إقتحام.. إغلاق.. قصف.. إعتداء.. انتهاك..

"الكلمة" على فوهة مدفعية!!

2014-09-29 07:24:50 أخبار اليوم/ خاص

في ظل وضع سياسي وأمني معقد تعيشه البلد على وقع الصراعات والحروب التي وصلت رحاها العاصمة صنعاء.. باتت الحرية الصحفية ومثلها حياة العاملين في هذه المهنة محفوفة بالكثير من المخاطر..

زيادة حدة الانتهاكات والاعتداءات على حرية الرأي وارتفاع منسوبها على خلفية الأحداث الأخيرة في العاصمة صنعاء حالة بدت مقلقة للعاملين في وسائل الإعلام كون ذلك بات يؤثر على واقع هذه الحريات والحقوق الصحفية وبالتالي على هامش الرأي والتعبير..

حالة أو وضع جديد لم يسبق له ان حدث في تاريخ اليمن الحديث وعبر مختلف الأحداث..

مخاطر تلقي بأثقال هذه الحوادث المتصاعدة ضد الصحافة وحياة الصحفيين ومهنتهم وفي ظل الحديث عن المخاوف التي تعتري العاملين في مجال الصحافة؛ يؤكد عدد من المراقبين أن التصاعد في حدة الانتهاكات باتت تضع أمام الإعلاميين العديد من المحاذير التي من شأنها ان تؤثر على المهنية وانحراف وظيفة الإعلام الرئيسية ومسار هذه الوظيفة التنويرية والتنموية خصوصاً وان اليمن يعيش وضعاً حرجاً ومرحلة انتقالية تتطلب من الإعلام أن يلعب دوره في إنجاح العملية..

 معادلة مختلة لا يمكن أن تتزن في نظر الكثير من الصحفيين الذين باتوا يخشون على حياتهم جراء تصاعد حدة الانتهاكات وتحولها من طرف مؤسسات رسمية إلى جماعات أخرى مسلحة.. في الملف التالي تناقش "أخبار اليوم" القضية عن كثب.. فإلى التفاصيل:

الحمادي: لا مكان آمن للصحفيين

تنبأ رئيس مؤسسة حرية للحقوق والحريات الصحفية/ خالد الحمادي بأن لا مكان آمن للصحفيين والإعلاميين في اليمن في ظل إغلاق العديد من المؤسسات الإعلامية والاستمرار في عملية الاقتحامات والانتهاك للمعارضين للنظام السابق والحوثيين أيضاً، وبالتالي الوضع يعني أن الفترة القادمة لن تكون صالحة للعمل الإعلامي بالمطلق استنتاجاً لما حصل في صعده وعمران، مشيراً إلى أن عدد الانتهاكات التي وصلت المؤسسة خلال ثلاث سنوات بلغت 800 حالة انتهاك, لكن اليوم ما يحدث هو انتهاك نوعي وحقيقي لمستقبل الإعلام في اليمن .

وفي ظل الأحداث الأخيرة والماضية التي شهدتها العاصمة صنعاء وانقلاب المعادلة لتظهر وبشكل كبير اعتداءات لم يسبق لها مثيل في تاريخ اليمن الحديثة من اقتحام مؤسسات وقصف أخرى.. في هذا الصدد أكد الحمادي في تصريحه لـ"أخبار اليوم": بالنسبة لنا في مؤسسة حرية نعتبر ما حدث من انتهاكات للمؤسسات الإعلامية وضد الإعلاميين والصحفيين تعتبر من أخطر الانتهاكات التي مورست في اليمن منذ العام 2011م على أقل تقدير، ولكن أيضاً الأخطر من ذلك بحسب تقديري هو مستقبل الحريات الإعلامية، حيث هناك قلق بالغ جداً لدى الوسط الصحفي والإعلامي في اليمن من خطورة الوضع القائم والقادم نظراً للحقوق الكبيرة على سلامة الصحفيين والمؤسسات الإعلامية ومستقبل العمل الصحفي والإعلامي عموماً في اليمن لأنه في ظل الكبت الشديد والتضيق الكبير على وسائل الإعلام .

وأوضح الحمادي أنه في ظل الغياب الكامل للحريات الإعلامية في بلادنا والمستجدات الحاصلة حالياً لن يكون بمقدور المؤسسات الإعلامية والصحفيين العمل بحرية أو على الأقل بقياس المستوى الذي كانوا يعملون فيه خلال الفترات السابقة.. وبالتالي ستلجأ الكثير من المؤسسات الإعلامية إلى إغلاق أبوابها أمام العمل الإعلامي، وقد يتوقف الكثير من الإعلاميين عن العمل الإعلامي والكتابة الصحفية، والقلق بالغ جداً لدى المؤسسات الإعلامية كما أيضاً لدى المؤسسات الحقوقية المعنية بحماية حقوق الصحفيين.

ضحايا 3 سنوات

وأشار الحمادي إلى أن عدد الانتهاكات ضد الصحفيين التي وصلت مؤسسة "حرية" خلال 2012م، 2013م، 2014م تجاوزت 800 حالة انتهاك، ولكنها كانت في خلال السنوات الماضية كانت انتهاكات محدودة نوع من التهديدات والضرب وحصول حالة قتل في العام الماضي وهذا العام حدث حالة تهديدات صحفية، لكن التحول الراهن حتى ولو كان عدد الانتهاكات قليلة مقارنة بالعدد السابق هناك تحول نوعي بمعنى أنه اصبح التهديد والانتهاك ضد العمل الإعلامي انتهاكاً حقيقياً كإغلاق مؤسسات إعلامية والتهديد بالتصفية الجسدية انتهاك حرمات صحفيين وتعرضها للقصف.

وكشف الحمادي لـ"أخبار اليوم" لقد اضطر الكثير من الصحفيين إلى مغادرة العاصمة صنعاء وأن أغلب الصحفيين المعارضين للتوجه الحوثي أغلبهم غادروا صنعاء وهذا يعطي مؤشر بعدم سلامة حياة الصحفيين وبعدم الوضع الطبيعي للعمل الصحفي بصنعاء فكثير من الخدمات الإخبارية توقفت وأصيبت بالشلل، و الكثير من المواقع الإخبارية لا تنشر إلا الأخبار العادية جداً ولا تتعمق في نشر الأخبار خوفاً من الانتهاكات التي قد تمارس ضدهم، التحول الذي حدث الآن تحول خطير جداً نظراً لأنه يمس بشكل مباشر سلامة الصحفيين وسلامة المؤسسات الإعلامية كما أن التحول الجاري يعطي مؤشراً لتكتيم الأفواه خلال المرحلة القادمة وأن مستقبل الحريات الإعلامية في اليمن لن يكون كما كان في السابق وإنما سيكون سيئاً إلى درجة غير متوقعة ولن يكون بمقدور الصحفيين والمؤسسات الإعلامية العمل بحرية كما كانوا في السابق.

وقال الحمادي: إن موقفنا كمؤسسة حرية المعنية بالدفاع عن الحريات الصحفية ومحاولة تقديم العون للصحفيين ـ موقفنا واضح بالتنديد الكامل واستنكرنا لما حصل في الأسبوع الماضي من انتهاكات ضد المؤسسات الإعلامية والصحفيين وممارسة العنف وتهديد ضد الصحفيين.

وموقفنا صريح وواضح وقدمنا بتوثيق ورصد الانتهاكات التي مورست وتم التوصل مع منظمات دولية وتم إصدار بيانات خارجية ودولية، تندد بالانتهاكات ضد المؤسسات الإعلامية التي تعرضت للانتهاكات وسيتم استمرار ومواصلة هذا الجهد من أجل حشد دولي لدعم الإعلام اليمني ومحاولة تخفيف الضغط على الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية اليمنية والتحفيف من حجم الانتهاكات التي تمارس ضدهم من قبل المسلحين الحوثيين.

الفترة القادمة ليست صالحة للعمل الإعلامي

وعن الوضع الأمني والسياسي المعقد الذي بات يهدد الكثير من الحريات شخص الحمادي الوضع الحالي والراهن بقوله إن الحالة الراهنة لحالة الوضع السياسي والفلتان الأمني الذي أصيبت صنعاء غياب الأمن بشكل كامل وغياب لمؤسسات الدولة والسيطرة عليها من قبل الحوثيين يعطي مؤشر قوي جداً بأنه لا مكان آمن للسياسيين ولا مكان آمن للصحفيين والإعلاميين في ظل إغلاق العديد من المؤسسات الإعلامية والاستمرار في عملية الاقتحامات والانتهاك للمعارضين للنظام السابق والحوثيين أيضاً، وبالتالي الوضع يعني أن الفترة القادمة لن تكون صالحة للعمل الإعلامي بالمطلق استنتاجاً لما حصل في صعده وعمران فمجرد سيطرة الحوثيون على الوضع تعذر العمل الإعلامي فيها وتعتد العمل الإعلامي بالكامل ولم يعد بمقدرة الصحفيين القيام بممارسة عملهم بحرية واضطروا إلى ترك العمل الإعلامي واضطروا إلى الابتعاد الكلي عن ممارسة العمل الإعلامي والانتقال إلى محافظات أخرى بعيداً عن سطوة المسلحين الحوثيون.

وعن أبرز المخاطر التي تتربص بالصحفيين جراء هذه الانتهاكات أوضح الحمادي بأن أبرزها الاقتحامات التي تطال الإعلاميين والصحفيين والتهديدات وقد تصل هذه المخاطر إلى مرحلة القتل والاستهداف المباشر لحياة الصحفيين، وهذا ما لاحظناه في المرحلة الماضية ،هناك العديد من الصحفيين الذين تعرضت بيوتهم للقصف المباشر في مذبح وشملان والثلاثين بالإضافة إلى العديد من الاقتحامات التي طالت المؤسسات الإعلامية دون وازع أو حقوق من تعرض العاملين فيها للقتل كما شهدنا في الفضائية اليمنية التي تعرض الزملاء العاملين للإصابات. واقتحام منزل الأستاذ/ سيف الحاضري- مدير عام مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام- ومنزل الأستاذ/ عبد الغني الشميري؛ كل هذا يعطي مؤشرات لمخاطر حصلت الآن وقد تكون المخاطر القادمة أسوأ وأن المخاطر التي طالت الصحفيين الآن قد تكون مخاطر عاجلة وعابرة وعبارة عن رسائل على عجالة لانشغال الحوثيين بالوضع الأمني بالعاصمة صنعاء ومشغولين بما هو أكثر من استهداف الصحفيين ولكن مع الأيام القادمة قد تزداد دائرة الاستهداف لتشمل الصحفيين وهذا ما لمسناه من بعض المحسوبين على جماعة الحوثي الذي قالوا بالحرف الواحد" نحن الآن مشغولون بالوضع الأمني في العاصمة صنعاء وسنتفرغ لكم أيها الصحفيين في الأيام القادمة".

وأوضح الحمادي أن الأيام القادمة قد تشهد انتهاكات ومخاطر كبيرة على الصحفيين و الإعلاميين .

تواصل وفجوة

وعن إمكانية التواصل مع الحوثيين للتحقيق من هذه الاعتداءات والانتهاكات أوضح الحمادي أننا في مؤسسة حرية تواصلنا مع الأطراف السياسية التابعة للحوثيين، مؤكداً بأن الأطراف السياسية للحوثيين تشعر أنهم عقلاء ويتعاملون مع الواقع بطريقة هادئة وعقلانية ولكن الإشكالية التي وجدناها هي لدى المسلحين الحوثيين في الميدان وأشعر بأن هناك فجوة بين القادة الميدانيين العسكريين وبين القادة السياسيين حيث نتلقى دائماً وعوداً من القادة السياسيين ولكن لم نجد نفس التقييمات من قبل المسلحين الذين يتواجدون في الميدان الذين تحركوا وفق إملاءات ذاتية بعيداً عن القرار والتوجهات السياسية أو التوجهات التي يقوم بها القادة السياسيون.


