محمد أمين الداهية
لا يوجد مجتمع من المجتمعات يخلو من المنحرفين والشواذ وذلك يعود لأسباب عديدة أدت إلى خلق وضع ما يُسمى بالانحراف، وهذه الأسباب قد تكون اجتماعية أو اقتصادية أو أسرية وما إلى ذلك من الأسباب التي تعتري الفرد وتلقي به إلى وحل الانحراف، وغالبية ما ينجرف إلى هذا الوحل هم فئة الأطفال، والسبب الرئيسي لذلك يعود إلى الأسرة ودورها في التنشئة والتربية، فالطفل يحتاج إلى رعاية كاملة ومراقبة مستمرة لسلوكياته وتصرفاته دون ان يشعر ولا بد أن تستمر هذه الرعاية والمراقبة حتى إلى ما بعد سن البلوغ ، وللأسف الشديد فمجتمعنا اليمني، يعاني الكثير والكثير من المشاكل العائلية والتفكك الأسري، إلى جانب الإهمال الشديد من قبل أولياء الأمور في عملية التربية والتنشئة لأطفالهم، وجميع هذه الأسباب من المشاكل العائلية والتفكك الأسري والإهمال وعدم المتابعة لتصرفات الأطفال وسلوكهم، تؤدي بالأطفال إلى الالتحاق بما يسمى بمدرسة الانحراف، والمعلمون في مثل هذه المدارس موجودون بكثرة ويرحبون بطلابهم أجمل ترحيب، وما نلاحظه ونشاهده في واقعنا وفي حياتنا اليومية خير شاهد، فمدارس الانحراف قد امتلأت في مجتمعنا وطلابها هم من الأطفال الأبرياء، ألقت بهم أسرهم بطريقة غير مباشرة للالتحاق بهذه المدارس الخطيرة، فلا تشعر الأسرة بأن ابنها خريج إحدى مدارس الانحراف إلا بعد فوات الأوان ، وعلى ذلك نحن لا نطلب من رب الأسرة أن يظل مع إبنه طوال اليوم، أو أن يلازمه كظله، لا.. ليس ذلك ما نقصده فلا بد أن يحظى الأبناء بشيء من الحرية ، والواجب والمطلوب من رب الأسرة أن يمارس حقه في تربية أبنائه أو من يعولهم بطريقة سلسة وذكية بعيداً عن العنف، والفرض والضغوطات كما يجب عليه ومن الأساسيات أن يعرف الأماكن التي يرتادها أبناؤه وأيضاً منهم أصدقاؤهم ومستوى أخلاقهم وتعليمهم، ومستوى أبنائه الدراسي وذلك بالزيارات المتفاوتة لمدارسهم ، كل هذه الأشياء وغيرها يجب على رب الأسرة متابعتها ويجب عليه أيضاً أن يشعر أبناءه بأنه قريب منهم وعلى اطلاع مباشر بحياتهم وتصرفاتهم، يجب أن يكون رب الأسرة بمثابة الصديق لأبنائه مع احتفاظه بهيبة الأب والمسؤولية عليهم فيا أيها الآباء ويا أيتها الأمهات إن الأمر لخطير جداً وما نراه من أطفال وشباب في ريعان العمر احتضنتهم مدارس الانحراف وألقت بهم بعد ذلك ليكون منهم، المدمنون، واللصوص، والمشردون والشواذ والمنبوذون ، إننا عندما نرى هؤلاء الذين كانوا أبرياء وبإهمال أسرهم تحولوا إلى مجرمين، نحتار على من نلقي اللوم ، هل عليهم أم على أسرهم ولكن غالباً ما يكون اللوم على أسرهم ، فأرجوا وأتمنى أن نحرص كل الحرص على أبنائنا وبناتنا ومن نحن مسؤولون عنهم، وفي الأخير أريد أن أوجه تحذيراً خاصاً إلى أولياء الأمور والفتيات أنفسهن إحرصوا وحافظوا على فتياتكم من ذئاب الشوارع وأيضاً من صديقات السوء اللاتي لا يهدأ لهن بال إلا إذا نجحن بضم صديقتهن المحترمة والعفيفة إلى صفوفهن القذرة، فيا أيتها الطالبات إحذرن أولئك المنبوذات ولا تسمحن لهن بجركن إلى بيئة الوحل والانحراف والضياع، فكرامتكن وعفتكن وكرامة أسركن أغلى وأسمى من أي شيء في هذا الوجود.
قصر غمدان... شرف المهنة.. وعظمة المهمة
كنت في مقال سابق قد تناولت موضوعاً بعنوان "شفت الكدم في قصر غمدان أصبح في أسوأ حال" ، وعند تناولي لهذا الموضوع لم أقصد الإهانة الشخصية لأي من موظفو وعمال قصر غمدان الشرفاء ولكن كنت أود من طرحي أن أوجه انتقادات بناءة قد يستفيد منها موظفي وعمال قصر غمدان الذين يسعون جاهدين لتلبية احتياجات الناس من "الكدم" وتوفيره في كل وقت وحين.
وإن كان أي من موظفي وعمال قصر غمدان قد أساء فهمي فله شديد اعتذاري ، وفائق تقديري واحترامي لكل موظف وعامل يعمل في قصر غمدان..
كما هو اعتذاري أيضاً للأخ الرائد قحطان الحورش الذي يبذل جهوداً غير عادية في هذا الحقل ويسعى إلى إنجاح العمل بوتيرة عالية ودؤوبة ، فله كل التقدير والاحترام ولكل مرابط في عمله بقصر غمدان العظيم.