سراج الدين اليماني
قرأت مقالاً في صحيفة "الدستور" في عددها "139" في يوم 26 مايو بعنوان "اسمع يا ريس: لسنا مجبرين على القبول ببلفور المتوج بعمامة الكهنوت" باسم مستعار عبر عنه عبدالكريم محسن الصبيحي، وفيه من التجاوز والظلم والتعدي ما فيه، وخصوصاً اتهامه للقاضي العلامة الوالد حمود بن عبدالحميد الهتار -حفظه الله- ورعاه وسدد على الخير خطاه وبارك في سعيه وممشاه وحماه من تلك الهجمة الشرسة والعاتية والاستعدائية الاستفزازية وفيه أن الأخ محمد العشملي يشن حملة في هذه الأيام على القاضي ولا ندري عن السر الذي جعله يهاجم وبدون سابق إنذار أو حتى يأتي بخبر يقين يتشبث به في ردوده إلا الأوهام أو خيال المقالات التي توخم المالات وتجلب عليه الهالات وتردي بصاحبها في الأوحال والزبالات لأن عقول أصحابها تعيش في خيالات.
والذي عرفته أن محمداً له غرض ولم يحصل عليه فبادر بالهجوم دون سابق إنذار وإن لم يوضح بذلك وإلا بماذا يفسر لنا هجومه اللاأخلاقي وغير منطقي والذي يدعمه بإطلاق أحكام مقذعة مجذعة مقززة تكفيرية تدل على مكامن في النفوس، فنطلب من الأخ محمد الترفع عنها حتى لا يضيع رصيده السابق المعروف بالدفاع عن المظلومين ونصرتهم.
ففي الموضوع المشار إليه يتهم القاضي ببلفور وزير خارجية بريطانيا الذي مكن اليهود من فلسطين في عام 1948م، لكن الذي نراه من كثرة مهاجمة العشملي للإخوان المسلمين وحسبه القاضي منهم فإنه يريد أن يقول يا رئيس الجمهورية إن القاضي يريد أن يمكن للإخوان في الوزارة، لكن ما هكذا يا محمد تورد الإبل فإن بلفور كافر فهل الهتار عندكم كافر فأنا لا أظن ذلك البتة أنه كم يدور بخلدكم الرمي للقاضي بالكفر وأنتم خير من يعلم فضل القاضي وعلمه وصدقه في الدفاع عن الدين وعن المظلومين، وأنا أعرف أن الأخ/ محمد سيترفع عن هذا إن كان قد وقع فيه سهواً أو بسبب عكة صحية بعد إصابته بالحمى ونسأل الله أن يعافيه.
وأيضاً لا أظن على الإطلاق أن محمداً يريد أن يربط شبهاً بين القاضي وبلفور إن بلفور خدم اليهود في التمكين من الاحتلال وأن القاضي يهود كبلفور وهذا ما يدندن حوله لأنه في عدد صحيفته السابق برقم "138" قال: "والقاضي حمود يمارس الأعمال الإسرائيلية" فأنا أظن ظناً محققاً في هذا وأأكد بذلك وأن الذي يقرأ هذه الصحيفة على ما فيها من خير وشر يعرف مدى مصداقية كلامي، فلذلك أجعل الأخ/ محمد في أحد هذه الأمور.
أولاً: وإحساناً مني الظن به فإنه ما تكلم عن القاضي إلا وفي نفسه شيء.
ثانياً:- الأخ/ محمد يكتب وكأنه مندفع حيث يخرج كلماتاً تخرجه عن نطاق العقل فإن ما جعله يكتب تلك الكلمات الغير لائقة أن تقال على أعتا عتاة الأرض فما بالنا نراه يكتب هذه الكلمات التي خرجت من فيه وتلفظ بها عند بعض الزملاء على القاضي فهذا لا يعقل أبداً والأمر ليس بالهين والمسكوت عليه ولا يجوز لأي إنسان أن يقرأ هذه الكلمات ويسكت لأنه يشمله حديث النبي عليه الصلاة والسلام: "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً". فالنصرة هنا للاثنين للقاضي حمود أولاً وآخراً، وللأخ محمد لكي نعيقه عن التمادي في الظلم على القاضي ونحجزه عنه حتى لا يبوأ بذنب.
وخصوصاً أن الأخ/ محمد لم يجرؤ أيضاً هنا على ذكر اسمه في المقال المنزل واستعار له اسم "عبدالكريم محسن الصبيحي" فهذا الاسم من خيال "العشملي" أو أنه أراد أن يحمله تبعات المساءلات القانونية مقابل حفنة من المال، ولكن أتحدى محمداً أن يأتي بهذه الشخصية الوهمية ويخرجها لنا على الواقع، لماذا؟ لأن الكلمات ما هي إلا من بنيات أفكار العشملي وهي كلماته وهذه الألفاظ يستعملها في أغلب أعداد صحيفته "الدستور" ولا أدل على هذا. "وبمثل هكذا ممارسات" هي من في العشملي واسمعها وأقرأها مراراً وتكراراً في كلامه ومقالاته وتحليلاته في الصحيفة.
وهنا أرجع وأقول: إن محمداً تنقصه الشجاعة الأدبية، حيث أنه يقول في أول أعداد الصحيفة والتي بدأ فيها بالرد على القاضي أنه سيكتب سبعين حلقة عن القاضي/ حمود، ثم نجده في كل أسبوع يخرج حلقة باسم مستعار والكلمات كلماته وإن كان يدخل بعض المواضيع حشراً فقط، في المقالات التي يكتبها إلا أن المواضيع لأصحابها والكلمات له ولابد على الأخ أن يكون صنديداً ويعلن وأن لا يكون رعديداً ويحتمي فليعلنها صراحة من أجل أن يشكر له الناس صنيعه ومواقفه المبدئية والشجاعة التي واجه بها الكثير من المفسدين والمتمردين.
ونحن نتحداه أن يحضر الصبيحي الذي سوف أتعرض لمقاله في الحلقة القادمة أو الغريبي الذي لا يمتلك أي من المقومات الفعلية للرد على القاضي غفر الله له، وإن الغريبة إخواننا قد ردوا على ابنهم المثألى عليهم والناهب لبصائرهم والمدعي حق الولاية الخاصة وليس عنده ما يثبت.