محمد أمين الداهية
عندما أصيب الناس بضربة الغلاء العالمي، الذي وصل تأثيره مباشرة على الطبقة الكادحة في صنعاء لم تصب هذه الطبقة باليأس والإحباط وظلوا يعيشون على أمل "شفت الخبز الكدم" الذي يحصلون عليه من الحكومة عن طريق قصر غمدان... فقد كان الشفت المقرر لمن يملكون بطائق صرف يغطي بعض العجز لمن وجدوا صعوبة في توفير القمح ولكن لا ندري أهي الظروف التي تأبى أم القائمين والمشرفين على عملية تجهيز الخبز "الكدم" هم الذين يأبون إلا أنه يتحمل هذا المواطن المسكين الصدمات المتتالية بعد أن كان (شفت الكدم) يقضي حاجة المتناول له أصبح الآن وللأسف الشديد وبسبب صغر الحجم وعدم الاعتناء أو بالأصح ترك الاعتناء من ناحية تجهيزه فأصبح لا يصل إلى المواطن إلا وهو في أسوأ حال، رغم أن سماسرة كدم القصر يوفرون الكدم لزبائنهم بصورة مختلفة جداً عن الكدم التي تصرف لأصحاب البطائق فالكدم التي تباع لزبائن القصر كدم ذات جودة عالية، لا ندري ما هو السبب في هذا الفرق الشاسع بين كدم أصحاب البطائق ومن يشترون من سماسرة القصر أيضاً أن دور الجهات المسؤولة في مراقبة ما يحصل من مهزلة واستهتار في قوت المواطنين، وما هو سبب الفرق بين ما يصرف للمواطن وما يباع خارج القصر، إن هذا الأمر في غاية الأهمية ويستحق الذكر لأنه يتعلق بالأوضاع المعيشية وقوت المواطنين، ويجب على الجهات المسؤولة، مراقبة الله في عملهم وعليهم أيضاً ألا ينسوا أنهم مسؤولون عما يقومون به في مجال عملهم، وأن ما ظهر مؤخراً من تلاعب واضح بقوت المساكين الذين أصبحوا لا يستفيدون تماماً من حقهم في الشفت المقرر لهم، لدليل على اللامبالاة وعدم الاهتمام، والمواقف على أن يكون الشفت المقرر لأصحاب البطائق من المواطنين أن يتخلوا عن حقهم من الشفت بسبب عدم استفادتهم منه فنرجوا ممن يهمهم الأمر أن يلفتوا النظر إلى حال المواطن الذي يعتبر الشفت المقرر لهم، من أهم الأشياء في حياتهم اليومية وأن يعملوا على إصدار الأوامر والتوجيهات إلى مدراء وعمال الأفران في قصر غمدان، بالمساواة والموازنة في عملهم بين ما يبيعونه خارج القصر وبين ما يصرف للمستحقين من أصحاب البطائق من المواطنين فهذه المناشدة نوجهها إلى جميع المسؤولين ومن يهمهم الأمر في قصر غمدان، فنتمنى أن يعملوا على تغيير هذه الأوضاع والعودة إلى ما كانوا عليه فلم نعدهم إلا مخلصين في عملهم، وإذا كان هناك أي تقصير فنعذرهم والفرصة متاحة أمامهم لإصلاح الخلل
والاهتمام من جديد بحق المواطنين لأن هذا الاهتمام سينقل صورة حسنة عن المسؤولين ومن لهم علاقة وسيثبتون فعلاً أنهم وطنيون ومصلحة الوطن والشعب فوق كل اعتبار.