أكد المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن/ أحمد بن حسن عسيري- في إيجازه اليومي- استمرار عمليات "عاصفة الحزم" لليوم الثاني التي استهدفت منصات الصواريخ البالستية وتحركات مقاتلي جماعة الحوثي ما بين شمال وجنوب اليمن، والتجمعات البرية التي حاولت حشدها جنوب الحدود السعودية.
وقال- في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس في مطار القاعدة الجوية بالرياض-: استهدفت قوات التحالف الجوية أمس قاعدة العند الجوية التي سيطرت عليها عناصر جماعة الحوثي في فترة من الفترات وتواجدت فيها بكثافة، كما استهداف مدرج القاعدة لمنع الميلشيات من استخدامها، كما تم استهداف تحركات عناصر الحوثي بين شمال وجنوب اليمن لنقل الإمداد والتموين لقطع طرق الإمداد لهم.
وأوضح العميد/ ركن أحمد عسيري, أن الحملة استهدفت أمس الجمعة أحد الجسور على إحدى الطرق التي تستخدمها عناصر الحوثي بشكل مكثف لنقل الإمداد والتموين وتحريك الصواريخ البالستية، كاشفًا أن عناصر الحوثي تحاول نقل التعزيزات من محافظة صعدة باتجاه صنعاء أو العكس لذلك كان هذا أحد الأهداف التي تمت باختلاف العمليات التي نفذت في أول يوم من عمليات التحالف.
وأكد العميد عسيري استهداف قوة التحالف لهذا النوع من الجسور يأتي كهدف عسكري لمنع نقل الإمداد والتموين وتحريك الصواريخ البالستية، داعيًا المواطنين المدنيين اليمنيين, الابتعاد عن تجمعات الحوثيين والقافلات والعربات التي تنقل التموين والعتاد وذلك لأن قوات التحالف سوف تستهدف جميع التحركات التي تقوم بها عناصر جماعة الحوثي شمال وجنوب اليمن لمنع استمرار التحرك وحشد القوات سواء على الحدود الشمالية أو على المحافظات الجنوبية.
وأوضح أن العمليات استهدفت كذلك أسلحة الدفاع الجوي سواء منظومات صواريخ سام أو المدفعية المضادة للطائرات أو منصات الصواريخ البالستية، مقدمًا عرضًا لعدد من الفيديوهات التي نفذت من قبل قوات التحالف يوم أمس، وشاركت فيها قوات من دول مختلفة والتي منها عملية نفذتها القوات الجوية الإماراتية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
ونوه بأن هذه العمليات- التي قامت بها قوات التحالف الجوية- حصلت على تفوق شامل جوي على كامل أراضي الجمهورية اليمنية مما سهل حركة قوات التحالف، ومكنهم من الدقة في استهداف تحركات عناصر الحوثيين على الأرض، مشيرًا إلى استمرار عمليات قوات التحالف إلى أن تحقق أهدافها المخطط لها حسب الجدول الزمن.
وحول استهداف قاعدة العند الجوية قال: إن بعض عناصر الحوثي وصلوا إلى بعض المناطق حول عدن وكانوا في قاعدة العند الجوية, وتمت مهاجمتهم من جانب قوات التحالف، لافتًا النظر إلى أن قاعدة العند الجوية تحت سيطرة الجيش اليمني الآن، مؤكدًا مواصلة استهداف تحركات وتجمعات الحوثيين حتى يتم تطهير كل المناطق التي يسيطرون عليها حاليًا.
وأشار إلى أن عاصفة الحزم تهدف إلى حماية الحكومة في عدن وحماية الرئيس الشرعي/ عبدربه منصور هادي التي تعد جزءاً من حماية الشرعية .
وفيما يخص التنسيق على الأرض قال العميد ركن أحمد عسيري: هناك تنسيق مباشر مع الجيش اليمني والحكومة اليمنية، والحماية هي لكامل الشعب اليمني، وقوات التحالف تأخذ في الاعتبار التدقيق والتأكد من الأهداف قبل مهاجمتها .
وعبر عن ترحيب قوات التحالف بكل اليمنيين الشرفاء الذين ينضمون للجيش اليمني لمقاومة الحوثيين حتى يتحقق الأمن والاستقرار للشعب اليمني، متمنيًا تحقيق نتائج إيجابية وحماية الشرعية.
وحول تحرك عناصر الحوثي على الحدود الجنوبية للمملكة، أشار إلى رصد بعض التحركات وتم استهدافها بطائرات الأباتشي ومدفعية الميدان، مؤكدًا أنه لا يوجد حاليًا أي تحركات لعمليات برية حول الحدود.
وعن مدة الزمنية لاستمرار عمليات عاصفة الحزم، بيّن العميد عسيري أن العملية ستستمر حتى تحقق أهدافها العسكرية المجدولة زمنية، ولن يسمح لأي أحد بإمداد عناصر الحوثي بأي نوع من الإمداد، ولفت النظر إلى أن قوات التحالف تعمل لتحقيق أهدافها ودعم شرعية الحكومة والرئيس اليمني وإعادة الأمن والاستقرار لليمن.
وفي هذا السياق أكد سكان وشهود عيان قيام مسلحو جماعة الحوثي بنشر مضادات طيران في أحياء سكنية بالعاصمة اليمنية صنعاء، في خطوة قد يكون لها تداعيات كارثية على المدنيين.
ونقل موقع "المصدر أونلاين" عن أحد السكان إنه يسمع مضادات الطيران قريبة جداً من منزله، مبدياً تخوفه من قيام الطيران بضرب المواقع التي تنطلق منها.
ومساء ضرب طيران التحالف, كلية الطيران التي تقع خلف منزل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في شارع الستين بصنعاء. وشنت الطائرات التابعة لقوات عاصفة الحزم الجمعة غارات جديدة على مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، مستهدفة مواقع ومعسكرات عسكرية في صنعاء وصعدة ومأرب، حيث استهدف القصف معسكر الاستقبال في منطقة ضلاع همدان ومعسكري فريجة و الصمع في أرحب ودار الرئاسة، ومعسكر الحفا الواقع جنوب العاصمة، والذي يحتوي على مخازن للأسلحة. كما استهدف القصف معسكر اللواء "131" في كتاف البقع بصعدة، ومعسكر تدريبي تابع لقوات الحرس الجمهوري سابقاً في منطقة "سامة" في محافظة ذمار.
مصادر من جماعة الحوثي قالت إن طيران التحالف العربي الذي يقود "عاصفة الحزم" نفذ ظهر الجمعة غارة جوية على مدينة ضحيان، أبرز معاقل الحوثيين بمحافظة صعدة.
وفي مأرب شنت مقاتلات التحالف العربي غارة جوية استهدفت معسكر "ماس" التابع للحوثيين في منطقة الجدعان. كما استهدف تجمعات لمسلحي الحوثي في رداع.
على الصعيد الميداني أكد خبير عسكري يمني لـ "أخبار اليوم" أن عناصر جماعة الحوثي والقوات المتحالفة معها قد تلجأ- خلال اليومين القادمين- إلى إستراتيجية الأمشاط المتشابكة وهي استراتيجية عسكرية تهدف إلى امتصاص التفوق لسلاح الجو والضربات الجوية وإفقادها عامل التميز والحسم، وعادة ما تلجئأ أي جماعات أو مليشيات التي تنتهج ما يسمى الحروب الثورية وحروب العصابات إلى تبني مجموعة من التكتيكات والاستراتيجيات المضادة ومنها عدم الاحتفاظ بالمواقع الثابتة والأسلحة الثقيلة التي يسهل استهدافها، الانتشار والتبعثر، اللجوء إلى الملاذ الأخير وهي المدن للاحتماء بها وبالسكان. بالإضافة إلى تغيير قواعد الاشتباك من أسلوب قتال "المواقع المحصنة ذات الشكل النظامي"، إلى تكتيك القتال بأسلوب القتال بتكتيك الأمشاط المتشابكة والمتداخلة التي تعتمد على اشتباكات غير محدودة المكان ومتداخلة.
