كروان عبد الهادي الشرجبي
الطموح الجامح
هل الطموح الجامح وإرهاق النفس دائماً بالتفكير في المستقبل هو الأفضل أم أن التفكير بالغد يفسد علينا الشعور بحلاوة اليوم؟
لاشك أن الإجابة على هذا السؤال بعد قليل من التفكير ستكون لا هذا ولا ذاك.
فإرهاق النفس بإعدادها للخطط المحكمة للمستقبل المنشود قد ينسينا أحياناً أن نترفق بأنفسنا ولو قليلاً وقد تزداد الأمور تعقيداً إذا لم تتحقق الآمال بالرغم من تنفيذ الخطط المعدة أو التي أعدت لتحقيقها.
فمثلاً قد يعتقد البعض أن السعادة تتحقق عند امتلاك ثروة طائلة فيظل يرهق نفسه بجمع مزيد من الأموال إلى أن تدركه أجمل مراحل العمر فلا تصبح لهذه الثروة الطائلة قيمتها التي يتصورها قبل أن تغريه بتحقيق وجمع المزيد منها.
وقد يعتقد البعض الآخر أن احتلال مكاناً منفرداً في موقع العمل ربما يقوده إلى الطموح الجامح فيلجأ إلى كافة الطرق لتحقيقه حتى لو عن طريق الطرق الغير مشروعة فربما يقوده طموحه إلى تدبير الخطط الغير مشروعة للوصول إلى مراده.
وهذا يقودنا إلى القول أن الطموح الغير مدروس عندما يتعلق بالأوهام وعند من يجهل حقيقته وواقعه وإمكاناته لا يكون دائماً مطلوباً، وهذا لا يعني أن التفكير في الغد مرفوض وإلا لما كان هناك تقدم ولا حضارة، فمن المعروف أنه لا حياة بدون أمل أو هدف نبيل، ولكن الطموح الإيجابي هو التطلع إلى الرفعة والعمل على تحقيق الأفضل بما لا يؤثر على سلامة النفس وبما لا يتعدي به على حقوق الآخرين.
إن التفكير في الغد بواقعية وحيادية تامة يمكن أن ينأى بصاحبه بعيداً عن المفاجآت الغير سارة كما يمكن في نفس الوقت أن يجعله يعمل على أن يكون الغد أحلى من اليوم.
"كلمات بحق الأم"
الأمومة هي فيض من العطاء والرعاية وهي المثل والقدوة وعماد الأسرة "والدينامو" المحرك للكيان العائلي وهي رمز معنى الوفاء والرحمة والحب ولمعنى الصبر وتحمل الألم في أعلى جرعاته.
وعلى الرغم من أن أمهاتنا معظمهن لم ينلن قسطاً من التعليم إلا أن الثقافة التلقائية كانت تفوق كل حد، فقد كانت الأم مدرسة تظم كل الحكم والأساليب وبُعد النظر وكأنها اكتسبت كل هذه المقدرة من الفطرة والغريزة الربانية.
إن الأم تعطي ولا تمنع إلا لمجرد إحساسها بأن هناك خطراً أو أذى سوف يلحق بأبنائها، فقد كانت تطرق كل أبواب وأساليب الإقناع دون ملل أو يأس وترعى وتصون بأمانة من دون طمع، إلا في مزيد من الخير والعطاء والرضاء، وهي خير مثال للقناعة والرضاء ولو بأقل القليل حى توفر لغيرها سبل الحياة الكريمة.
فالأم هي المدرسة الحقيقية التي تعلم أبنائها الصبر والمثابرة والصمود وقوة الاحتمال.