كروان عبد الهادي الشرجبي
إدارة حماية الأطفال
يعامل الآباء والأمهات العرب أطفالهم كما يحلوا لهم يدللونهم إلى درجة الإفساد أو يضربونهم في أي وقت وقد يبالغ البعض في استخدام وسائل التأديب إلى درجة إيذاء الأطفال جسدياً من دون أن يجرؤ أحد على التدخل باعتبار أن تربية الأولاد شأن داخلي من شؤون العائلة.
ولكن الأمر مختلف في المجتمعات الأخرى ونورد لكم هذه الحادثة التي حصلت مع "مهاجرين لبنانيين " في أميركا هذان المهاجران هما زوج وزوجة ولديهما أربعة أولاد علي وسمير وسهير وزينب، فالذي حصل مع هذين الزوجين أن أحد أولادهما وهو سمير مرة ارتفعت حرارته وأخذوه إلى المستشفى ومرة أخرى كان يبكي دون توقف فأخذته إلى المستشفى، حيث اكتشفوا كسراً بذراعه وكان هذا الولد كثير الحركة وكثير المرض ودائماً ما تأخذه أمه إلى المستشفى ولا أطيل عليكم المهم أنه قرر الأطباء إبلاغ "إدارة حماية الأطفال" التي قررت على الفور سحب الطفل من والديه وإقامة دعوى ضدهما بتهمة إيذاء الطفل وعدم الاهتمام به ولكن لعدم كفاية الأدلة أعُيد الولد لوالديه.
وشاءت الأقدار بعد عامين أن يتزحلق هذا الطفل في الحمام ويفقد وعيه ويموت.
بعد يوم واحد من وفاة هذا الطفل جاء موظفو حماية الأطفال ليأخذوا الأطفال وبالفعل أخذوهم وتعرضت الأم وزوجها لانتقادات عنصرية بصفتهما عرب يعاملون أطفالهم بطريقة همجية وبما أن الأطفال في الأصل مولودون في أميركا فهم مواطنون أميركيون بحكم الدستور ويحق للدولة أن تحميهم من رعونة والديهم.
الملفت في هذه الرواية أن هذه الإدارة المخصصة لحماية الأطفال مهمتها أخذ الأطفال من آبائهم لأنهم يمارسون عليهم العنف، فأين هذه الإدارة من السياسة الأميركية التي تتعمد على قتل الأطفال في العراق وبصورة وحشية أم أن هؤلاء ليسوا أطفالاً.
مواجهة هادفة
يعود الرجل من العمل وكأنه عائد من معركة وليست معركة هذه الأيام دبابات ومسدسات، بل وكأنه عائد من معركة سيوف ورماح مثل رجل زمان، منهار القوى لا يريد أحداً أن يكلمه ويريد أن يأمر ويطاع.
ونحن ندرك أن عمل تسعين بالمائة من الرجال هو عمل مكاتب لا أكثر ويزداد الطين بلة حين نعمل "عادة عملنا من أكثر من الرجل"، ولنكن عادلات ونقول أنه يعادله، فماذا يحصل حين ندخل البيت؟ ندخل المطبخ نراجع الدروس، وهو"مبطوح" منهك مقتول .. وكأنه جاء من إحدى المعارك.
إن الرجل يعمل ويقضي 62 ساعة عمل من في الأسبوع والمرأة تقضي نفس الساعات مع زيادة 48 ساعة في المطبخ والتسوق للبيت والاهتمام بشؤون البيت، ومراعاة الأطفال إضافة إلى الاهتمام به "أي الرجل"
هذا هو الواقع الذي يحتاج منه الرجل إلى مواجهة صادقة، إن مسألة التعب والإرهاق التي يظهرها ليست واقعية وأنا اعتقد أنه واجب علينا فقط دون مراعاة، فهو يعترف بأننا أقوى ولكن أين عضلات الرجل وصحته التي لم يهدها تعب ولا شقاء أليست هذه نقطة جديرة أن نطرحها، مشكلة كثير من النساء لا يشتكين من تعب ولا يدخلن البيت مثل الرجل والشكوى على اللسان ويجعلن من حولهن مطبطب عليهم، بل يسرن بقوة واندفاع من الباب إلى المطبخ إلى الأولاد، لماذا تعمل المرأة كل هذا باختصار لأنها ليست أنانية وتفكر بالكل قبل نفسها هذه هي المرأة بطبيعتها.