أولياء أمور وطلاب يبدون مخاوفهم وتربويون يشكون تراجع الإقبال

العام الدراسي الجديد.. بداية محفوفة بمخاطر الصراعات والفوضى

2014-09-14 11:46:56 استطلاع/ماجد البكالي

تزامن بداية العام الدراسي 2014/2015م مع أوضاع أمنية مُقلقة وحال اقتصادي شبه مُنهار, وتزداد وطأة هذا الواقع في أمانة العاصمة والتي تُحاط بالمُعتصمين والمُسلحين من كُل مداخلها, وتشهد شوارعها مسيرات واعتصامات تقلق حياة الناس وتؤثر سلباً على الحركة الاقتصادية العامة وتبعث على الخوف مما هو قادم.. واقع دفع بالكثير من أولياء الأمور لعدم تسجيل أبنائهم وإبقائهم في المنازل بانتظار القادم.. ولتسليط الضوء على هذا الواقع وتفاصيله نتابع الاستطلاع التالي:



تأخر

الأستاذ/عبد الحميد تاج الدين- مُدير مدارس المتفوقين- يؤكداً أن الإقبال على التسجيل ضئيل مقارنة بالأعوام السابقة كما أن الدراسة لم تبدأ حسب الموعد المحدد لها من التربية وهو 8/9/2014م؛ لأن أولياء الأمور غير مطمئنين على أولادهم نتيجة الأوضاع التي تعيشها أمانة العاصمة وما تعانيه من انتشار المُسلحين في غالبية شوارع وأحياء العاصمة, ومن اقتتال بين الحين والآخر على أطرافها, بل إن المدارس الأهلية والتي تعتمد في كُل نفقاتها: إيجارات, موظفين إداريين, مدرسين, و.. على ما يدفعه الطلاب فيها من رسوم تعيش أوضاعاً صعبة وأزمة مالية بعد أشهر من الإجازة الصيفية تعاني: عدم إقبال ولا إيرادات تمكنها من سداد إيجاراتها الشهرية نتيجة للأوضاع السياسية والأمنية المُضطربة التي تركت جميع أولياء الأمور في حالة ترقب وانتظار لانفراج الأزمة الأمنية والسياسية التي تكاد تعصف بالبلاد.

ويخاطب الحكومة بقوله: إذا كانت الحكومة غير قادرة على حماية مواطنيها بل مُنشأتها وحتى معسكراتها في عاصمة الدولة.. فما فائدة وجودها وبقائها؟ وإذا كانت عاجزة عن إيقاف عبث وفوضى المليشيات المُسلحة أو متهاونة فمن الأفضل أن تترك كُل شيء لتلك الجماعات لأن بقائها متفرجة وتعاني السقوط التدريجي والعد التنازلي من يوم لأخر.. أكبر عيب وعار عليها وسيظل التاريخ يلعنها حتى قيام الساعة, متسائلاً: لو كانت جماعة دينية أخرى أو حزب أو.. أقدم على حِصار العاصمة السياسية للبلد لتم ضرب تلك الجماعة قبل وصولها مداخل صنعاء ولتدخلت أميركا, ومجلس الأمن بالضرب المباشر؛ لأن إسقاط العاصمة يعني: احتلال وطن بكامله بقوة السِلاح؟ لكن ما يحدث في صنعاء اليوم غير وخطير يجب أن يدرك اليمنيون خطورته ولا ينتظرون من مُجتمع دولي موقف أو مساندة؛ لأن الجواب باين من عنوانه.

مخاوف

 ويوافقه فيما ذهب إليه الأستاذ/ راشد عبد الله دحوان- مُدير مدارس الثُريا- بقوله: بخلاف كُل البدايات للأعوام الدراسية جاءت بداية العام الدراسي الحالي 2014/2015م حيث تشهد بداية الأعوام الدراسية إقبالاً كبيراً على التسجيل وتنتهي الطاقة الاستيعابية للمدرسة في غضون أيام قليلة لا تتجاوز الأسبوع, ولكن العام الحالي الإقبال محدود جداً ومرت أسابيع ولم تستوف المدرسة الواحدة طاقتها الاستيعابية, علاوة على أن من سجل أولاده من أولياء الأمور يؤكد أنه ليس على استعداد لإرسالهم في ظل هذه الظروف غير الآمنة.. وأن ذهب بعض الطُلاب للمدارس فعدد محدود جداً وبرفقة آبائهم أو أقاربهم, ويكون العدد في الفصل الدراسي ضئيل جداً من غير المناسب البدء الفعلي بالمنهج الدراسي مع ذلك العدد المحدود.

تمديد

أما الأستاذ/ جميل الفهد- مُدير ثانوية الشعب- يؤكد أن المليشيات المُسلحة, والجماعات الإرهابية, والعصابات, جميعها نتاج الجهل والهروب من التعليم, وأن القضاء على تلك الظواهر التي تهدد أمن واستقرار المُجتمع وتماسكه ووحدته لن يتحقق إلا بالتعليم, و أن إدارة المدرسة حريصة على استيعاب أكبر عدد من الطُلاب وباعتبار التعليم حق للجميع ولشغل الطُلاب بالنافع والمُفيد بدلاً من التشرد والضياع, ومن أجل ذلك تم تمديد التسجيل بالمدرسة لأسبوع إضافي على الموعد المحدد للتسجيل.

غياب

ويرى الأستاذ/ عارف النُزيلي- مُدير مدارس النزيلي- أن الهاجس الأمني والوضع المعيشي تشكل عوامل مشتركة تؤثر على قرارات الطُلاب وأولياء أمورهم في الالتحاق بالتعليم.. مؤكداً على أن الأوضاع سيئة وتزداد تدنيا من عام لآخر طوال الأربع سنوات الأخيرة تشهد منظومة الدولة ـ والتعليم جزء منها ـ ما يشبه الانهيار, مُشيراً إلى التراجع في الاهتمام بالتعليم نتيجة لانشغال الناس وصراعهم مع أوضاعهم المعيشية, ناهيك عن معنويات واهتمام من يفد للمدارس من الطُلاب تسيطر على اهتمامهم في الغالب الأحداث التي تدور في محيطهم وتؤثر سلباً على مستوى تحصيلهم وقدراتهم نتيجة لتشتت الاهتمام لديهم وعدم تركزه على التعليم فقط, مؤكداً على أن العام الدراسي الحالي لاسيما في أمانة العاصمة بدت مؤشرات تعثره منذ بداية العام الدراسي بسبب استمرار المخيمات والمسلحين على مداخل العاصمة وانتشارهم فيها واستمرار المظاهرات والاعتصامات والتصعيد الذي يتبلور بشكل أحداث أمنية تهدد حياة وأمن المجتمع.

عوامل

من جهتها أكدت الأستاذة/ سوسن صوفان- مُديرة مدارس شقائق النُعمان- أن الوضع القائم في اليمن لم يعد مُقتصرا على توقف إقبال الطلاب على التعليم وعدم البدء بالعام الدراسي بانتظام في موعده المحدد كون واقع التعليم جزءاً من النتائج السلبية لأداء الحكومة وهشاشتها وسيطرة ثقافة الصِراع على أداء القوى السياسية؛ لذلك أضحت حياة اليمنيين مُهددة من كُل الجوانب وليس من الجانب الأمني فقط, حتى لو صلح الجانب الأمني فالوضع المعيشي والاقتصادي أحد أبرز المُهددات التي تحول دون قُدرات عدد كبير من الأسر على إلحاق أبنائها بالتعليم..

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد