تعز تنتفض بمسيرة مليونية أربكت المليشيات المتواجدة في قياده الأمن المركزي والتي تتزين بلباس عسكري. حشود مليونية تتدفق كالسراب, رافضة دخول الحوثي إلى محافظة الثورة والكرامة والمدنية.. هكذا كان المشهد أمس الأحد في مدينة تعز.. أثناء وصول المسيرة أمام معسكر الأمن المركزي بتعز قامت مليشيات الحوثي وصالح بإطلاق النار الحي والقنابل المسيلة للدموع الصنع الأمريكي التي يرفع شعارها أتباع إيران ويقولون الموت لأمريكا وهم يعتدون على ثوار تعز بقنابل صنع أمريكي.
الرصاصات والقنابل والقناصات لم ترعب ثوار تعز.. كانوا يستقبلون الطلقات والقنابل بصدور عارية ويأخذون القنابل بأيديهم ويقذفون بها البوابة التي كان يحتمي وراءها أتباع الحوثي.. صمود توار تعز يرغم المليشيات بالعودة إلى داخل المعسكر.
وحتى- مساء أمس- كان شباب تعز وثوارها مستمرون في اعتصامهم وباستبسال أمام بوابة الأمن المركزي ولم تخيفهم طلقات الرصاص بالرشاشات والمعدلات من اجل تفريق المعتصمين. في التقرير التالي نسلط الضوء على ثوار وناشطون من أبناء تعز للإدلاء بآرائهم حيال ما يجري في تعز.
محاولة إخضاع
القيادي الناصري/ محمد الضبيع, يقول بأن دخول المليشيات المسلحة بزي عسكري إلى محافظه تعز أتت وفق برنامج للحوثي والرئيس السابق صالح لمحاولة إخضاع تعز لسيطرته العسكرية لأهمية المحافظة التي تعتبر بوابة دخولهم الآمن إلى المحافظات الجنوبية إن استطاعوا, وذلك من أجل الانتشار فيها والسيطرة عليها وتكرار ما حدث في حرب ٩٤ عند دخولهم من الثلاثة المنافذ المؤدية للمحافظات الجنوبية.
وقال بأن موقف أبناء تعز رافض لتواجد أي مليشيات مسلحة أو تحويل المحافظة إلى ساحة احتراب أو قاعدة لانطلاق أي مليشيات مسلحة منها مؤكداً أن أبناء تعز يمتلكون الإرادة التي تجعلهم يصمدون حتى إخراج المليشيا. لأنه إذا كانت المليشيات قد دخلت إلى المحافظة فليس لديها القدرة على الصمود أمام أبناء المحافظة.
دعوة للمشاركة
ويقول الناشط الشبابي أيمن المخلافي بأن دخول القوة الحوثية بلباس عسكري إلى معسكر الأمن المركزي من أجل إثارة العنف والفوضى والصراع داخل محافظه تعز وأبناء تعز الأحرار قرروا الاعتصام المفتوح أمام بوابة الأمن المركزي وسينصبون الخيام في الشارع والمداخل المؤدية للمعسكر حتى إخراج القوات الحوثية من تعز.
وأكد المخلافي بأن أبناء تعز لن ترهبهم المدافع ولا القناصات ولا يمكن السماح لبقاء المليشيات داخل تعز.. ودعا جميع أبناء تعز رجالا ونساءً النزول للمشاركة في الاعتصام المفتوح من أجل الوطن وتعز بالأخص.
وهم الانتصارات
ويعتبر الثائر عبدالله منصور حسن, بان دخول المليشيات المحافظة من أجل خلق لأنفسهم نوع من الانتصارات بعد فشل المتمرد عبد الحافظ السقاف أمام القوات المسلحة. ويقول بان القوات الموجودة في اغلب المعسكرات في تعز تدار من خارج السلطة المركزية و المحلية.
مؤكدا بان هناك مقاومة شعبية غاضبة في وجه الدبابات والقنابل والقناصات وستصمد المقاومة والتصعيد حتى يتم إخراج كل خائن وعميل من كل المؤسسات العسكرية بتعز والمتواجدة في الأمن المركزي بتعز.
وقال بان قيادة الأمن المركزي يدينوا بالولاء لصالح وأعوانه لكن لن يستمروا في تعز الثورة تعز الكرامة وهناك شرفاء ووطنين من جنود قوات الأمن الخاصة قد أعلنوا انضمامهم إلى الشباب والمكون من كتيبة عسكرية.
موضحا بأن موقف أبناء تعز وخاصة الشباب والمواطنين قد تجاوزوا الأحزاب والنخب وهم اليوم والأيام السابقة يسطرون أروع الملاحم البطولية ويجبرون المليشيات ومن يقودهم على الانسحاب والتقهقر بعزيمة عالية وعنفوان ثوري.
تباين مواقف
أما مواقف الأحزاب فيشير حسن إلى أنها متباينة ولم تعد تفرق مع شباب الثورة الذين استطاعوا أن يبنوا صرح للمجد. أما موقف السلطة المحلية يقول: كان هناك تقصير في الأشهر السابقة وهو عدم تغير هؤلاء القادة بأكفأ من تعز أو غيرها ممن ليس لهم ارتباطات وولاءات سوى حفظ الأمن والسكينة في تعز.. التقصير نحسبه على السلطة المحلية وقيادتها كما نحسب التقصير على هادي لكننا نطالب من قيادة المحافظة عدم شرعنة أي عمل تقوم به مليشيات الحوثي.
ويضيف" قائد قوات الأمن الخاصة الحارثي يتحمل المسئولية ونحن نرفض استخدام أجهزة الدولة لصالحهم وقد كان هناك تقصير من السلطة المحلية بقبولها لقرارات مثل تعين الشامي مديرا لأمن المطار وغيرها".
ويوضح أن طرق النضال السلمي كبيرة وكثيرة اقلها المسيرات والإضرابات والعصيان المدني وإغلاق المنافذ وغير ها وأن أبناء الشعب يعرفون ما يعملون.
تواطؤ
الناشط الحقوقي نور الدين المنصوري يؤكد بان دخول القوة والسلاح إلى تعز خديعة جرت وبتواطؤ من وزارة الداخلية التي يرأسها احد الموالين للحوثيين وحلفائهم وذلك لأنهم يريدون لتعز أن تسقط في مستنقع الفوضى.
وقال: الطريقة القذرة التي دخلوا بها تعز عن طريق الكذب والخيانة لما التزموا به لقيادات المحافظة والمجلس المحلي عبر قائد معسكر الأمن الخاص بان التعزيزات لن تدخل تعز أو أي معسكراتها وهذا ديدنهم نقض المواثيق.
ويضيف" موقف سياسيو وأحزاب ووجهاء تعز ستبقى وفيه لأهداف الثورة السلمية التي انطلقت منها ولاسيما إرساء دعائم الدولة المدينة الحديثة دولة القانون والمواطنة المتساوية ولا مكان فيها لسيد وعبد ولا مكان فيها للطبقية المتعارضة مع قيمنا الإسلامية ومبادئ حقوق الإنسان".
ويتابع:" تعز اليوم تسطر نموذج يشبهها تماما في جميع الأوساط سياسية وشباب ومجتمع مدني ورجال ونساء جميعنا نرفض رفضا مطلقا ملشنة تعز أو أي محافظة أخرى نرفض الاستقواء بالسلاح من قبل الانقلابيين الخارجين على الشرعية".
