;

فواصل قلم 690

2008-05-27 14:53:26

كروان عبد الهادي الشرجبي

الطرد بسبب التأخير

أكتب اليوم موضوعاً ليس غريباً علينا وليس بعيداً عنا ليس غريباً لأنه يحدث لأبنائنا وليس بعيداُ لأنه يحدث هنا في اليمن.

كم من المرات كنت أرى العديد من الطلاب في الطرقات يفتعلون المشاكل ويدخنون السجائر ويتسكعون هنا وهناك وكنت أتساءل هل يا ترى هؤلاء الطلبة ممن يحبون الهروب من المدرسة أم أنهم لم يذهبوا أصلاً، علماً بأنهم خرجوا من منازلهم بهدف التحصيل العلمي وذلك بالذهاب إلى المدرسة.

إلى أن شاءت الصدفة أن أشاهد عدداً كبيراً من الطلبة وبعد مرور دقائق من وقت الدخول إلى الصفوف، يتوجهون إلى الشارع بعدما أغلقت المدرسة أبوابها بدون أي تفكير إلى أين سيذهب هؤلاء الطلبة؟!

هذه الظاهرة شاهدتها بنفسي في عدة مدارس وخاصة في الفترة الصباحية وكان ظني أنها واقعة هروب ولكن عندما شاهدت إغلاق أبواب المدرسة في وجه الطلبة، هنا وقفت مع نفسي قائلة: ماذا سيكون لدى هؤلاء الطلبة بعد شهر من الطرد وبسبب التأخير "طبعاً وبعد تفكير.. الانحراف" يجب على المدرسة أن تأخذ بأسباب التأخير أولاً وثانياً يتم العقاب داخل المدرسة نفسها وليس بالطرد لأنه ليس حلاً! إذ نجد بسبب الطرد أصبح الانحراف ظاهرة منتشرة بين أبنائنا في سن مبكر، فمن المحزن أن نجد أولادنا جيل المستقبل ينتشرون في الشوارع بدون وجهة مقصودة والمحزن أكثر أن من بينهم طلاب في المرحلة الابتدائية والإعدادية.

الشيء الذي يزيد الطين بلة هو عندما يقفل باب المدرسة في وجه الفتاة برأيكم ما هي النتيجة التي نرجوها، لا شيء سوى أننا ساهمنا في انتشار ظاهرة خطيرة وهي الانحراف، ونحن هنا لا نقول بأن الطرد من المدرسة هو العامل الرئيسي ولكنه العامل المساعد في انتشار مثل هذه الظاهرة فالفتاة التي لا يعلم أهلها أين هي خصوصاً أنها لا تعود إلى البيت بعد إغلاق باب المدرسة، بالتأكيد ليس أمامها سوى التسكع واكتساب عادات سيئة من الشارع، وكذا هو الحال بالنسبة للطلاب.. نحن تنقصنا التوعية المستمرة للمدرسين والقائمين بالأعمال في مجال التربية لأن المدرس لا تنتهي وظيفته بانتهاء الشرح وانتهاء الحصة الدراسية، لأن المدرسة هي الأم التي تنشئ أجيالاً من المفروض أن يكونوا أجيال المستقبل، لذا يجب أن يكون العقاب لهؤلاء الطلاب داخل المدرسة وأيضاً يجب إبلاغ أولياء أمور الطلبة عن تأخرهم. وبذلك تكون المعالجة مشتركة ما بين المدرسة والأسرة.

كنوز مخفية

من منا في مرحلة الثانوية العامة لم يكن يتشاور مع أهله على نوع الدراسة التي سوف يدرسها بعد التخرج من الثانوية وما هي المهنة التي سوف يمتهنها في المستقبل.

فكان أغلب الآباء يختارون لأبنائهم الطب أو الهندسة على اعتبار أن هذه المهن لها مستقبل حتى لو لم تعجبهم ولم تكن لديهم الرغبة فيها مع الوقت سيعتادون وسيبحون في ما بعد.

الكل في مرحلة الثانوية لا تكون لهم أهداف معينة أو عشق ما لمهنة محددة، ولكن أيضاً في المقابل الكل يمتلك كنوزاً مخفية ينجح البعض في استثمارها في حين يخفق البعض الآخر.

هؤلاء الذين لا يتوصلون إلى اكتشاف مواهبهم القيمة يشعرون بالبؤس طيلة حياتهم ويظلون تعساء.

من الضروري أن يستثمر المرء موهبته كي يكون قادراً على العطاء والمشاركة والتألق، ولتحقيق هذا يجب أن ينظم نفسه ويعمل بجد كي يصبح مميزاً في مجال ما مهما يكن هذا المجال، إذ يكفي أن يتقن شيئاً ما، وأن كل ما تتقنه لا يغير حياتنا فق بل يسهم في تغييري حياة من حولنا إن المعلمة القديرة لمهنتها تهدي العالم أفراداً قادرين على البذل في أي مجال يختارونه والمعلمة التي تعامل تلاميذها معاملة السيد للعبيد تلغي شخصياتهم وقدرتهم على العطاء في ما بعد.

لقد أثار إعجابي شغف بعض المدرسين لمهنتهم وحسن معاملتهم لتلاميذهم وهم بالفعل قدوة ويضرب بهم المثل فقد قيل كاد المعلم أن يكون رسولاً.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد