اعتبر المحلل السياسي عبدالناصر المودع بان اتفاق السلم والشراكة انقلاب باركته الأمم المتحدة ووقع عليه رئيس فاقد الصلاحية.
وقال المودع في تصريح لـ"أخبار اليوم": هذا ليس اتفاقاً بل انقلاباً فما حدث في 21سبتمبر هو انقلاب باركته وشرعنته الأمم المتحدة ووقع عليه رئيس فاقد الصلاحية .
وأشار إلى أن قيام ممثل الأمم المتحدة جمال بن عمر بشرعنة انقلاب مكتمل الأركان تم بالقوة العسكرية يعد سابقة في التاريخ.
وأفاد المودع أن ما حدث للعاصمة صنعاء يعد نهاية للتسوية السياسية ودخول اليمن في مرحلة مجهولة ملامحها مزيج من العنف والفوضى..
وأضاف: جمال بن عمر يعد واحداً من أسباب فشل ما وصلت إليه اليمن وأحد المتسببين في ذلك كونه قام بعملية خداع للمجتمع الدولي وللعالم في تسويق وهم اسمه نجاح ومعجزة الحوار الوطني والذي لم يكون حواراً وطنياً بل عبارة عن أجندة جاهزة، كان ابن عمر احد الأطراف الذين سلقوا هذه الأجندة ووضعوها ومن ثم رتبوا لما يسمى حوار وطني تم فيه تمرير الأجندة الجاهزة من قبل بن عمر والرئيس هادي ليتم ذلك خارج النظام الأساسي لمؤتمر الحوار الوطني، والترويج لذلك وإيهام العالم بان هناك نجاحاً ومعجزة تتحقق في اليمن غير أن ما كان يتم على الأرض ليس سوى تمهيد للحوثيين كي يسيطروا على صنعاء.
وطالب المودع الأمم المتحدة بمعاقبة جمال بن عمر على تواطؤه فيما حصل باليمن، داعياً اليمنيين إلى مطالبة الأمم المتحدة فتح تحقيق حول أداء بن عمر كونه؛ إما أن يكون فاشلاً وأساء للمهمة وللدور الذي كلف به، مؤكداً أن بن عمر لا يستحق أن يستمر في مهمته- حسب تعبيره المودع .
وعلق على حديث بن عمر للشرق الأوسط ووصفه ما حدث بصنعاء بالانقلاب بأنه كلام غير معقول كون بن عمر لا زال لم يدن ولم يشر صراحة إلى الحوثيين بصفتهم معرقلين للتسوية السياسية بموجب قرار مجلس الأمن، مردفاً: اذا لم يكون احتلال صنعاء ومطاردة الخصوم السياسيين والتضييق على الحريات لا يندرج في اطار عرقلة التسوية السياسية فماذا تعني كلمة عرقلة التسوية السياسية، أو أن كلمة عرقلة لا نعرف معناها ويختلف عما نعرفه في اللغة العربية؟! .
وعلق على تأخر تسمية رئيس الوزراء بان رئيس الحكومة أمر ثانوي جداً قياساً بما حدث وما سيحدث في المستقبل، مشيراً إلى أن ما حدث هو انقلاب على التسوية السياسية وسيطرة طرف مسلح على العاصمة صنعاء، متوقعاً نشوب صراع مسلح بين الحوثيين وخصومهم الكثر في المستقبل.
وأضاف: لم يعد هناك تسوية سياسية أو عمل سياسي بعد أن أصبحت بندقية الحوثي تهيمن على صنعاء, واصفاً الحديث عن التسوية بالهراء .
وطالب المجتمع والأطراف السياسية الاستعداد لمرحلة ما بعد سيطرة الحوثيين وانقلابهم على التسوية السياسية.
وقال: الحركة الحوثية بما أنها حركة مسلحة ذات نزعة شمولية؛ فإنها لن تترك السلطة ولن تخرج من صنعاء إلا من خلال عمل عسكري مساوٍ لفعلها، وبالتالي ما أتوقعه هو مزيد من العنف بين أطراف كثر ذات صبغة مذهبية وسياسية وجهوية، اليمن دخلت نفقاً مظلماً يوم 21سبتمبر وهذا على الجميع أن يدركه بان يتعامل مع هذا الواقع كما هو.
