تمكن ريال مدريد من الفوز على برشلونة في الجولة التاسعة من الدوري الإسباني بنتيجة 3-1 في لقاء كان مثيرا على مستوى أحداثه من ناحية التقدم السريع لـ"البرسا" ثم العودة المثيرة من جانب أصحاب الأرض.

ونخرج من اللقاء بمجموعة من الدروس المستفادة التي يمكن أن يضعها كل ناد في إعتباره خلال الفترة المقبلة وحتى نهاية الموسم من أجل تقديم مسيرة طيبة.

1- تدوير ميسي: ظهر اللاعب الأرجنتيني في مباراة الأمس بعيدا عن مستواه المعهود بسبب المشاركة في العديد من المباريات خلال أوقات متقاربة، ما أدى إلى فقدانه القدرة على الظهور بنفس المستوى المميز.

ويعد ميسي اللاعب الوحيد في الفريق الكتالوني الذي لم يدخل في خطة التدوير الخاصة بالمدير الفني لويس انريكي منذ بداية الموسم حيث لعب كافة المباريات بشكل أساسي حتى السهل منها.

2- برشلونة كبير على الصغار فقط: أصبح من الواضح تماما عدم قدرة برشلونة على اللعب بشكل جيد أمام الفرق الكبيرة، وهو ما ظهر في أكبر اختبارين للفريق أمام باريس سان جرمان في دوري أبطال أوروبا ثم في لقاء ريال مدريد أمس.

ويتضح من خلال لعب الفريق الكتالوني أنه قادر على الوصول للمرمى وهو أمر سيتحسن كثيرا مستقبلا لكن الشكل الدفاعي سيئ للغاية ويمتلك العديد من العيوب القاتلة.

3- ماثيو عنصر شاذ وبيكيه منتهي: يعتبر اللاعب الفرنسي جيريمي ماثيو عنصر غير مناسب على الإطلاق بالنسبة لأسلوب لعب برشلونة بالرغم من امتلاك ميزة طول القامة وهو شيء غير متوفر بالنسبة لـ"البلوغرانا"، لكنه لم يتمكن من استغلال هذا الأمر هجوميا لتسجيل أهداف للفريق، ولم يستفد منه دفاعيا بمنع الهجمات العرضية الخطيرة عن المرمى.

ويعجز اللاعب الفرنسي عن لعب الكرة التي يعتاد عليها الفريق الكتالوني من حيث التمرير الدقيق واللمسة المميزة للكرة إضافة إلي ضعف قدراته في الخط الأمامي كظهير أيسر.

وبالنسبة للمدافع الاسباني صاحب الـ27 عاما فقد فشل هو الآخر في إستعادة بريقه المفقود منذ فترة طويلة ولم يكن على قدر كاف من المهارة الدفاعية كي يمنع المنافس من الوصول إلى مواجهة حارس المرمى وتسبب في ركلة جزاء بشكل ساذج على فريقه وكان من الممكن أن يحتسب عليه ركلة أخرى قبلها بعدما تعامل مع بنزيمة مهاجم الريال بدون كرة.

4- تبديل اللاعبين لا يحتاج إذن: يجب أن يدرك لويس انريكي أنه لا يحتاج إلى إذن من لاعب في الفريق كي يستبدله في أي مباراة خصوصا وأنه يمتلك الرؤية الفنية الأشمل من اللاعب وينظر إلى الصورة بشكل أوضح ويفكر بشكل عام وشامل في الموسم بأكلمه وليس مجرد اهتمام بحصد 3 نقاط في مباراة.

ودفع انريكي ثمن رفض ميسي للتبديل واصراره على الاستمرار في الملعب بالظهور الباهت من جانب البرغوث في مباراة الأمس وعدم تقديم أداء يرضي جماهيره ويساعد الفريق على تحقيق النقاط الثلاث.

5- أنشيلوتي على الطريق الصحيح: تأكد جمهور ريال مدريد من خلال مباراة الأمس أن المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي يمضي على الطريق الصحيح على الأقل على المستوى المحلي حيث أنه أًصبح قادرا على اختيار التشكيل المناسب للفريق بالرغم من الغيابات التي عانى منها في المباراة.

وظهر من خلال اللقاء أن كارلو لا يميل إلى التمسك برأيه في لاعب وعدم الاعتماد عليه حيث أدخل ايسكو في تشكيل الفريق بعد أن ظن البعض أنه لن يحصل على أي فرصة مجددا مع الفريق في الموسم الحالي.

6- تشافي لم يعد من الكبار: أصبح مستوى لاعب وسط برشلونة تشافي هيرنانديز صاحب الـ34 متواضعا ولم يعد يمتلك القدرة على الظهور بشكل جيد في مباريات الفرق الكبيرة حيث عجز خلال لقاء الأمس عن السيطرة على وسط الملعب كما كان معتادا عليه دائما.

ولم يلعب تشافي سوى 52 تمريرة في المباراة وهو معدل قليل بالنسبة للاعبي الوسط حيث تفوق عليه من برشلونة، داني ألفيس، أندريس انيستا، ليونيل ميسي، وسيرجيو بوسكيتس.

7- تشيشاريتو أضاف لبنزيمة: شكل التعاقد مع خافيير هيرنانديز على سبيل الإعارة من مانشستر يونايتد إضافة قوية لمستوى كريم بنزيمة الذي بات أكثر قدرة على حسم الفرص التي يحصل عليها مع الفريق الملكي خلال المباريات الأخيرة.

وربما يكون اللاعب الفرنسي قد شعر بخطورة المنافسة من جانب زميله المكسيكي وأصبح أكثر تركيزا داخل الملعب.

8- انسجام مودريتش وتوني كروس: أصبح اللاعب الكرواتي ونظيره الألماني أكثر انسجاما في وسط الملعب من بداية الموسم وظهر هذا من خلال التوازن بين الهجوم والدفاع وعدم التقدم إلي الأمام في نفس الوقت وترك الوسط الدفاعي بدون تغطية.

وعاني ريال مدريد كثيرا في البداية من تلك الأزمة وربما يكون هذا التفاهم هو الوسيلة التي يحقق بها النادي الملكي أكثر من لقب هام خلال الموسم الحالي.

9- الكلاسيكو لا يعترف بأنصاف اللاعبين: مشاركة لويس سواريز في مباراة الأمس كانت خطأ كبيرا من جانب الجهاز الفني لبرشلونة حيث أنه أتي بعد غياب دام 4 أشهر بسبب الإيقاف الذي تعرض له خلال كأس العالم.

ولم يظهر سواريز بشكل جيد في المباراة بالرغم من قيمته الكبيرة كلاعب لكنه كان بحاجة إلى العودة لكرة القدم بشكل تدريجي وعدم التسرع في الدفع به كأساسي في المباراة ومنحه الفرصة في اللقاء وفقا لتطورات الأحداث.