اللقاءات القبلية الشعبية تواصل أعمالها لحماية المحافظة والتصدي لمليشيا الحوثي

لا تزال الأجواء الهادئة في مدينة إب غير مأمونة نتيجة استمرار انتشار مسلحي الحوثي بالمدينة وعدد من النقاط ، ولا تزال المحافظة برمتها أشبه بقنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة وسط صمت رسمي من الحكومة والرئاسة والمجتمع الدولي..


لليوم الثامن على التوالي تواصل مليشيات الحوثي تمركزها بالإستاد الرياضي وتنتشر بعدد من النقاط بمدينة إب.

وقال شهود عيان بأن مسلحي الحوثي محكمون سيطرتهم على نقطة مشورة بإب بعد مهاجمة مسلحين يعتقد انتماءهم للقاعدة وخلفت قتلى وجرحى. وفي الدائري الغربي ينتشر مسلحو الحوثي بنقطة الدائري الغربي وفي شبان جنوب إب وقد عززوا من تواجدهم في تلك النقاط وينتشرون بعدد من المواقع والمرافق الحكومية. فيما يغيب مسلحو القبائل من مواقعهم بشكل كامل بناءً على اتفاق فوّضى اللجنة الأمنية بإنهاء الأزمة القائمة بالمحافظة.

العثور على ادريس

وعثرت أسرة الشاب إدريس أحمد محمد بيحان يوم أمس على جثة الشاب في ثلاجة مستشفى ناصر بعد أيام من عدم عودته المنزل. وقالت مصادر مقربة من أسرة الشاب بأن الشاب ادريس خرج لشراء نصف كيس بر على متن دراجة نارية مساء يوم الاثنين 20 أكتوبر 2014م ولم يعرف مصيره حتى الأمس.

وبحسب المصدر فإن الشاب كان يستقل دراجة نارية ومر على نقطة مشورة ـ غرب مدينة إب ـ بعد المواجهات التي اندلعت بين عناصر حوثية متمركزة في نقطة مشورة وعناصر مسلحة يعتقد انتماؤها للقاعدة. وبعد الاشتباكات التي خلفت قتلى وجرح مر سائق الدراجة ومعه الشاب في طريقه للعودة إلى منزله وكان مسرع وأطلق عليه مسلحو الحوثي النيران فسقط هو وسائق الدراجة قتيلا ونقلا بعدها إلى ثلاجة مشفى ناصر. الشاب يتيم الأب ومن أسرة فقيرة ولا ينتمي لأي حزب سياسي ولم يكن معه أي سلاح لكنه ضمن ضحايا آخرين نتيجة الصراع الذي تفجر الجمعة الماضية عقب دخول مسلي الحوثي مدينة إب الأربعاء الفائت.

رفض قبلي

قالت مصادر خاصة بمحافظة إب بأن قيادات حوثية وبمشاركة عدد من القيادات العسكرية تتواصل مع عدد من مشائخ المناطق الوسطى في يريم والرضمة محاولة إقناعها السماح لمسلحي الحوثي العبور إلى محافظة الضالع. وأوضحت بأن رجال القبائل رفضوا ذلك وأبلغوا الحوثيين أن أي محاولة للتقدم نحو مناطق القبائل أو العبور إلى الضالع أو أي من مناطق الجنوب، ستتم مواجهتها بقوة بالسلاح.

لقاءات قبلية

فيما تتواصل اللقاءات القبلية في عدد من مديريات محافظة إب والتي عبرت عن رفضها تواجد مليشيات الحوثي وتوسعه العسكري بالمحافظة وسبق وأن قاومت زحفه المسلح على المحافظة والتزمت التهدئة بناء على الاتفاق المعلن مع اللجنة الأمنية بالمحافظة.

وتؤكد الملتقيات القبلية بعدد من المديريات على رفض كامل لأي تواجد لمليشيات الحوثي, مؤكدين على تعايشهم السلمي المشترك ويتعهدون بحماية مناطقهم ومحافظتهم من أي أخطار ولديهم القدرة والكفاءة في الدفاع عن بلدهم .

ففي مديرية جبلة عزلة أنامر أعلى التقى وجهاء ومشايخ المنطقة وعدد من أعضاء المجلس المحلي بالمنطقة لمناقشة تداعيات الأوضاع القائمة بالمحافظة. وأجمع المشاركون في اللقاء على ضرورة إخراج كافة المليشيات المسلحة من المحافظة ورفض التواجد الحوثي بمليشياته, مؤكدين على أهمية التعايش ونبذ العنف والفوضى.

وفي مديرية القفر التقى أبناء المديرية ووجهاءها والمشائخ في المديرية واكدوا على رفضهم القاطع للمليشيات المسلحة, مطالبين السلطات المحلية واللجنة الأمنية بتحمل المسئولية. وكانت هنالك لقاءات عدة في مديرية بعدان والنادرة والرضمة بالمناطق الوسطى وكذلك قبائل حبيش, داعين كافة الأطراف السياسية إلى تنفيذ وثيقة السلم والشراكة وكل الوثائق في إطار تنفيذ وثيقة مخرجات الحوار الوطني.

النادرة تنتفض

أكد المجتمعون في مديرية النادرة على رفضهم الانجرار للعنف وخروج المليشيات المسلحة. وعبروا في بيان صادر عنهم على رفض أبناء المديرية الانجرار إلى العنف ومواجهة أي يفتعل المشاكل, كما أكدوا رفضهم أي صراع مسلح في المنطقة. كما رفض المجتمعون أي تحرك عسكري لجماعة الحوثي أو القاعدة في منطقتهم, حيث استهجن الأستاذ خليل الصيادي كل التحركات المسلحة في المنطقة ودعا الجميع إلى رأب الصدع وتجاوز أي خلاف, مؤكداً أن أبناء المناطق الوسطى أصحاب تاريخ نضالي ووطني ناصع في صفحات التاريخ وسيفشلون كل المخططات الشيطانية.

ودعا البيان جميع القوى السياسية والاجتماعية لاحترام وتنفيذ السلم والشراكة في ضوء مخرجات الحوار الوطن وأجمع أبناء المديرية على مواجهة أي طرف يفتعل أي مشكلة في المديرية تحت أي مسمى. وأقر الجميع نبذ العنصرية والمناطقية والدعوة إلى ترسيخ مبدأ التعاون والتعايش السلمي حفاظاً على مصلحة أبناء المديرية عامة.

ودعا المجتمعون السلطة المحلية أن تتحمل مسؤوليتها في سبيل حفظ الأمن والسكينة العامة ونحن بجانبها.

كما أقر المجتمعون رفضهم لنقل أي مسرح للصراع في منطقتهم إيماناً منهم بأن التجارب السابقة التي عانوا ويعانوا منها إلى يومنا هذا من أعمال عنف وصراعات كافية لأخذ العبر. وعبروا عن ادانتهم ورفضهم كل أعمال العنف التي تحصل في مجتمعنا اليمني بشكل عام وفي محافظة إب بشكل خاص.

من جانبه دعا الشيخ عمر حمود الصباري إلى التصدي لأي مليشيا من خارج المنطقة ومن أي جهة كانت, وحث أبناء المنطقة على حماية منطقتهم.

صخب إعلامي

وعبر إعلاميو إب عن رفضهم أيضا للتواجد المسلح لأي مليشيات.

 وقالوا بأن الأحداث التي تمر بها محافظة إب وواجب اللحظة والمسؤولية الملقاة على عاتق جميع أبناء المحافظة عامة وعلى إعلاميي المحافظة خاصة يحتم عليهم أن يقفوا جميعاً إلى صف أبناء المحافظة لنحميها من مخاطر الانزلاق إلى الفوضى والعنف.

ودعوا في بيان صادر عنهم السلطات المحلية في المحافظة الى القيام بمهامها المنوطة بها على أكمل وجه وضرورة مساندتها في جهودها المبذولة خلال الأيام القادمة.

 وطالبوا السلطات الأمنية في المحافظة بإخراج كافة المسلحين حفاظاً على سلمية المحافظة وتنفيذ الاتفاق الموقع من قبل لجنة الوساطة والحوار. كما طالب إعلاميو إب من جميع أبناء المحافظة وكل الإعلاميين والوسائل الإعلامية المختلفة بتبني خطاب إعلامي إيجابي يجنب المحافظة الصراع وألا يكون بيئة للشائعات وتخويف الناس.

 وأدان البيان ما تعرضت له إذاعة إب من قصف وطالب بالتحقيق العاجل في ذلك, محذراً من استهداف الوسائل الإعلامية ومطالباً السلطات المحلية والأمنية بحمايتها وحماية كل الإعلاميين.

رفض طلابي

طلاب جامعة إب هم أيضاً عبروا عن رفضهم استخدام الجامعة في الصراع ومطالبتهم بإخراج مليشيات الحوثي بالخروج من الجامعة والمحافظة.

وقد بعثوا برسالة عن الملتقى الطلابي الموسع لطلاب جامعة إب ، بعثوا برسالة إلى السلطة المحلية بإب قالوا فيها: إن التدهور الأمني الذي آلت إلیه المحافظة جراء قدوم ملیشیات مسلحة من خارج المحافظة، وما أعقب ذلك من تعاون مع تلك الملیشیات من بعض الأطراف من أبناء المحافظة، يھدف لافتعال مشاكل أمنیة تستھدف النسیج الاجتماعي، وتنفیذ أجندات مختلفة ، والتي تلُقي بظلالھا على المؤسسات التعلیمیة من جامعات ، ومدارس، ومعاھد، وغيرها لیُستبدل البارود، وصوت البندقیة بدیلا عن صریر الأقلام، وقرأت الكتب. وفي ضوء ذلك، وطالبوا الدولة ممثلة بالسلطة المحلیة أن تقوم بواجبھا السریع والعاجل، وأن تخُلي المحافظة تماما من الملیشیات المسلحة من أي طرف كان، وعلى وجه الخصوص حرم الجامعة وما جاورھا، ما لم سوف يضطرون إلى ممارسة حقهم القانوني بالوقفات الاحتجاجية، والتظاھرات السلمیة ، والاعتصامات المفتوحة حتي یتحقق ذلك.