;

الوحدة عنوان التحدي في مسيرة البناء والتنمية 821

2008-05-25 12:06:39

أحمد محمد العبادي

دخلت الوحدة اليمنية في سجل التاريخ الوطني والعالمي من أوسع أبوابه منذ بداية تحقيقها في الثاني والعشرين من مايو 1990م والتي نحتفي بها هذا العام بذكراها الثامنة عشرة من عصرها المديد بعد أن شهدت اليمن خلالها نهضة تنموية شاملة في شتى مناحي الحياة، حيث تزامنت أعياد الوحدة في هذا العام مع منجز ديمقراطي جديد في تعزيز مسارها الديمقراطي في الاتجاه الصحيح وهو انتخابات المحافظين للمحافظات اليمنية في أول تجربة للحكم المحلي واسع الصلاحيات والخلاص من المركزية الإدارية والمالية والتي كانت سبباً في إعاقة كثير من المشاريع التنموية الاقتصادية، وأتباع إجراءات وسياسة توظيف غير موضوعية ولا منطقية.

لقد أبدع اليمانيون أحسن إبداع - قيادة وشعباً- في صنع هذا الحدث الوطني التاريخي، واستعادة التئام اللحمة للجسد اليمني الواحد، إنها حقاً لمعجزة يمانية مبدعة هزت العالم هزاً عنيفاً وأسمعت الوحدة اليمنية وميلاد الجمهورية اليمنية من به صمم، بنهجها الديمقراطي التعديدية والتداول السلمي للسلطة وأحيت حلم الأمة العربية في إمكانية تحقيق الوحدة العربية إذا ما صدقت النوايا السياسية لحكامنا العرب.

ولعل من الأهم كان أن توصل شطري اليمن وتحقيق الوحدة اليمنية قد تمت في ظل متغيرات دولية عصيبة، حيث تزامنت مع انهيار منظومة دول الاتحاد السوفيتي وتساقط جمهورياته، واستقلالها الواحدة تلو الأخرى، كما أن المنجز الوحدوي اليمني قد مثل تجربة رائدة على المستوى الأوروبي والآسيوي، فتقاطرت وفود من ألمانيا الاتحادية وكوريا الجنوبية للإطلاع والاستفادة من تجربة الوحدة اليمنية النموذجية على مستوى العالم كله.

ولكن من "يخطب الحسناء لم يغلها المهر" فبالرغم من كل ما واجه سفينة الوحدة المباركة من أعاصير وأمواج متلاطمة كادت أن تغرقها في بحر الظلمات، إلا أن الله سبحانه وتعالى أراد لها النصر، وإن يكتب للسفينة النجاة من الغرق، وعودتها ببساطة إلى بر الأمان قوية، متماسكة، غير قابلة للاختراق.

ولهذا تنامت شجرة الوحدة، ونالت كل أسباب الرعاية والنماء، فترسخت جذورها في الأرض، وتعمقت كثيراً في وجدان الإنسان اليمني أينما وجد في ربوع الوطن، وأصبح يفاخر بها وبمنجزاتها الخيرة، وهو يحتفل بعيد ميلادها الثامن عشر، وما تحقق له من ثمار طيبة، ومن عزة وكرامة إنها ولا شك "وحدة ما يغلبها غلاب تباركها وحدة أحباب".

كانت الوحدة بالأمس حلماً يداعب مخيلة كل مواطن يمني، وغدت اليوم حقيقة واقعة راسخة رسوخ الجبال، يتصلب عمودها بمرور الزمن وتتجذر أوتارها في الأرض اليمنية، وتتعمق بذورها الفياضة في وجدان أجيالها الصاعدة، وتثمر أغصانها المورقة الوفيرة بالخيرات الطيبة ليقتات منها كل فرد من أفراد البيت الكبير، فهي صمام أمان مستقبله، واستقرار حياته الآمنة، إنها العمود الفقري للكيان اليمني أرضاً وإنساناً، ولكن أي خلل يصادف الوحدة فإنها في طريقها إلى إصلاح وصلاح بإذن الله تعالى، ولعل بالصبر الجميل والإرادة الصادقة تتحقق كل الأماني والطموحات المشروعة والارتقاء بها نحو مستقبل زاهر لليمن في مسيرتها التنموية الاقتصادية.

خلاصة القول، علينا أن نستفيد من هذه المناسبة الوطنية، وأن نقيم ما يرافقها من أخطاء واختلالات ومحاولة تصحيحها، ولنجعل المنجزات المتحققة خلال هذه الذكرى الثامنة عشر من عمر الوحدة اليمنية المديدة تتحدث عن نفسها بمنتهى الصدق والشفافية، وما عمته من خيرات ومشاريع تنموية وصعبة في كل ربوع ومحافظات الجمهورية اليمنية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد