رغم أن إقليم سبأ "مأرب، الجوف، البيضاء"، الإقليم الثالث من حيث المساحة ويتملك مميزات للاستثمار في عدة قطاعات، إلا أن هناك عوائق تقف أمام بيئة الاستثمار في هذا الإقليم، ينبغي التوجه إلى إزالتها حتى تكون هناك بيئة استثمارية مشجعة في هذا الإقليم.
وهذه العوائق وفق الخبير الاقتصادي – أ/ خليل الصباري، تتمثل في تصاعد أعمال التخريب للمنشآت وسرقة المعدات، وانتشار الجماعات المسلحة، وظاهرة الاختطاف، ومشاكل الأراضي، ومشاكل الأمن والقضاء، ضعف البنية التحتية كشبكة الاتصالات والطرق والكهرباء.
وتكمن أهمية الاستثمار في جوانبه المتعددة، إذا تم الاستفادة منها، في هذا الإقليم بأنها ستعمل على زيادة الدخل القوم، ونقل التكنولوجيا المصاحبة للاستثمار إلى البلد، خاصة في الاستثمار الأجنبي، وزيادة الخبرات والقضاء على البطالة والتخفيف من ظاهرة الفقر في الإقليم.
ووفق الخبير الصباري فإن الأمر يتطلب من الدولة الوقوف بجدية، أمام العوائق السالفة الذكر، لإيجاد بيئة استثمارية جاذبة، تعمل على جذب الاستثمارات، وتهيئة مناخ ملاءم للمستثمر، ورأس المال المحلي والأجنبي، انطلاقاً من واقع يحكمه ويسيره القانون والتشريعات الضامنة للحقوق، ونماء وتطور الاستثمارات.
ومن خلال قراءة المعطيات التي تجعل من إقليم "سبأ"، إقليم هام بالنسبة للاستثمارات، فإن الأولوية تقضي على الجهات المعنية، إيلاء عملية الاستثمار فيه أولوية كبرى، مثله مثل بقية الأقاليم، ويشير الخبير الاقتصادي الصباري إلى أن أهم الفرص الاستثمارية التي يمتاز بها إقليم "سبأ"، تتمثل في قطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة، والزراعة، والسياحة، والصناعات الاستخراجية، والصحة، التعليم الفني والجامعي، والإسكان وغيرها من الفرص الاستثمارية.
وأضاف الصباري في ورقة عمل حملت عنوان " الفرص الاستثمارية في إقليم سبأ "مأرب، الجوف، البيضاء"، قدمها في مؤتمر الفرص الاستثمارية في الأقاليم، الذي نفذه مركـز بحـوث التنمية الاقتصـادية والاجتمــاعية بالتعاون مع مؤسسة فريدريش ايبرت الألمانية، بتاريخ 23-24/ 6/2014م بصنعاء، بأن إقليم " سبأ"، يعد الإقليم الثالث في الإنتاج الزراعي على مستوى أقاليم الجمهورية اليمنية الستة، كما يمتاز بالعديد من الفرص الاستثمارية في مجال السياحة التاريخية والدينية والثقافية، ووجود العديد من المعادن الموجودة في باطن الأرض والتي تجعل من الاستثمار في مجال الصناعات الاستخراجية واعدة وكذلك الصناعات الحرفية وفي مجال النفط والغاز والصحة والتعليم الفني والجامعي والإسكان.
وأخير يبقى السؤال المشروع، في ظل هكذا وضع، هل سيجتاز إقليم "سبأ" تصاعد أعمال التخريب للمنشآت وسرقة المعدات، وانتشار الجماعات المسلحة، وظاهرة الاختطاف، ومشاكل الأراضي، ومشاكل الأمن والقضاء، وضعف البنية التحتية كشبكة الاتصالات والطرق والكهرباء، هل سيجتاز ذلك ويتجه إلى إيجاد بيئة استثمارية آمنة ومشجعة وجاذبة للاستثمارات، أم سيظل غارقاً في نفس الوضع، وهذا السؤال يجب أن يتعامل معه صناع القرار بمحمل الجد، والتفكير فيه بجدية والعمل من أجل معالجة الوضع راهناً ومستقبلاً...