أفاد شهود عيان بأن مسلحي جماعة الحوثيين اقتحموا يوم أمس الاثنين مكتب بريد 22 مايو في العاصمة صنعاء لإجبار موظفي البريد على صرف أموال لأحد مسلحيهم .

وروى شهود العيان الواقعة بانها جاءت عقب اقتحام احد مسلحي الجماعة مبنى البريد وتهديده بإغلاقه عندما طلب منه موظف البريد إبراز بطاقته ليصرف له راتبه وقال له : "أنا موظف دولة وهذه إجراءات".

وأوضحوا أن احد مسلحي الحوثي دخل البريد وتجاوز الطابور الطويل لاستلام المرتبات وعندما طالبه المختص بإبراز ببطاقته ليصرف له راتبه رغم انه تجاوز الجميع.. رد المسلح الحوثي على المختص بالقول: (أنا من " أنصار الله" عاتندي راتبي وإلا بغلق البريد ) وفقاً لموقع "الخبر".

وحين قال له المختص: البطاقة يا أستاذ ضرورية وأنا موظف دولة وهذه إجراءات الكل يعرفها .. قال المسلح " أياً دولة لا دولة إلا دولة السيد أنا بوريك كيف الإجراءات " ..

ووفقاً للشهود أجرى المسلح الحوثي اتصالاً هاتفياً على اثره وصل طقم تابع للجماعة على متنه مسلحون حوثيون اقتحموا مبنى البريد وطلبوا من الموظف صرف راتبه بالقوة وهو ما كان من قبل المختص أن صرف راتبه تحت تهديد السلاح .

وفي الغضون تعرض مقر الإذاعة المحلية «إذاعة حياة إف إم»، بالعاصمة صنعاء لهجوم واقتحام من قبل مسلحي جماعة الحوثي.

وأوضحت الإذاعة أن جميع المعدات الخاصة بها، تم نهبها بشكل كامل.

وفي وقت سابق امس أعلنت الإذاعة عن توقف بثها، نتيجة محاصرة المسلحين لمقرها.

وواصلت جماعة الحوثي امس الاثنين نقل المعدات العسكرية والأسلحة الثقيلة التي استولت عليها من معسكرات العاصمة، إلى معقلها الرئيسي في محافظة صعدة.

وذكرت مصادر محلية أن عشرات الدبابات والمعدات العسكرية والقاطرات المحملة بمختلف الأسلحة الثقيلة شوهدت، أمس، وهي في طريقها من العاصمة إلى محافظة صعدة.

ونهبت جماعة الحوثي منذ سيطرتها على العاصمة في 21 سبتمبر الجاري عدداً من معسرات العاصمة، وقامت خلال الأيام الماضية بنقل كميات كبيرة من الأسلحة التي استولت عليها إلى محافظة صعدة.

ومن بين المعسكرات التي نهبها الحوثيون؛ مقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة (الفرقة الأولى مدرع سابقا)، بالإضافة إلى مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، ومعسكر الإذاعة، واللواء الرابع حماية.

ولا يزال مسلحو الحوثي يحتلون عدداً من المنشآت الأمنية والعسكرية اهمها مقر القيادة العليا للقوات المسلحة .

وأفادت مصادر عسكرية لـ"أخبار اليوم" انه وفي ظل ما تشهده العاصمة من انفلات أمني وتوتر عسكري وفي ظل استمرار الحوثيين في احتلال مؤسسات الجيش ونهب الآليات العسكرية والأسلحة الثقيلة، وجّه وزير الدفاع اللواء محمد ناصر احمد قوات الجيش بخفض الجاهزية إلى المستوى الاعتيادي.

وبحسب إحصائية أولية، فإن من بين إجمالي المنشآت التي اقتحمها الحوثيون، أكثر من 23 مؤسسة حكومية وخاصة، و3 دور للقرآن الكريم، و15 مقراً من مقرات حزب التجمع اليمني للإصلاح، وأكثر من 30 منزلاً، بالإضافة إلى 5 منشآت عسكرية، و7 مساجد اقتحمها الحوثيون وقاموا بتغيير أئمتها بالقوة.

وفي سياق متصل بالانتهاكات، أفادت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان أن المسلحين الحوثيين منعوا أمس الاثنين طالبات ومدرسي مدرسة الصداقة بمنطقة شملان من دخول المدرسة، التي تحولت إلى ثكنة عسكرية للحوثيين.

ومنع المسلحون الحوثيون طالبات ومدرسات مدرسة شملان الأساسية من دخول المدرسة، حيث احتشدت الطالبات وهن يحملن الورود أمام المدرسة للمطالبة برحيل المسلحين الحوثيين من مدرستهم، وإخلائها من الدبابات والمدرعات التي تتمركز في المدرسة، إلا أن المسلحين الحوثيين رفضوا إخلاء المدرسة.

وأكدت المنظمة أن مسلحي جماعة الحوثي يتمركزون في عدد من المدارس الحكومية في صنعاء، ومنعوا مئات الطلاب والطالبات أمس الاثنين من دخول مدارسهم.

وأفادت في بلاغ صحفي لها أن المسلحين الحوثيين يحتلون عدداً من المدارس ومنها مدارس شملان والصداقة والسلام والحسن والأمن للصم والبكم في شمال غرب العاصمة.

وأشارت المنظمة إلى أن المسلحين الحوثيين يستخدمون تلك المدارس ثكنات عسكرية ويخزنون فيها أسلحة ثقيلة بما في ذلك دبابات ومدرعات ومضادات للطيران بالإضافة إلى معتقلات يحتجزون فيها عدداً من خصومهم الذين اختطفوهم خلال الأيام الماضية.

وطالبت منظمة مواطنة جماعة الحوثي بسحب مسلحيها من مدارس العاصمة واعتبرت استمرارهم في احتلال المدارس جريمة جسيمة وانتهاكاً سافراً لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أنها تلقت وعوداً من قيادات الحوثيين بإخلاء المدارس إلا أن ذلك لم يتم رغم إحاطة تلك القيادات بموعد استئناف الدراسة.

وكانت وزارة التربية والتعليم قد أعلنت استئناف الدراسة في مدارس أمانة العاصمة اعتباراً من امس الاثنين، بعد توقف الدراسة عدة أيام خلال المواجهات التي شهدتها العاصمة مع مسلحي جماعة الحوثي.

وتجاوز عدد المنشآت التي اقتحمها ونهبها الحوثيون خلال الأيام الماضية أكثر من 100 منزل ومنشأة خاصة وعامة، ولا زالت العدد متزايداً جراء استمرار المسلحين الحوثيين في عمليات الاقتحام والنهب والسلب والتفتيش للمنازل والمنشآت الحكومية والخاصة.