طالب بعدم إقحام الصحفيين خانة الصراعات وأن لا يصبحوا هدفاً لتصفية الحسابات

الريفي : وضع ممنهج يهدد الحريات ويفوق طاقة النقابة

عن ارتفاع حدة الانتهاكات الاعتداءات ضد وسائل الإعلام والعاملين فيها سواء بالقصد أو الاقتحام أو الاعتداء على الصحفيين.. أوضحت نقابة الصحفيين ممثلة بسكرتير لجنة الحقوق والحريات بنقابة الصحفيين أشرف الريفي لــ "أخبار اليوم" بأن هذه الحالة في ظل وضع أمني وسياسي معقد بات يهدد الكثير من الحريات يمثل سلوك عدائي ضد حرية الرأي والتعبير وينم عن حالة من العمل الممنهج نحو المختلف مع مثل هذه الجماعات التي تمارس مثل هذه الانتهاكات سواء كانت الاقتحامات أو الملاحقات أو الاعتداءات أو أن تفرض نفسها لتقوم بهمام الدولة وبمهام الأجهزة الأمنية، وفي خلال الفترة الأخيرة تزايدت مثل هذه الحالات وصار العاملين في وسائل الإعلام ضحية لمثل هذا الصراع لأنهم يواجهون جماعة تمتلك السلاح تمتلك كل وسائل الإرهاب والإرعاب في نفس الوقت هذا التوجه ينتهك القانون المحلي والقانون الدولي ويهدد حرية التعبير في البلد .

أبرز المخاطر

وأوضح الريفي أن هذه الاعتداءات ستؤثر بكل تأكيد على حقوق الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام وأن المخاطر التي تتربص بالصحفيين كبيرة بالنسبة للعاملين في وسائل الإعلام التي صارت تجعل العاملين في وسائل الإعلام يعملون تحت وضع طارئ أو مفروض على الحالة الصحفية ،وهناك وسائل إعلام غيرت أماكن إقامتها هناك إعلاميون غيروا أماكن سكنهم ذهبوا يتسترون لأنهم مطاردون ومطلوبون ، وأن الضرر الكبير الذي أثر على العاملين في وسائل الإعلام بكل المقاييس هو خطر كبير يجب أن لا يستمر، فعلى الوسط الصحفي أن لا يرضخ لهذه الحالة وأن يتضامن ويقوي من عزم الآخرين في مواجهة مثل هذه الحالة الهستيرية تجاه الإعلام .

كسر الطوق

وعن دور نقابة الصحفيين وإنشاء تكتل حقوقي مدني للدفاع عن الصحفيين لوقف هذه الاعتداءات قال الريفي بأن الوضع الحالي يفوق طاقة نقابة الصحفيين بشكل كبير الأمر الذي يتحتم علينا تشبيك مع المنظمات الحقوقية الداخلية والخارجية .

وكشف الريفي أنه خلال الأيام القادمة سنشهد إنشاء تكتل لمواجهة مثل هذه الاعتداءات ممثل من عدة منظمات حقوقية تعمل ضد العنف وضد محاولة سيطرة الحالة البوليسية أو الميليشية على الحياة العامة وهناك توجها للعمل مع المنظمات الدولية خصوصا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب.. هاتان المؤسستان أبدتا استعدادها العمل بشكل كبير من أجل الضغط الدولي لمواجهة مثل هذه الحالة التي لا تهدد حرية الإعلام في اليمن ولكن في حق الحصول على المعلومة في كل وسائل الإعلام العالمية.

وعن هذا التكتل الحقوقي الصحفي الذي بإمكانه أن يضع حداً لهكذا تصعيد محموم ضد وسائل الإعلام أكد الريفي : إن مثل هذا التكتل يستطيع أن يكسر حالة الطوق المفروض على وسائل الإعلام من قبل هذه الجماعات الميليشية ويستند هذا التكتل وعمله على الفعاليات السلمية التضامنية وخلق رأي عام معادي للسلوكيات المعادية لحرية الرأي والتعبير وبكل تأكيد سيسهم في كسر هذا الطوق المحدق بالحريات الإعلامية .

نتدارس التواصل مع الحوثيين

وعن التواصل مع الحوثيين قال الريفي : هناك بعض الإجراءات مازالت النقابة تدرسها الآن لمواجهة مثل هذه الحالة الخطيرة من ضمن الإجراءات التي ستقوم بها النقابة بعد اللقاء مع ممثلي وسائل الإعلام لتدارس الوضع من ضمن تلك الإجراءات هو اللقاء أو تكثيف اللقاءات مع أطراف الصراع والجلوس معهم لإيضاح أن وسائل الإعلام أو أن الإعلاميين يجب أن لا يُدخلوا في خانة الصراعات وأن لا يصبحوا الهدف السهل لتصفية الحسابات ، مضيفاً نأمل أن تساهم اللقاءات مع أطراف الصراع في إيقاف أو الحد من مستوى الخطر الذي بدأ يهدد وسائل الإعلام بشكل كبير .

وفق الممكن

وعن دور النقابة ومنظمات المجتمع المدني في الدفاع عن حقوق وحريات الصحفيين والإعلاميين؛ أكد الريفي أن دور نقابة الصحفيين ومنظمات المجتمع المدني لا يرتقي إلى مستوى التحدي الذي يهدد الحريات الإعلامية في البلد ، ولكن وفق الممكن هناك تحرك يجب أن نقويه ويجب أن ندفع وننميه وربما خلال الفترة القادمة هذا التكتل سيخرج من دائرة التنديد والشجب إلى دائرة التحرك الميداني من خلال الاعتصامات والوقفات التضامنية وستبدأ النقابة بمؤتمر صحفي في نقابة الصحفيين ووقفة تضامنية خلال نهاية هذا الأسبوع وهناك أنشطة تدرسها النقابة لتدارس ما هي الإمكانيات التصعيدية لمواجهة مثل هذه الحالة.

قراءة في الانتهاكات

تتواصل عملية التقييد للحريات الصحفية في العاصمة صنعاء بشكل خطير وفي خطوة غير مسبوقة مثلت العائق الرئيس أمام حريات الصحافة والإعلام لاسيما بعد المواجهات الأخيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء والتي انتهت بسيطرة الحوثيين على صنعاء وعلى كل مؤسسات الدولة .. في هذا الاتجاه توجهت عناصر الحوثيين بمضايقة العمل الإعلامي والصحفي من خلال اقتحام بعض القنوات التلفزيونية ومنها قناة سهيل الفضائية وإيقاف البث عنها حتى اليوم ولا تزال تحت سيطرة الحوثيين .

ويستمر الحوثيون أيضاً في تضييق الخناق أمام الإعلاميين والصحفيين في العاصمة صنعاء ومنها اقتحام منزل الإعلامي يوسف قاضي الذي يعمل منتجاً للأخبار بمكتب قناة الجزيرة بصنعاء, حيث اقتحم مسلحون حوثيون منزله وفتشوه بحثاً عن سلاح- وفق بيان للصحفي ذاته.

اليمن أولاً

في بداية المواجهات بين الحوثي والجيش تعرضت قناة اليمن الفضائية بصنعاء لقصف واحترق جزء من مبناها وترويع العاملين فيها من الصحفيين وغيرهم خلال فترة المواجهات والتي استمرت 3 أيام ثم بعد تم السيطرة عليها من قبل الحوثيين وتم وقف بثها, مما اضطر إلى معاودة بثها من مكان آخر وشملت القنوات التي انقطعت بثها والسيطرة عليها قناة اليمن ، وسبأ والإيمان التابعة للدولة ، خلالها أدان واستنكر كل الإعلاميين والمؤسسات الحقوقية هذه الممارسات الخطيرة على الإعلام .

قصف واقتحام

كما قامت عناصر الحوثين بقصف منازل إعلاميين منهم الصحفي محمد الجماعي والصحفي إبراهيم الحيدم الأمر الذي جعلت البيانات تنشر في الوسائل الإعلامية تنديداً بقصف منازل الإعلاميين وتهديد حياتهم .

هذه التهديدات تمثل خطراً على مستقبل حرية الإعلام في اليمن مما يستدعي الوقوف أمام هذه التطورات الخطيرة التي تقف عائقا أمام العمل الإعلامي في البلد .


تغيير السياسة

بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء واقتحامها للقنوات وبعض منازل الصحفيين بات الأمر أكثر من خطر بالنسبة للصحفيين والإعلاميين وحتى للوسائل الإعلامية نفسها.

 وفي ظل هذا الجو المشحون بالتهديد والخوف لجأ بعض الصحفيين إلى تغيير أسلوب كتابتهم وعمدت بعض الوسائل الإعلامية إلى تغيير سياستها الإعلامية خوفاً من بطش الحوثي حسب ما يقولون, فيما لجأ بعض الصحفيين والإعلاميين إلى التخفي خوفاً من الحوثي لاسيما بعد انهيار مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية .

وفي حديث مدير مركز التدريب الإعلامي والتنمية رشاد الشرعبي لوسائل الإعلام لفت إلى أن هجمة الحوثيين على وسائل الإعلام تعود بالبلد إلى عقود وليس إلى سنوات في ظل عمليات الاستهداف الممنهجة بحق الصحفيين, موضحاً بأن هذا المناخ الخطير دفع صحفاً رسمية إلى إبلاغ كتابها بعدم التطرق مطلقاً في كتاباتهم لجماعة الحوثي.

و دعا الشرعبي الإعلاميين إلى عدم الاستسلام لهذه الاعتداءات والاستمرار في أداء عملهم من أجل أن يكونوا عنواناً للحقيقة وكشف الانتهاكات القائمة.

حياتهم في خطر

"وسط سياق سياسي وأمني متوتر للغاية منذ أكثر من شهر في اليمن، شن المتمردون الحوثيون هجوماً لمدة ثلاثة أيام على مبنى التلفزيون الحكومي".. قالت منظمة مراسلون بلا حدود, وأشارت إلى أن الأزمة وصلت إلى مستوى غير مسبوق يوم 21 سبتمبر\أيلول مع استيلاء المتمردين على عدد من مواقع القيادة العسكرية والمباني الرسمية ومقر المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون في صنعاء. ورغم استقالة رئيس الوزراء وتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أنه لم يمنع الحوثيين من استهداف قناة سهيل الخاصة.

وتضيف" حوالي الساعة الثامنة من مساء يوم 18 سبتمبر\أيلول، بدأ المتمردون الحوثيون التابعون لحركة “أنصار الله” بقصف مبنى التلفزيون الوطني (حيث يوجد مقر ثلاث قنوات فضائية حكومية - وهي تلفزيون اليمن وقناة سبأ وتلفزيون الإيمان) بحي الجراف والأحياء المحيطة به في صنعاء. واستمر الهجوم ثلاثة أيام حيث تسببت القذائف في تدمير المباني جزئياً، بينما شب حريق في جزء من المقر في 20 سبتمبر\أيلول، حيث انقطع بث البرنامج لأكثر من ساعتين في ذلك اليوم قبل أن يُستأنف من مكان آخر، بينما ظل مئات الصحفيين والعاملين في التلفزيون محاصرين داخل المبنى الذي بقي مطوَّقاً ومُستهدفاً طيلة الاشتباكات.

ويتَّهم الحوثيون التلفزيون الوطني بعدم التزام الحياد والموضوعية في تغطية أحداث النزاع بين “أنصار الله” وقوات الأمن منذ بداية عام 2014

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في 21 سبتمبر\أيلول، فقد استولى المتمردون في مساء اليوم التالي على المباني التابعة لقناة سهيل الفضائية بشارع الرباط في صنعاء، حيث قاموا بنهب وسلب مقر المحطة التلفزيونية ومرة أخرى، وجد الصحفيون والموظفون أنفسهم محاصرين دون أية وسيلة للاتصال حيث اضطرت القناة لوقف بث برامجها

وقالت فرجيني دانغل، نائبة مديرة الأبحاث في منظمة مراسلون بلا حدود، “إننا ندين بأشد العبارات هذه الهجمات المتعمدة على التلفزيون الحكومي اليمني وقناة سهيل، مما عرض حياة العديد من الموظفين والصحفيين للخطر“، مذكرة أن “الهجمات التي تستهدف المدنيين تدخل في إطار جرائم الحرب وتمثل انتهاكاً جسيماً لاتفاقيات جنيف بشكل يستوجب تحديد المسؤولين عنها.

وأضافت أن “المنظمة تحث جميع أطراف النزاع على احترام سلامة المؤسسات الإعلامية وعمل الصحفيين. وفي المقابل، يتعين على وسائل الإعلام والعاملين فيها تأدية المهمة الإخبارية باستقلالية ومهنية، مع الحرص على عدم تأجيج التوترات والخلافات السياسية“.

في 20 سبتمبر\أيلول، ناشد التلفزيون اليمني الحكومة ومنظمات الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية للإسراع بتقديم يد المساعدة

وفي المقابل، نفى المتحدث باسم “أنصار الله“، محمد عبد السلام، أن يكون المتمردون قد هاجموا مقر التلفزيون اليمني، موضحاً أن إطلاق النار جاء رداً على الهجوم الذي شنه اللواء المتمركز في محيط المبنى ضد الحوثيين

هذا وقد قصف مسلحون حوثيون أيضاً عدداً من الأحياء السكنية يوم 19 سبتمبر\أيلول، حيث استهدفوا بشكل مباشر منزلي اثنين من موظفي قناة يمن شباب الخاصة، المذيع محمد الجماعي والصحفي إبراهيم الحيدم، اللذين أفلتا مع أفراد أسرتيهما من الموت بأعجوبة . وفي اليوم السابق، نجحت المفاوضات في الحيلولة دون اقتحام مقر قناة سكاي نيوز

يُذكر أن اليمن يقبع في المرتبة 167 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي أعدته منظمة مراسلون بلا حدود مطلع عام.

صحفيون تحت مجهر الموت

تعيش صنعاء دوامة من الرعب والخوف منذ بداية الهجوم العسكري الذي شنه الحوثيون في 18 سبتمبر\أيلول، حيث تتواصل الاشتباكات مع قوات الأمن بشكل كثيف رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه يوم 21 سبتمبر\أيلول. ولا يزال المتمردون يسيطرون على عدد من المباني الحكومية، بما في ذلك مقر المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون، مع استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية بشكل مقصود.

وتعرب "مراسلون بلا حدود" عن قلقها بشأن سلامة الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام الحاضرين في العاصمة اليمنية، حيث يستهدفهم الحوثيون عمداً بسبب أنشطتهم المهنية. وتحث المنظمة المتمردين على احترام وقف إطلاق النار ووضع حد لهذه الانتهاكات التي يرتكبونها ضد الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية.

ففي 23 سبتمبر\أيلول 2014، اقتحم مسلحون حوثيون منزل سيف محمد أحمد الحضري، مدير مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام ، التي يملكها اللواء علي محسن الأحمر. كما قام المتمردون باختطاف أحد أقارب مدير المؤسسة، التي تنشر صحيفة أخبار اليوم، قبل مداهمة مقرها ونهب ممتلكاتها

وفي اليوم نفسه، أقدم الحوثيون على اعتقال المصور الصحفي الشهير محمد العماد – الذي ذاع صيته منذ ثورة 2011 – عند مروره بأحد أزقة حي السنينة في صنعاء، ليُطلقوا سراحه بعد عدة ساعات خضع خلالها للتفتيش والاستجواب، بينما صُودر هاتفه الخلوي.

وبعد استهداف منزلي اثنين من صحفييها في هجوم مسلح يوم 19 سبتمبر\أيلول، قررت قناة يمن شباب نقل مقرها إلى مكان مجهول مقتصرة في بثها على البرامج القديمة، خشية تعرضها للقصف.

وفي السياق ذاته، بات العديد من الصحفيين يفضلون الاختباء أو الرقابة الذاتية أو تغيير خطهم التحريري، خوفاً على سلامتهم. وبذريعة البحث عن أسلحة، أقدم المتمردون أيضاً على مداهمة وتفتيش عدد من المنازل، من بينها منزل مبارك الأشول، صحفي بجريدة المصدر ويوسف القاضي، صحفي بجريدة المصدر وشبكة الجزيرة، إضافة إلى منزل عبد الغني الشميري، المدير السابق للتلفزيون الوطني.

هذا وتأتي الأزمة الحالية، وما تنطوي عليه من هجمات ضد وسائل الإعلام والصحفيين، لتقوض مسار الانتقال السياسي الذي شرعت فيه البلاد، حيث تشكل التطورات الأخيرة مصدر قلق بالغ بشأن احترام الحريات الأساسية، وفي مقدمتها حرية الإعلام.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد