعلتها تعيش في حالة انفلات أمني وتسيب للقيادة وغياب الجنود فيها.. مما زاد من عملية الاغتيالات فيها وتوغل الأطراف الإرهابية وزعزعة أفرادها من المواطنين والأمنيين.. تفاصيل أكثر في التقرير التالي:

عنوان تردي

لم تعد لحج عاصمة الفل والكاذي ومهبط الفن والقمندان.. فقد تردت الأمور بالذات منذ قيام ثورة الشباب في 2011م وازدادت الأمور سوءاً بانتشار عملية الإرهاب لدرجة أن المخاوف- التي تساور المواطنين- وصلت لانهيار الأمن واستسلام وتسليم الأمور للجماعات المسلحة والخارجين عن النظام والقانون.

يقرأ الإنسان أي شيء من عنوانه ولكون مكتب أمن المحافظة هو العنوان لمنظومة الأمن على مستوى المحافظة بمديرياتها المتعددة وتردي أطرافها فإن هذا العنوان كله رداءة وتقصير وإهمال وتسيب لدرجة ندرة الجنود على بوابة المكتب وعدم لبسهم الزي العسكري للقلة المتواجدة, ناهيك عن صورة المكتب من الداخل والقاعدين على الكراسي فيها..

هناك تنبعث الأسئلة الكثيرة هل صحيح أن غالبية الجنود المحسوبين على قوة أمنية يتم تفريغهم لمقاسمتهم الرواتب والاستحواذ على مخصصاتهم الغذائية وغيرها في إدارة التموين التابعة للأمن؟.. وللإجابة على هذه الأسئلة يؤكد الناس الموجودون في الإدارة لمتابعة مشاكلهم والناس في الشارع بأن هذا السؤال له إجابة بنعم والدليل على ذلك أن كل العمليات المسلحة والمحاصرة للمكاتب الحزبية وقطع الطرقات وتكدير صفو الأمن العام لم يقصد إليها سوى محافظ المحافظة المناضل/ أحمد عبد الله المجيدي بنفسه وحراسته وبعض الشخصيات الاجتماعية والقبلية من منطقته فهو من يفك الطريق وهو من يفك الحصار وهو من يطارد الجماعات المسلحة وهو من يواجه بالرصاص وتم جرحه لولا لطف الله وسلامته عليه ومن خلال هذا الدليل يتضح بأن الأمن في لحج قيادة وأفرادا وصلوا إلى الصفر في تأدية واجبهم الأمني وأن المجيدي هو من يحافظ على ماء وجههم بوجاهته وباحترام الناس له وبإقدامه وبشجاعته، وهنا صحة المخاوف لدى الناس من الانهيار والتسليم والاستسلام.

من جاور الكير يحرق

إذا كانت الحال هي الأسوأ لأمن المحافظة فكيف يكون الأمن في المديريات الذي يشرف عليها أمن محافظة لحج فهما حالتان إما أن يكون نفس الطريقة التي عليها الأمن في المحافظة وإما أن يترك الإدارة ويذهب للعمل الشخصي فهنا صحت المقولة التي تقال" من جاور الكير يحرق وإلا امتلئ من غباره" فهو لا يكاد يكون أفضل من قيادة الأمن بالمحافظة وبنفس المقولة والمثل المتعارف عليه هو, إذا كان رب البيت بالدف ضارباً ... فشيمة أهل البيت كلهم الرقص..

فكل المديريات في المحافظة تصيح من تردي العملية الأمنية وعندما تحاول سؤال هذا المدير الأمني أو ذاك من قيادات المديريات الأمنية تكون إجابتهم جاهزة" نحن لا تسلم إلينا اعتمادات كاملة من إدارة التموين في المحافظة فنحن تنقصنا العتاد والعدة وحتى رواتب الجنود تسلم عبر البريد وعندها لا يستطيعون ضبط الأفراد المتغيبين عن تأدية مهامهم الأمنية".

جاهزية الدفاع المدني صفر على الشمال

نعتقد أن إدارة الأمن في حوطة لحج هي المدينة الوحيدة التي ضمنت السلطات الأمنية عدم تعرض سكانها لأي كارثة سواء حريق أو أمطار وعندها تتدخل قوات الدفاع المدني بالإنقاذ.. ورغم حصر مهام الدفاع المدني على مستوى البلاد في مسألة الحرائق ونشوبها دون ذكر الكوارث الأخرى فإن جاهزية الدفاع المدني بأمن لحج صفر على الشمال فلا يوجد إلا اثنين بوابير خردة حتى من العجلات بها, لكنها متواجدة في ساحة إدارة أمن المحافظة ولا أعتقد أنه يوجد قائد للدفاع المدني بأمن لحج أو جنود يتبعون الدفاع المدني وعندما سألنا عن الحرائق التي تحدث في المحافظة رد علينا أحد المتواجدين ومن رافقنا في التجوال في ساحة المحافظة بأن الإدارة تقوم بأخذ البوز "وايتات" الماء من الأسواق لكي تخمد الحريق الذي يحدث في المحلات أو غير ذلك وهذا مما جعل الإدارة خالية من كل شيء يليق بها أن تكون إدارة أمنية تعمل لحماية المواطن ولكن هي بالعكس تعيش في خراب وتدهور وقصور أمني لا أفراد يلتزمون ولا قائد لإدارة الأمن يتواجد والكل بالطريقة الهوشلية وعلى المزاجية وهؤلاء الجنود وقائدهم العسكرية هم من أضعف هيبة الدولة في لحج وجعل إدارة ملاذا لكل الوافدين وحتى الأغنام التي أخذت نصيبا من ذلك.

رجال المرور الوحوش المفترسة

من خلال حركة السير في شوارع الحوطة أو تبن بحكم الشخص على هذه الإدارة التي تتبع أمن محافظة لحج وصدق اللواء محمود الصبيحي حين كان قائد لمحور العند عندما قال أمام وزير الدفاع أن الأمن في محافظة لحج صفراَ, فقط أريد رجال مرور في المدينة وما عدا ذلك فتوجد إدارة للمرور تعمل على إصدار رخص السيارات ورخص القيادة ويرجع اهتمام العمال فيها والتزامهم للارتباط الموضوع بالإمكانيات المادية.

وأما بخصوص المنتشرين من رجال المرور ليس هم في الأصح لخدمة المواطن ورفع المخالفين بالطرق الصحيحة وفق العمل واللوائح المتعارفة في نظامهم ولكن ما يلاحظ أنهم يعملون أشبه بالوحوش المفترسة.. المخالف يدفع والملتزم يدفع فهم في الحقيقة شوهوا سمعة المرور, فتجدهم يقومون بابتزاز الناس ويطالبون سائق السيارة بإخراج وثائقه حتى إن لم يجدوا لديه أي مخالفة تجدهم يذهبون إلى طرق أخرى لكي يدفع الفدية في ذلك فما نريده من هؤلاء الرجال وهم رجال المرور أن يلتزموا بالعمل الإنساني والمهني المناط بهم حتى لا يكونوا منبوذين أمام الكل في أداء عملهم المخالف للشرع والقانون.

الأحوال المدنية عبء على المواطن

زرت إدارة الأحوال المدنية التابعة لإدارة أمن محافظة لحج وبأم عيني رأيت تواجد الناس أمام المكتب وفي الممرات بالذات الشباب الذين يبحثون عن بطائق شخصية أو عائلية, لكن شكوى الناس بارتفاع سعر البطاقة الذي يصل إلى ستة آلاف ريال, موجودة ناهيك عن مصروفات الشخص الأخرى ولا تدري كم سيصل السعر الآن بعد قرار الجرعة بالذات إذا تم الوفاء من قبل الحكومة باعتماد شبكة الأمان الاجتماعي (الحالات الاجتماعية) فشهائد الوفاة والولادة وعقود الطلاق سيكون لها سعر كبير في هذه الإدارة، فالكثير من الشباب وأصحاب الدخل القليل الذين لا يجدون سد جوعهم من هذه الأزمات والجرعات المتتالية فهم يريدون وضع حل وتسهيل المعاملة في إخراج البطاقة الشخصية حتى ينطلقوا إلى بر الأمان والبحث عن العمل في شتى المجالات والمحافظات ويكون هناك التقليل من البطالة التي تشهدها اليمن في عموم المحافظات وبهذا العمل والتخفيض من سعر البطاقة قد يكون هناك عمل إيجابي في ذلك وأما إذا استمرت الأحوال في الأحوال المدنية بالطريقة العنجهية التي استمر فيها في سابق الأيام فيكون العبء في المتابعة وإخراج البطاقة كبير, وكل الشباب يأملون من قيادة المحافظة أن تحدد السعر المناسب ويكون سعراً متعارفاً عليه بين الجميع.

البحث الجنائي والعمل الدؤوب

ذكرتني إدارة البحث الجنائي بأمن محافظة لحج بالسمبل التي تأتي في درازن الملابس عند بياعي الملابس وهذا السمبل هي القطعة الحسنة من بين الدرازن بحيث يكون شكلها جميل وقيمتها غالية وهذا هو وضع إدارة البحث الجنائي بالمحافظة, فالسمعة الطيبة التي يتمتع بها العقيد/ محمد عبده محمد الصبيحي- مدير البحث الجنائي في المحافظة - هو ما جعل لهذه الإدارة سمعة جميلة سواء عند المواطنين الذين يتابعون قضاياهم الجنائية في المكتب أو حتى عند كل النيابات في المديريات من حيث سرعة تجهيز الملفات الجنائية وإحالتها إلى النيابة والمحاكم.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد