حسان الحجاجي
جاء الرئيس.. فمتى تأتي الدولة؟ لقد انتخب البرلمان اللبناني بعد ان توافق العالم مع الاقليم رئيسا للجمهورية اللبنانية ميشيل سليمان وذلك في حضور مباشر للاعبين الاساسيين الثلاثة سعود الفيصل ومتقي والمعلم وبحضور من وراء الستارة لوزير خارجية فرنسا ومبعوثين اميريكان ..
وعلى الرئيس الجديد تعلق المسؤوليات الجسام وكأنه المهدي المنتظر عليه أن يسترد شظايا النتوءات الطائفية من خوفها على مصالحها ومجازفاتها الرعناء ويعيدها الى جحورها بعد ان كادت ان تفجر البلد خدمة لاجندات خارجية. .على الجنرال الان ان يبحث عن حدود الجمهورية هل تتعدى قصر بعبدا؟هل ستكون الضاحية الجنوبية جزءا من الجمهورية؟هل يصبح الجبل والدروز جزءا من حدود الدولة؟ على الرئيس الجديد ان يبعث الحياة في الدستور وحقوق المواطنة وصلاحيات الدولة..على الرئيس الجديد ان ينهي استئساد بعض الطوائف على اخرى واستقواء بعضها بالخارج على بعضها الاخر..الملفت ان هذا الرئيس يجي باجماع وطني وتفويض إقليمي ودولي واسع. .ومن هنا بالضبط تأتي قوة الرئيس الجديد فهل يضع عنوان فترة رئاسته توفير الامن للخائفين والكرامة للمستضعفين وكسر توغل المليشيات وتجار الالقاب والامتيازات..فهل ينجح الرئيس ميشيل سليمان فيما لاينجح فيه أي من زعماء الطوائف؟؟
انها مهمة ربما اكون مبالغ إن قلت تنوء بها الجبال فكيف يستطيع الرئيس الجديد ان يبني دولة تتسع لحسن نصر الله وسمير جعجع والحريري وميشيل عون ووليد جنبلاط ونبيه بري وامين الجميل بدون دماء تنفجر من العروق بين فترة واخرى ..بمعنى اكثر وضوحاً كيف يبني جمهورية تتسع لأغراض الإقليم والعالم ويكون فيها مرتع للجميع؟؟!! ام انه سينصرف الى جهة اخرى اشرف وانبل فيبحث عن الدولة يقويها ويمأسسها ويعرض جانباً عن رغبات وشهوات زعماء الطوائف!؟
كل زعماء العالم رحبوا بالتوافق الحاصل في الدوحة اما الاطراف المحلية فالكل اعتبر انه حقق نصراً لوجهة نظره ففي حين اعلن احمد خاتمي القيادي الايراني ان حزب الله حقق نصراً كبيراً في اتفاقية الدوحة رد عليه سمير جعجع معارضاً بان اتفاقية الدوحة هي اول اتفاقية عربية تخلو من ذكر المقاومة..وهكذا تبدو حسابات الطوائف ومن هنا بالضبط سيأتي الخطر القادم ومن هنا بالضبط تصبح اهمية بناء الدولة على اساس جديد، انه اساس المواطنة وحقوق الدولة لا أساس الطائفة ومصالح السفارات الاجنبية ببيروت ..ودون ذلك ستكون هذه الاتفاقية ليست اكثر من مخدر موضعي لازمة مستفحلة في العقل والوجدان قريباً ستجد من يفجرها لسبب او لاخر..وكما قلت سابقاً انها اتفاق على ما كان قائماً ،او كما قال وزير خارجية فرنسا: انها لاتمس العمق.