علي منصور مقراط
ثمة قضية كبيرة تعيق التنمية وتهدد السكينة العامة والسلم الاجتماعي تعاني منها العديد من المحافظات والمديريات ومناطق البلاد وهي ظاهرة الثارات القبلية التي حصدت العشرات من الأرواح البريئة ومن الجرحى والأموال والممتلكات الخاصة التي تهدر في تلك المناطق المتاخمة بالثأر بين القبائل والتي لازال يدفع ثمنها الأجيال المتعاقبة من الشباب الأبرياء الذين يورثون هذا الداء السرطاني الخطير عن حقب زمنية قارطة. .
الثابت أن القيادة السياسية بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح تعطي مسألة الثأر اهتماماً كبيراً وقد وجه فخامته قبل أكثر من ثلاث سنوات بقرار هدنة وصلح اجتماعي وتشكيل لجان برلمانية ومن أعضاء مجلس الشورى والمشائخ والأعيان ورجالات القضاء في كل محافظة على حدة للنزول إلى المناطق والعزل المتأثرة بالثأر لتشخيصها وإيجاد الحلول والمعالجات بين الأطراف وتحمل الدولة المخاسير والديات، وقد أثمرت هذه المبادرة الرئاسية عن معالجة العديد من مشاكل الثأر والتمهيد لوضع الحلول المناسبة لبعض القضايا المعقدة.
الحاصل أنني استقبلت مساء الخميس الموافق 29 مايو الفائت مكالمة هاتفية من الأخ الشيخ/ محمد ناصر العامري محافظ محافظة البيضاء المنتخب، بشرني فيها بتحفز عن تمكنه في تلك الليلة المباركة ومعه عدد من كبار المشائخ والعميد ركن علي الجائفي قائد قوات العمالقة ومدير مديرية الزاهر من النجاح في إنهاء قضية ثأر عمرها تجاوز ال"30" عاماً بين قبيلتي العروي والحدد بمنطقة عينه مديرية الزاهر، والأرجح أن المحافظ العامري الذي يمتلك طاقات هائلة من العطاء والخبرات والتجربة الإدارية قد حدد أولويات أجندة العمل بالسعي لإنهاء ظاهرة الثأر التي تعد البيضاء من أكثر المحافظات تضرراً منها، والمضي في عجلة التنمية وتحريك المشروعات الخدمية المتعثرة وخلق بيئة آمنة ومشجعة للاستثمار، ولفت العامري إلى أنه بتعاون أبناء المحافظة لا مستحيل من تحقيق تلك الأهداف المرجوة.
اللافت أن محافظ البيضاء الأستاذ/ محمد العامري الذي أدرك مناللحظة الأولى خطورة قضايا الثأر المتاخمة بها العديد من مديريات المحافظة قد سعى في السابق بالتدخل لمعالجة بعضها مع الخيرين والعقلاء، وبخبراته المتراكمة ومعرفته الكاملة لخصوصية المحافظة ومشاكلها الاجتماعية كونه ليس جديداً على واقعها وهو الذي جاء من صميم معانات أبناءها وقاد العمل السياسي كرئيس للمؤتمر الحاكم فيها وتدرج في السلم الوظيفي من موظف في الأقسام ومدير عام إلى وكيل ووكيل أول لسنوات عصرته الحياة لسوف يحرك المياه الراكدة في مشاكل الثأر وإنعاش التنمية والمجال الاقتصادي والاجتماعي واستكمال البنى التحتية. .
ويحسب لهذا المسؤول المخلص الذي يستمد خطوات نجاحه من ترجمة برنامج الرئيس الانتخابي، وهو خير من يترجم توجيهات الرئيس الصالح ومثله لعقود من الزمن خير تمثيل، وأنه أيضاً قد أعلن بفتح قلبه ومكتبه وديوانه لأبناء المحافظة وبدون استثناء ويدعوا الجميع للعمل بيد واحدة لخدمة المحافظة.
قضايا الثأر تمثل مأساة في أكثر مناطق اليمن والعمل على استئصال هذا الوباء والظاهرة المقيتة يتطلب توحيد جهود المجتمع مع جهود الدولة ومبادرات القيادة السياسية ولا مستحيل مع العزم والإرادة والنية تسبق العمل.
وفي الختام نوجه التحية لمحافظ البيضاء الشيخ/ محمد العامري ونشد على يديه بمواصلة السير في هذا الاتجاه ليسجل له التاريخ مثل هذه الخطوات الحكيمة التي من شأنها حقن الدماء والحفاظ على التلاحم وخلق المحبة والوئام بين الناس بمختلف اتجاهاتهم السياسية وألوان طيفهم الاجتماعي، وسدد الله خطواته لما فيه المصلحة العليا للناس والله الموفق.