صحفيون تحت مجهر الموت

2014-11-27 12:19:26 أخبار اليوم/تقرير

في ظل وضع سياسي وأمني معقد تعيشه البلد على وقع الصراعات والحروب التي وصلت رحاها العاصمة صنعاء.. باتت الحرية الصحفية ومثلها حياة العاملين في هذه المهنة محفوفة بالكثير من المخاطر..

زيادة حدة الانتهاكات والاعتداءات على حرية الرأي وارتفاع منسوبها على خلفية الأحداث الأخيرة في العاصمة صنعاء حالة بدت مقلقة للعاملين في وسائل الإعلام كون ذلك بات يؤثر على واقع هذه الحريات والحقوق الصحفية وبالتالي على هامش الرأي والتعبير.. حالة أو وضع جديد لم يسبق له أن حدث في تاريخ اليمن الحديث وعبر مختلف الأحداث..

في بداية المواجهات بين الحوثي والجيش تعرضت قناة اليمن الفضائية بصنعاء لقصف واحترق جزء من مبناها وترويع العاملين فيها من الصحفيين وغيرهم خلال فترة المواجهات والتي استمرت 3 أيام ثم بعد تم السيطرة عليها من قبل الحوثيين وتم وقف بثها, مما اضطر إلى معاودة بثها من مكان آخر وشملت القنوات التي انقطعت بثها والسيطرة عليها قناة اليمن ، وسبأ والإيمان التابعة للدولة.

كما قامت عناصر الحوثيين بقصف منازل إعلاميين منهم الصحفي محمد الجماعي والصحفي إبراهيم الحيدم الأمر الذي جعلت البيانات تنشر في الوسائل الإعلامية تنديداً بقصف منازل الإعلاميين وتهديد حياتهم . مع استيلاء المتمردين على عدد من مواقع القيادة العسكرية والمباني الرسمية ومقر المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون في صنعاء.

ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقع في 21 سبتمبر/أيلول، فقد استولى المتمردون في مساء اليوم التالي على المباني التابعة لقناة سهيل الفضائية بشارع الرباط في صنعاء، حيث قاموا بنهب وسلب مقر المحطة التلفزيونية ومرة أخرى، وجد الصحفيون والموظفون أنفسهم محاصرين دون أية وسيلة للاتصال حيث اضطرت القناة لوقف بث برامجها.

في 20 سبتمبر\أيلول، ناشد التلفزيون اليمني الحكومة ومنظمات الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية للإسراع بتقديم يد المساعدة.

وفي المقابل، نفى المتحدث باسم “أنصار الله“، محمد عبد السلام، أن يكون المتمردون قد هاجموا مقر التلفزيون اليمني، موضحاً أن إطلاق النار جاء رداً على الهجوم الذي شنه اللواء المتمركز في محيط المبنى ضد الحوثيين

هذا وقد قصف مسلحون حوثيون أيضاً عدداً من الأحياء السكنية يوم 19 سبتمبر\أيلول، حيث استهدفوا بشكل مباشر منزلي اثنين من موظفي قناة يمن شباب الخاصة، المذيع محمد الجماعي والصحفي إبراهيم الحيدم، اللذين أفلتا مع أفراد أسرتيهما من الموت بأعجوبة . وفي اليوم السابق، نجحت المفاوضات في الحيلولة دون اقتحام مقر قناة سكاي نيوز

في 23 سبتمبر/أيلول 2014.. اقتحم مسلحون حوثيون منزل سيف محمد أحمد الحاضري، مدير مؤسسة الشموع للصحافة والإعلام, كما قام المتمردون باختطاف أحد أقارب مدير المؤسسة، التي تنشر صحيفة "أخبار اليوم"، قبل مداهمة مقرها ونهب ممتلكاتها.

وفي اليوم نفسه، أقدم الحوثيون على اعتقال المصور الصحفي الشهير محمد العماد – الذي ذاع صيته منذ ثورة 2011 – عند مروره بأحد أزقة حي السنينة في صنعاء، ليُطلقوا سراحه بعد عدة ساعات خضع خلالها للتفتيش والاستجواب، بينما صُودر هاتفه الخلوي.

وبعد استهداف منزلي اثنين من صحفييها في هجوم مسلح يوم 19 سبتمبر/أيلول، قررت قناة يمن شباب نقل مقرها إلى مكان مجهول مقتصرة في بثها على البرامج القديمة، خشية تعرضها للقصف. كما أقدم المتمردون أيضاً على مداهمة وتفتيش عدد من المنازل، من بينها منزل مبارك الأشول، صحفي بجريدة المصدر ويوسف القاضي، صحفي بجريدة المصدر وشبكة الجزيرة، إضافة إلى منزل عبد الغني الشميري، المدير السابق للتلفزيون الوطني.

