;

فواصل قلم 720

2008-05-25 12:23:54

كروان عبد الهادي الشرجبي

لا تشترى النفوس بالفلوس

هل يا ترى تغيرت مفاهيم الاختيار المتباينة نتيجة للتطورات التي غزتنا وأصبحت الماديات هي الغول المفترس للسعادة الزوجية والمسيطرة حتى على مشاعرنا والمقرر الأخير لاختيارنا؟ أم أن المتغيرات الاجتماعية عدلت مفهوم المثالية وانقلبت الأولويات وغيرت مقاييسها؟ أم تغير أسلوب التربية وزرع المثل؟ أم هي متطلبات الحياة التي تضغط علينا يوماً بعد يوم.

لماذا ودعنا مسؤولياتنا بدءاً من أصغر الأمور حتى أكبرها ولماذا نفتقد السعادة الزوجية ولماذا كل هذا الاحباط في النفوس والشعور بالحسرة في العلاقات بين الأزواج مع أن الزواج أروع علاقة انسانية تحقق من خلالها الراحة الصحية والاجتماعية وليس مؤسسة تهدف إلى الربح لطرف على حساب آخر؟

والزواج هو بوليصة التأمين ضد الوحدة والعزلة وعدم الشعور بالاستقرار.

كثرت المنازعات التي تحدث بين الأزواج لاعتقاد كل طرف بأن الزواج هو انتقال من مكان الآخر مع تغيير في المسميات والأدوار أو هو فرصة تضمن تحقيق طموحات شخصية على حساب الطرف الآخر أو هو بداية الحرية ويعود سبب نهاية الزواج في الغالب لسوء الاختيار فكل إ نسان يريد شريكه من الشخصيات التي يراها بالأحلام أو في الأفلام فيبدأ بالتخطيط والرسم فيختار الصورة بصفات كاملة وعندما يصطدم بالواقع يجد عكس ما خطط له وفي لحظة الاصطدام هذه يكسر كل شيء لأنه حلق بأحاسيسه في الفضاء وعندما عجز عن التحليق وقع على الواقع الملموس.

فالرجل يطلب عند اختياره لشريكة حياته مواصفات خيالية يريدها ذات قامة ممشوقة كعارضة الأزياء والوجه كملكة جمال وأن تكون متحدثة ومتعلمة وموظفة ومثقفة وأنيقة واجتماعية ولها خبرة بتنظيم الأعمال كأفضل سكرتيرة وأن تكون مدبرة وحكيمة لكي توازن بين الدخل والمنصرف وأن تكون طاهية بارعة وترعى الأطفال ومعلمة تدرسهم. وفي نهاية اليوم تكون زوجة وحبيبة رومانسية لأقصى الحدود ضاحكة مبتسمة لا يحق لها أن تغضب أو تشتكي من إهماله والا بدأ الزوج بالتذمر والضجر بأنها إنسانة نكدية وجامدة كالصخرة وباردة كالثلج، أما الفتاة فهي تتخيل زوجها ذلك الفارس الممتطي الحصان الأبيض ملامحه مقاربة لملامح رشدي أباضة وكلامه كشعر نمر بن عدوان وكرمه كحاتم الطائي ولا بد أن يوفر لها كل سبل الراحة

وكل طلباتها مجابة وعليه أن يتسم بالمرونة والتسامح والديمقراطية وأي خلل يحدث تذكر إساءته وتنسى إحسانه وتتذمر من حاله وتتمرد على ظروفه وتشتكي من تقصيره.. فهي تحلم وتتوهم بحياة وردية خالية من أي منغصات لأنها تحلم أن تعيش حياتها معه كقصة حب لا تنتهي.

إن اختيار شريك الحياة ليس بالأمر السهل ومن الصعب أن نجد كل المواصفات المطلوبة ولذلك من الصعب أن نضع مقاييس ثابتة للاختيار لأنه عند التطبيق لا تجد إلا القليل من مطالبك تحققت وستتنازل بكامل إرادتك عن الكثير من رغباتك وخيالاتك وتتغاضى عن احلامك التي رسمتها وتكمن السعادة في حسن الاختيار والتعقل أثناء اختيار الشريك ليتحقق الأمان من خلال مشاركة الحياة والتفاني في تقديم العون والصبر والتحمل والتضحية ومراعاة كل طرف مشاعر الآخر والاحترام المتبادل كل ذلك يحدث الاستقرار ونكون بذلك ضمنا الراحة النفسية والأبدية وكما يقولون ليس هناك زواج فاشل ولكن هناك أزواج فاشلون..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد