عبدالوارث النجري
وطني فداك دمي يا أغلى وطن وطني الحبيب ومن لي سواك أحميه يا أمي اليمن، فهنيئاً لك أيها الوطن المعطاء في عيد أعيادك، عيد الصفاء والتلاحم والقوة ولم الشمل الثاني والعشرين من مايو، هنيئاً لهوائك العليل يا صنعاء وهنيئاً لساحلك الساحر يا عدن هنيئاً لكل شيء فيك يا وطني الكبير يا يمن، فها هي الوحدة الوطنية في عنفوان شبابها وستظل كما هي عليه اليوم شابة فتية على مر السنين، تعطي كل يوم وكل عام المزيد والمزيد من الخيرات والمنجزات التي يجنيها كل أبناء الوطن في الأرياف والمدن في كل عيد وفي كل مناسبة وطنية ليمننا الحبيب، سنتذكر تلك المعاناة التي مر بها إخواننا في المناطق التي كانت تسمى بالحدودية المجاورة لبراميل التشطير تارة في واجهه الحروب التي كانت تنشب بين النظامين السابقين وتارة في مواجهة الاحترازات الأمنية والتشديدات ومنع الزيارات واللقاءات بين الأخوة على جانبي تلك البراميل الملعونة التي غرسها الاستعمار البريطاني البغيض، والحكم الكهنوتي البائد، وكل يوم وساعة سنحمد الله على نعمة الوحدة والأمن والاستقرار والحرية التي ينعم بها اليوم كل أبناء الوطن، وكل يوم وساعة وثانية سيزداد حبنا لهذا المنجز الوطني التاريخي العظيم وتفخر به بين شعوب العالم، وكل عام وكل ساعة تمر من أعمارنا سنكون أكثر قوة وأكثر توحداً وأكثر بحبه وصنعاء وستظل عقيدتنا الإسلامية وأرضنا الحبيبة ووحدتنا الوطنية والثورة والجمهورية ثوابتنا الوطنية التي لا حياد ولا تراجع عنها ولا خلاف ولا مساومة حولها مهما تآمر المتآمرون وخطط المغرضون وشكك المرجفون، ومهما ضاقت بنا الشدائد وامتحنتنا المصائب والفتن فنحن يمانيوا الحكمة والإيمان والمواقف الثابتة التي لا تميل، وهذه هي عاداتنا وقيمنا التي نعتز ونفتخر بها أمام الآخرين كيف لا ونحن أولاد سبأ ومعين وحمير والفاتحين والمجاهدين في المشرق والمغرب، وكم هو جميل اليوم أن نعود جميعاً إلى جادة الصواب، إلى منطق العقل والحكمة، لنعمل سوياً من أجل بناء الوطن وتقدمه في شتى مناحي الحياة، وليكن الوطن بوحدته، بأمنه، باستقراره، بخيراته، بتطوره، نصب أعيننا، لا مجرد شعارات نطلقها أثناء المواسم والاحتفالات والمناسبات الوطنية، حتى لا نترك أي ثغرة لعدونا يستغلها لزرع الفتنة والفرقة والتناحر والشتات بين أوساطنا، فمن أجل ثوابتنا الوطنية ومن أجل الأمن والاستقرار ومن أجل قوتنا ووحدتنا لماذا لا نجعل طاولة الحوار هي المرجع الوحيد عن الاختلاف في الرؤى والأفكار، في الخطط والبرامج، في الأداء والأسلوب، وليستمر الحوار ويتواصل اليوم والشهر والعام ولنترك عجلة التنمية تواصل السير والتقدم، دون أن نضع أمامها العراقيل والمعوقات، وما دام هناك حوار فلا بد من الوصول إلى نتائج مرضية ومقبولة من جميع الأطراف، أما الثوابت الوطنية فيجب أن نكون على إجماع بأن مساسها جرم بحق اليمن والأرض والإنسان ويستحق صاحبه أشد العقوبات دون رأفة أو رحمة حتى يكون عبرة للآخرين، خاصة ونحن ننعم بخيرات الوحدة الوطنية التي نحتفل اليوم بعيدها الثامن عشر وهي حرية الرأي والتعددية السياسية والصندوق هو الحكم بين كافة أطراف المنظومة السياسية والحزبية، فلنحافظ على نعمة الأمن والاستقرار ولنحافظ ونحمي وطننا من كل المؤامرات والمماحكات ولنحمي وحدتنا من كل ما يستهدفها سواء في الخارج أو من أذنابهم في الداخل، ولندرك تماماً ماذا يعني لنا الوطن والأمن والوحدة، ولا يدرك حجم هذه النعمة إلا من اغترب أو عايش ما قبل ثورتي السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر وقبل ال"22" من مايو 1990م، فلا للمناطقية ولا للمذهبية ولا للعصيبة العمياء ونعم وألف نعم للوطن والوحدة والأمن والاستقرار، لنقف جميعاً في وجه كل من يروج للأفكار الهدامة ويسعى لإدخالها البلاد، ولنقف جميعاً أمام من ينفذ خطط وأهداف أعداء الوطن في الخارج، ونقف جميعاً أمام كل الفاسدين والعابثين بالمال العام والوزارات والحكومات وكافة المرافق الحكومية، ولنقف جميعاً إلى صف الجيش والأمن والقوات المسلحة الفتية في مواجهة عناصر التمرد في صعدة وأفكارها الشيعية الاثنا عشرية وأعمالها الإجرامية بحق المواطنين والوطن، ولنقف جميعاً أمام كل الظالمين والمجرمين ومن يظنون أنهم فوق النظام والقانون، إذا استطعنا ذلك فإننا بلا شك سنعمل من خلال سلوكياتنا وممارساتنا وأنشطتنا اليومية على حماية الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ونزرع حب الوحدة والوطن في قلوب أبنائنا لتصبح هي واقعهم وكل المستقبل.