ورصدت مؤسسة "حريّة" للحقوق والحريّات والتطوير الإعلامي، 52 حالة انتهاكٍ ضدّ الإعلام المحلي والدولي في اليمن، وذلك خلال الشهر الأول لاجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء. تلقّت المؤسسة بلاغات في وقوع الحالات الـ52، تفاوتت بين الخطيرة والمتوسطة والبسيطة، تعرّض لها 33 صحافياً وإعلامياً من الجنسين، و19 مؤسسة إعلامية وصحافية، حكوميّة وخاصة، 51 حالة منها في العاصمة صنعاء وحدها، وحالة واحدة في مدينة إب.

وبحسب البلاغات التي وصلت للمؤسسة، ارتُكب معظم هذه الانتهاكات من قبل المسلّحين الحوثيين، الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول الماضي. وشملت هذه الانتهاكات تعرُّض ثلاث قنوات حكومية هي قنوات "اليمن"، "سبأ"، و"الإيمان" إلى قصف مدفعي شديد وحصار لطاقم العمل فيها واقتحامها والسيطرة عليها بالكامل بعد 3 أيام من القصف المتواصل على مقرها. وذكرت المؤسسة أنّ مسلحي جماعة الحوثي قاموا باقتحام مقر قناة "سهيل" الخاصة ونهب أدواتها ومعداتها ومحاصرة العاملين فيها ليوم كامل داخل المقر، ثم سيطروا على مقرها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وحتى اليوم، فتوقف بثها عقب ذلك.

وتعرّضت إذاعة "إب" الحكومية، في مدينة إب جنوبي غرب البلاد، للقصف المدفعي وتعرّضت مكاتبها للدمار الجزئي، وتوقف بثها منذ 4 أيام وحتى اليوم. كما اقتُحم مقر إذاعة "حياة إف إم" الخاصة وتوقف بثها جراء ذلك. وتم كذلك اقتحام مقار العديد من المؤسسات الإعلامية الحكومية في صنعاء والسيطرة عليها، وهي إذاعة "صنعاء" ووكالة "سبأ" للأنباء ومقر صحيفة "26 سبتمبر" التابعة لوزارة الدفاع، بالإضافة إلى اقتحام مقر المكتب الإعلامي للحزب الاشتراكي اليمني الذي يدير موقع "الاشتراكي نت" الإخباري وصحيفة "الثوري".

وتعرضت العديد من الوسائل الإعلامية الدولية وطواقمها العاملة في اليمن للتحريض والتشهير والاعتداء على طواقمها وهي قنوات "الجزيرة"، و"العربية"، و"بي بي سي"، و"سكاي نيوز عربية"، وموقع "سي إن إن عربي"، وصحيفة "القدس العربي".

 وأفادت مؤسسة "حرية" عن تعرض 33 صحافياً في صنعاء للاعتداء الجسدي والقصف واقتحام منازلهم والعبث ونهب محتوياتها بالإضافة إلى التحريض والتشويه من قبل المسلحين الحوثيين وغيرهم. وفي مقدمة هؤلاء الإعلاميين المدير السابق للفضائية اليمنية عبدالغني الشميري، والكاتبة الصحافية توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة "الشموع" سيف الحاضري، ووزير الإعلام السابق البرلماني علي العمراني، والمنتج في مكتب قناة "الجزيرة" يوسف قاضي، ومراسل موقع "الجزيرة نت" عبده يحيى عايش، ونائب رئيس الدائرة الإعلامية في حزب "الإصلاح" عدنان العديني.

كذلك رصد التقرير تعرّض مراسلة قناة "بي بي سي" عربي، صفاء الأحمد، والطاقم المرافق لها للتوقيف ومصادرة الأفلام التي قاموا بتصويرها في صنعاء. كما تعرض مراسل قناة "الجزيرة الإنجليزية" محمد فال، إلى توقيف وتحقيق أمني في مطار صنعاء الدولي لنحو ساعة عند مغادرته صنعاء.

وتعرضت مراسلة موقع "سي إن إن" عربي، نبيهة الحيدري، إلى حملة تحريض وتشهير من قبل مجهولين على مواقع الأنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد