رغم أنها مدينة العلم والثقافة والحضارة والتاريخ إلا أن الإهمال المتعمد والانتقام الرسمي منها ومن أبنائها لدورهم في الثورات على الظلم والفساد مستمر, حيث تتواصل تردي الخدمات في مدينة تعز ومديراتها وقراها كل يوم دون أن يلمس المواطن في تعز أي وجود أو تواجد لقيادة المحافظة وسلطتها المحلية التي تغط في نوم عميق وهو الأمر الذي أدى إلى تفشي الانهيار واتساع رقعة الانفلات وانتشار المسلحين وظهور أعمال وظواهر دخيلة لا أخلاقية لا تنتمي إلى تعز وأبناء تعز بأي صلة..
ومن المشاكل التي يعاني منها أبناء تعز استمرار غياب خدمات المياه والكهرباء حيث فوجئ المواطنون بالمحافظة بزيادة كبيرة في فواتير المياه لشهر أغسطس الماضي تصل إلى نسبة 100% عن الأشهر السابقة بالرغم من استمرار انقطاع المياه عن منازل المواطنين لمدة تزيد عن الخمسين يوما..
الصحيفة تلقت عددا من شكاوى المواطنين الذين أبدوا استياء كبيرا من تدهور الخدمات في المحافظة ومنها خدمة المياه والكهرباء والصرف الصحي إضافة إلى تكدس أكوام من القمامات في عدد من الشوارع والأحياء فيها.
ويؤكد وكيل مالك إحدى العمارات طارق المخلافي في حي عصيفرة "إن فاتورة المياه تضاعفت من مبلغ ثمانية آلاف ريال في شهر يوليو إلى ستة عشر ألف ريال في شهر أغسطس الفائت, مستغربا في ذات الوقت من تلك الزيادة التي وصفها "بالغير مبررة" رغم أن المياه لم تصل إلى المنطقة منذ ما يقارب الشهرين", محملا محافظ المحافظة المسئولية, كونه المسئول الأول في المحافظة وكذلك رئيس مجلس الإدارة في مؤسسة المياه بتعز مسئولية ما اعتبرها إضافة أعباء قاسية على المواطنين من خلال الزيادة المجحفة في فواتير المياه.
هذه الزيادة لم تقتصر على منطقة بعينها ففي منطقة الباب الكبير ـ مديرية المظفر ـ شكا مواطنوها من فارق مهول في فواتير المياه وعبروا عن رفضهم الكبير لتلك الزيادة, ويقول فيصل محمد أحد سكان المنطقة "بأنه تفاجأ عند استلامه لفاتورة المياه بمبلغ مضاعف عن السابق بنسبة 100 %,مطالبا بمحاسبة مدير مؤسسة المياه على خلفية هذه الزيادة في ظل الانقطاع المتواصل لمشروع المياه عن منازل المواطنين".
تجدر الإشارة إلى أن محافظة تعز من أكثر المحافظات اليمنية التي تعيش أزمة حادة في المياه ناهيك عن حالة التلوث المنتشرة في مياه الشرب التي يشتريها المواطنون وهو ما يُعزى إلى الانتشار الواسع لأمراض الفشل الكلوي وغيرها بين المواطنين
هذا وكانت المحافظة قد وُعدت بتنفيذ مشروع تحلية مياه البحر منذ أكثر من ثلاث سنوات وظل ذلك حتى اللحظة مجرد أحاديث تردد على مسامع أبناء المحافظة الذين عولوا كثيرا على ذلك المشروع واستبشروا به خيرا في بداية الأمر إلا أنهم اليوم أصبحوا محبطين وبدأوا يفقدون الثقة شيئا فشيئا في وجود جدية لتنفيذه.