كروان عبد الهادي الشرجبي
من يحمي الأبناء من آبائهم
هناك بعض الآباء يعاملون أبناءهم بطرق وحشية والمبرر في ذلك التأديب والعقاب أن مثل هذه الأفعال التي ترتكب بحق الأطفال من قبل أهاليهم وذويهم يجب أن توقف وذلك بوضع قانون يحمي الأطفال من الأذى خاصة أنهم أطفال لا حول لهم ولا قوة.
إن غياب أي تشريع يحمي هؤلاء الأبرياء من بطش وضرب الأهالي لهم سوف يجعل منهم في المستقبل أشخاصاً معقدين غير مبالين لما يدور حولهم لا يهتمون بشيء، بل يصبحون عالة على المجتمع فالبيئة والتربية هما أساس رقي الإنسان وتخلفه, إن في اليمن توجد حالات عديدة للعنف الأسري أي ضرب الأطفال بدون رحمة يصل إلى حد الإحراق بالكبريت والسجائر في نواحي الجسم وقد تصل بعض الحالات إلى المستشفى وعندما يسأل الأهل عن السبب ينكرون ويتعذرون بأشياء لا يمكن أن تصدق، لذا يجب أن يكون هناك تشريع يكفل صحة الطفل وعدم تعرضه للضرب أو تعذيب حاد من قبل أهله.
لأن الطبيب لا يستطيع فعل شيء سوى تقديم بلاغ حول الحالة فلا يوجد حق عام للطفل بينما في الدول المتقدمة هناك حق للطفل يستطيع الطبيب حجز الطفل عنده والاتصال بالطبيب الشرعي وتبليغه بالحالة ويحجز الطفل لحين أن يثبت الأب أنه صالح لذا نجد أن الأهل يخافون من ارتكاب مثل هذه الجرائم.
بينما في مجتمعنا قد نجد ذلك يحدث انطلاقاً من أنه حق مشروع وحرية شخصية وشأن داخلي لا يجوز لأحد أن يتدخل فيه.
وإذا ما نظرنا من الناحية الشرعية لا يجوز ضرب الأطفال وليكن رسولنا الكريم قدوتنا حيث عرف عنه عليه الصلاة والسلام بأنه نهى عن ضرب الوجه ولم يأمر بضرب الطفل إلا عند تركه للصلاة شريطة أن يكون قد بلغ من العمر عشر سنوات.
لا زالت الدنيا بخير
ان معظم الناس عندما يصلون إلى مراكز مرموقة في المجتمع يصابون بنوع من التكبر وكأنهم على مقاعدهم دائمين وهذه الصفة تصيب بعض الناس حيث يجد أن الناس بحاجة إليه فهذا الشعور يجعله ينظر إلى نفسه نظرة مستعلية على غيره بحكم أن له سلطاناً على الآخرين.
ولكن في المقابل أيضاً نجد أن هناك من هم في قمة التواضع فنجدهم دائماً يفتحون أبوابهم للغير ويستقبلونهم بابتسامة ترحاب، إن مسألة الاستقبال أي أن تفتح بابك وتستمع إلى من يأتي إليك، هذا يبعث الشعور بالارتياح حتى وإذا لم يجد هذا الشخص الحل لما جاء إليه، لن يكون لديه الشعور بالتهرب وخيبة الأمل بل يخرج باقتناع كامل، أتعرف لماذا؟ لأن طريقة الاستقبال وطريقة الاستماع يكون لهما أثر في نفس الإنسان وبذلك تتم عملية الاقتناع الذاتي.
لا تستغرب عزيزي القارئ فأنا هنا أردت أن أقول يوجد أناس يمتلكون هذه الصفات الحميدة وهم قلة ولكنهم موجودون دائماً مفتوحة أبوابهم والابتسامة المرحبة لا تفارق شفاههم.
فهؤلاء لهم التقدير والثناء منا.