نيابة شؤون الطلاب جامعة عدن..

مهام مفقودة وعراقيل مفتعلة

2014-08-28 12:46:39 تقرير/ علي الصبيحي

بحرقة الألم وعناء الانتظار تحكي الخريجة " س", التي نالت شهادة البكالوريوس من جامعة عدن قبل أعوام, تحكي قصتها مع رحلة البحث عن توقيع وختم إدارة نيابة شؤون الطلاب جامعة عدن ـ مدينة الشعب لأجل ترجمة شهادتها الممنوحة لها من كلية الطب والذي أمضت الخريجة "س" قرابة الثلاثة أشهر لتحصل على ختومات وتواقيع مدراء وموظفي الأقسام في نيابة شؤون الطلاب التي بدت فاقدة لوظائفها الجوهرية بسبب ممارسات يمارسها موظفو تلك الأقسام تثير الغثيان وبدون أدنى درجة من الخجل والتقدير لا لمراكزهم ولا لطبيعة مهامهم ولا لمكانة وظروف الخريجين ولا حتى للطلاب المتقدمين للتسجيل.


وقالت الخريجة الجامعية " س" : لا يكفيهم أننا لم نحظَ بفرص عمل في القطاع الحكومي على مدى أعوام بل يتسببون بعرقلة سير إجراءات مفصلية من شأنها أن تبلغنا فرص العمل في القطاع الخاص وهذا ما حصل معي على وجه التحديد عندما حظيت بفرصة عمل في دولة أجنبية وكان من الضروري ترجمة شهادتي من العربية إلى الإنجليزية وهو حق من الحقوق معنية به جامعة عدن التي تخرجنا منها إلا أنني تجرعت كؤوس العذاب للحصول على الترجمة أكثر مما تجرعته طيلة مراحل دراستي.
ثلاثة أشهر ترجمة

حسب تعبير الخريجة "س" التي لفتت إلى أنها أمضت فترة ثلاثة أشهر لتحصل على ترجمة الشهادة الجامعية وهي تتنقل ما بين مدينتي الشعب وخور مكسر في ظل ارتفاع كلفة المواصلات واستهتار الجهات المعنية بمهامها وبالخريج الجامعي في الوقت الذي يتم فيه دفع الرسوم المرهقة في الأقسام التابعة لجامعة عدن .

وأوضحت الخريجة قائلة : يا أخي منذ ما يقارب الثلاثة شهور أتردد بين نيابة شؤون الطلاب بمدينة الشعب وقسم اللغات بكلية التربية خور مكسر والذي بدأت منه سير إجراءات ترجمة شهادتي وبعد أن استوفيت كافة الشروط ودفعت الرسوم كان لزاماً أن أدفع أيضاً ضريبة غياب وتقاعس الموظفين وأخطائهم من وقتي, فأنا بعدما تسلمت نسخة من شهادتي بعد الترجمة وذهبت بها إلى نيابة شؤون الطلاب لاستكمال ما تبقى هناك, كان العذاب الحقيقي؛ إذ أنه وخلال شهر رمضان, عليك أنت الخريج أن تعذر عدم حضور الموظف وإرهاق بدنه الشديد بحكم أنه صائم وكأننا نحن لا نصوم أيضاً, فالصيام لدى موظفي القطاع الحكومي متعب جداً فهم يصومون ويمارسون مهامهم تحت برودة المكيفات لذلك اعذرهم على تقطيب الجبين ورفع الصوت.

وتابعت الخريجة: انقضى شهر رمضان ولم استكمل إجراءات الترجمة وبعد العيد عاودنا التردد على إدارة شؤون الطلاب لعلها تكون قد لانت قلوب موظفيها بفعل الصيام والقيام ومن ثم العيد إلا أننا لم نجد سوى التململ وعناء الانتظار أمام أبواب مكاتبهم وازدحام الأقسام بالطلاب الخريجين والمتقدمين وكلٌ يبحث عن مبتغاه ولا يجده في مغارات الإدارة وأقسامها التي كل منها تحيلك على قسم وإذا ما ذهبت حيث توجه هناك عليك انتظار الموظف وإذا ما سألت عنه بين زملائه وجدت منهم رداً غليظاً لا يليق بمكانة المنتسبين لجامعة عدن سيما في جنس الموظفات الإناث واللاتي يجدر بهن أن يكن أكثر تعاوناً ولطفاً وتسهيلاً إلا أنك لا تجد من ذلك شيئاً وتخرج مترحماً على ذهاب القيم.
أخطاء فادحة

أشارت الخريجة "س" إلى أنه وبعد أن تبقى على اكتمال إجراءات الترجمة 3 توقيعات تكشف لقسم الرصد في نيابة شؤون الطلاب أن هناك خطأ في اسم رئيس الجامعة المذيل أسفل الشهادة, إذ تبين أنه تمت كتابة اسم رئيس الجامعة السابق وليس الحالي والمطلوب توقيع الأخير.

 ولفتت الخريجة " س" إلى أن الموظف في قسم الرصد والمعني بالتصحيح لا يختلف عمن سواه من الموظفين في إظهار الشدة في المعاملة والافتقار إلى الانضباط بالمواعيد, فهو بعد أن طلب ضرورة الرجوع إلى قسم اللغات لتصحيح الخطأ أشعر الخريجة ألا تعود إليه إلا بعد أربعة أيام نظراً لانشغاله بقضايا شخصية, منوهة إلى أنه وفي الموعد الذي حدده موظف التصحيح في قسم الرصد وبعد أن صححت الخطأ في معهد اللغات ذهبت ولم تجده في مكتبه ولولا تفهم إحدى الموظفات التي توجهت إلى مدير عام القبول والتسجيل بجامعة عدن أ ـ محمد الربيزي الذي أحال الأمر إلى موظفة أخرى أبدت تعاونها وتم التوقيع على الشهادة من قبل مدير عام القبول والتسجيل إلا أن الأمر لم ينته بعد.
فصل معاناة جديد

أمام بوابة مدير عام القبول والتسجيل عليك أن تقف ساعات لتتمكن من الدخول إليه نظراً لكثرة مشاغله وتوافد الأفواج المزدحمة من المتقدمين و الطلاب والخريجين يتخلل ذلك الانتظار انتظار آخر حتى يفرغ مدير عام القبول والتسجيل من اجتماعاته التي غالباً ما تصادف يومي الأحد والأربعاء المخصصين للمقابلة, كما حدث مع الخريجة "س" التي وبعد أن حصلت على التوقيع الأول للمدير تم إحالتها إلى قسم التعليم العالي وهناك تبدأ أحداث فصل جديد من المعاناة.

تقول الخريجة: في قسم التعليم العالي طلب الموظف منها الذهاب إلى البريد لتسديد الرسوم هناك ومن ثم العودة بنسخة مصورة من الشهادة ليتم رسمها بالتوقيع والختم الخاص بالقسم.. لم تجد الخريجة أمامها إلا التوجه إلى البريد الذي يبعد عن مبنى نيابة شؤون الطلاب قرابة 3 كيلو وبعد أن قامت بتسديد الرسوم في البريد ومنحها موظف البريد وصلاً به تساءلت الخريجة بدافع معرفة هذا الإجراء لتسديد الرسوم في البريد بدلاً من أقسام نيابة شؤون الطلاب؟, لتتلقى الإجابة من موظف البريد في كلمة واحدة قائلا لها: الفساد.

عادت الخريجة إلى قسم التعليم العالي وحصلت على الختم والتوقيع لتعود مرة أخرى إلى مدير عام القبول والتسجيل مرة أخرى للحصول على التوقيع الأخير وهناك كان عليها الانتظار مرة أخرى حتى الساعة الواحة بعد منتصف النهار لتحصل على التوقيع بعد عناء الانتظار وسط أجواء يسودها الازدحام واستجداء عطف الموظفين وملاحقتهم في أروقة المبنى لتخرج منه وقد تجرعت من الأسى والخيبة ما لم تشهد مثله طيلة فترة الدراسة.
استياء

في نيابة شؤون الطلاب بمدينة الشعب التقينا عدداً من المتقدمين للتسجيل في مختلف كليات جامعة عدن, حيث عبر المتقدمون عن استيائهم الشديد من القرار الذي اتخذته نيابة شؤون الطلاب- جامعة عدن والذي ينص على عدم قبول ملفات التسجيل إلا عبر مقاهي إنترنت تم الاتفاق معها وتحديد أماكنها, حيث رفض قسم التسجيل إجراءات تسجيلهم, مطالباً إياهم التوجه إلى مقاهي الإنترنت تلك- حسب المتقدمين الذين وصفوا القرار بالتعسفي وغرضه الربح, مؤكدين أنهم توجهوا إلى تلك المقاهي التي تم تحديدها و تقع على قارعة الطريق العام .

وأشار المتقدمون إلى أن المئات من الطلاب والطالبات كانوا قد وقفوا على الشارع العام وتحت أشعة الشمس الحارقة ينتظرون تسجيلهم، حيث يقوم صاحب مقهى الانترنت بأخذ مبلغ 500 ريال على كل متقدم، كرسوم انترنت إلى جانب رسوم أخرى للتسجيل، لافتين إلى أن ذلك يخالف القانون, مؤكدين بأنهم تفاجئوا بإيقاف تسجيل الرغبات المتعددة ولم يسمح لهم سوى بتسجيل رغبة واحدة بعكس الأعوام السابقة، حيث يدفع الطلاب نفس الرسوم السابقة إذا أراد تسجيل رغبة أخرى.

وكانت إدارة القبول والتسجيل قدر بررت قرار تسجيل المتقدمين عن طريق مقاهي الإنترنت بأنها عملية مريحة وسهلة للطلاب, بينما اعتبرها مراقبون نوعاً من عمليات الربح السهل وطريقة جديدة للمتاجرة تنتهجها نيابة شؤون الطلاب جامعة عدن مقابل حصول الجامعة على أسهم ونسبة ربح من ذلك.

من جانبهم شكا عدد من أولياء أمور الطلاب من ذلك القرار, واصفين إياه بالتصرف غير الأخلاقي, حيث يجعل من بيانات المتقدمات من الإناث من بناتهم وملفاتهن وصورهن الشخصية, مكشوفة أمام مقاهي الإنترنت, معبرين عن قلقهم من تسريب الملفات والصور أو بقائهم في أجهزة تلك المقاهي.

واستنكر أولياء الأمور تلك التصرفات التي تقوم بها نيابة شؤون الطلاب بجامعة عدن دون مراعاة للحرمات, متسائلين لماذا لا يتم التسجيل داخل الحرم الجامعي أو الكليات التي توجد بها مقاهي إنترنت بدلاً من تلك المقاهي العامة؟, محملين إدارة شؤون الطلاب المسؤولية الكاملة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد