كروان عبد الهادي الشرجبي
"الرسائل التليفزيونية"
كلنا نتابع القنوات الفضائية وأثناء المشاهدة نجد أو نلاحظ شريط يعبر على مدار الساعة في أسفل الشاشة الصغيرة هذا الشريط يعرض أحدث المستجدات الحاصلة في العالم، بالنسبة للقنوات الإخبارية، أما القنوات الموسيقية والغنائية فنلاحظ أن شريطها الذي يمر على مدار الساعة لا يحمل إلا رسائل تحمل في مضمونها القلي من طلبات للإهداء، والعدد الأكبر منها يحتوي على كلام في الغزل و الثرثرة ولا يسلم الأمر من تبادل الشتائم والإهانات، في حين تبدوا "لغة الشارع" عفواً هي مصدر المفردات المتداولة، فإن القليل القليل مقيد بالمعنى اللغوي العربي.
وعموماً هذه المحطات لا يهمها إلا الربح المغلف بالحرية إذ تستغل الحرية إلى جانب العديد من الفضائيات قناعاً للربح، ومن الملاحظ أن الحال في تصاعد والضحية الأولى هي الحرية التي غالباً ما يساء إليها.
إن الممارسات المستحدثة على الشاشات تأتي في إطار تطوير استخدام التقنية، ويعتبر حدوثها أمراً طبيعياً ومنشأ هذه الظاهرة عموماً مرتبط بزيادة ربحية القنوات التي لا يتردد أصحابها في توظيف ما يمكن توظيفه من تقنيات في سبيل مردود مالي أكبر، علماً أن مسألة ربط الرسالة الإعلامية بالعائد المادي الذي يمكن تحقيقه من ورائها يعتبر قضية خطيرة تمس جوهر الإعلام.
عزيزي القارئ لا نغالط أنفسنا ونقول أنه يمكن الحد أو التصدي لهذه الظواهر الإعلامية، ونحن نعيش في فضاء مفتوح، إذ تجاوزت المسألة نطاق السيطرة، فإذا كان المجتمع مؤمناً بالحرية الإعلامية ورافضاً مبدأ الرقابة فلن يكون هناك إلا الاعتماد على حسن اختيار الملتق الذي يفترض فيه أنه على درجة من الوعي بحيث يدرك أن القناة التي يثبت عليها "الريموت" هي اختياره الذي يتعين عليه أن يتحمل مسؤوليته.
هذا ليس دفاعاً عن الإعلام ولكن نحن أيضاً نقول أو نود أن نقول لو افترضنا أن الشباب الذي يتصرف بشكل غير لائق عمره "25" سنة، معنى ذلك أن 25 سنة مضت من عمره وهو على هذه الدرجة من التفاهة والاضمحلال الفكري والأخلاقي.
إن هذه الرسائل التليفزيونية أو هذه الخدمة لابد أن تظل مرهونة بمضمون هذا التواصل لأنها هي دعوة مفتوحة للتطور التقني والمفاخرة، ولكن يجب أن يتماشى هذا التطور التقني جنباً إلى جنب مع تطوير المضامين.
إن التقنية ممتازة إذا ما أحسنا استخدامها وتوظيفها فيما يفيد، إذ لابد من وضع رقابة على محتوى هذه الرسائل أثناء بثها على الهواء مباشرة، والرقابة هنا تكون من قبل المؤسسات أو الشركات مالكة تلك القنوات لا الرقابة الحكومية، لأنه بغياب الرقابة تصبح هذه الخدمة سلاحاً مدمراً في أيدي مراهقين وأيضاً ممكن أن تصبح أرضاً خصبة لكل من يود أن يزرع أفكاراً مسمومة أو يروج لأفكار هدامة بيسر وسهولة.
وإذا كنت عزيزي القارئ من متابعي القنوات الفضائية سوف تعرف معنى مقالي، سيما وأن شبابنا اليمني كثيرو التواصل مع خدمة الرسائل التليفزيونية.
