علي منصور مقراط
مازلت أتذكر وأنا أكتب هذه التناولة الصحفية كلمة فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح التي ألقاها أمام حشود جماهيرية كبيرة في إحدى زياراته المباركة لمحافظة أبين قبل نحو عامين وهو يتحدث آنذاك عن المشاريع المنجزة في سنوات العهد الوحدوي المبارك وما حظيت به محافظة أبين، وفي تلك اللحظات المفعمة بابتهاجات أبناء أبين لتلك الزيارة توقف فخامته وهو يلقي كلمته أو خطابه أمام واحد من أهم وأبرز المشاريع الخدمية الكبرى الذي تعثر طويلاً وطال أمده وهو مشروع شق وسفلتة طريق باتيس - رصد، حينها قال أوجه وأشدد على الحكومة بسرعة البحث عن التمويل لإنجاز هذا المشروع الذي وصفه يومها ب"اللغز" المحير الذي تعقد حله وفك طلاسمه.
الأرجح أن هذا المشروع الذي ترتبط شبكة خدماته بثلاث مديريات في يافع السفلى م/ أبين، وهي مديريات رصد وسرار وسباح يسكنها نحو (150) ألف نسمة في مدرجات جبلية وسهول وأودية متناثرة ومترامية الأطراف قد تحرك مؤخراً وعاد إلى واجهة الاهتمام بعد الحصول على تمويله في إطار الهبة الأميرية من الحكومة الشقيقة ب8 مليار ريال، أعلنت مناقصته والتوقيع النهائي، والتي ستقوم بالتنفيذ مؤسسة الطرق والجسور وهي من المؤسسات الرائدة في مجال الطرق وزاد من حقيقة اقتراب تدشين العمل بالملموس خلال الأيام القليلة القادمة قيام وفد رفيع المستوى من وزارة الأشغال العامة ومؤسسة الطرق يوم أمس الأول السبت الموافق 7 يونيو الجاري بزيارة ميدانية لطريق باتيس - رصد، وتحديد موقعين يتم نقل المعدات والآليات والخلاطة إليهما ومكتب وسكن للعاملين حيث سيتم العمل من جهتين وسيبدأ نقل معدات العمل في غضون الأسبوعين المقبلين بعد تعيين المهندس عبدالجبار عباس مديراً للمشروع وهو من الكفاءات الوطنية في مؤسسة الطرق وشغل مواقع عدة منها مدير الطرق لمحافظة لحج وعلى يده وتحت قيادته أنجزت مشاريع حيوية في قطاع الطرق.
لقد استقبل أبناء مديريات يافع نبأ النزول الميداني لمسؤولي مؤسسة الطرق الذين يتقدمهم م. عبدالله راصع مدير عام المؤسسة لمحافظات عدن ولحج وأبين ويحيى الشريف مدير فرع المؤسسة م/ أبين و م. عبدالجبار عباس مدير مشروع طريق باتيس - رصد وم. صالح شيخ مدير مكتب الأشغال بأبين وبصحبة الأخوين ماهر حلبوب رئيس لجنة التخطيط والمالية للمجلس المحلي بأبين ومدير مديرية رصد م. فضل السليماني بارتياح لا حدود له بعد أن شعروا بالإحباط وخيبة أمل سابقة. .
الحاصل أن جهوداً غير عادية بذلت من الدولة والحكومة وممثلي هذه المديريات في الدولة والبرلمان والمحليات بشأن هذا المشروع وتعثر في عهد الوحدة وقبلها حتى صار المواطنون هناك الذين لا يدركون عوامل التأخير لا يصدقون الوعود ويعتبرون كل وعد وفتح هذا المشروع "اللغز" من عام إلى آخر من باب الدعايات وكسب الأصوات في مواسم الاستحقاقات الانتخابية حتى أن أبناء سرار قاطعوا الانتخابات المحلية والرئاسية السابقة ولم تفد تدخلات كبار مسؤولي الحكومة آنذاك في إقناعهم بالمشاركة حتى وزير الأشغال شخصياً م. الكرشمي الذي نزل إلى هناك رفض الناس كل وعوده وعهوده التي قطعها للأهالي ومازالت سرار بدون مجلس محلي حتى الآن والسبب مشروع طريق باتيس - رصد. .
الثابت أن المشروع إياه صار اليوم يقترب من الحقيقة قولاً وفعلاً ولا يجرؤ أياً كان على تضليل الناس بأنه مجرد دعاية كون الأمور أضحت بين قوسين أو ادنى من العمل الملموس، وهنا لا ننسى دور كثير من الشخصيات في المتابعة وتحريك الإجراءات ومنهم الوزير الأسبق والسفير الحالي د. خالد راجح شيخ ود. البرلماني عيدروس النقيب والبرلماني قاسم الكسادي والشيخ علي العطوي وأمين محلي رصد عادل سبعة، وكل الرجالات الصادقين بدون استثناء الذين تخلد ذكراهم في تحقيق هذا الحلم العظيم الذي صار حقيقة. . وللحديث بقية،،
