كروان عبد الهادي الشرجبي
نعم للمصلحة لا للحب
من منا لايعرف اغنية الفنان"عبدالله الرويشد" التي تقول:- هذا يعزك وهذا يودك وهذا يحب فيك شيء، والحاصل الوقت ذا ياحبيبي المصلحة فوق كل شيء.
بدأت مقالي بهذا المقطع الجميل للفنان عبدالله الرويشد لأن المصلحة هي التي باتت تحكم قواعد الاختيار بين الرجل والمرأة في عصرنا الحالي، لا العاطفة ولا الحب.
ويبدو والله أعلم، أن أبطال رواياتنا العاطفية "القدماء" قد فقدوا مميزاتهم كأبطال كنا نقتدي بهم ونسير على دروبهم وأصبحت الآن اللغة السائدة هي اللغة الاقتصادية، وقد أكد ذلك الباحثون في علوم النفس والمجتمع وكان موضوع البحث "من يتزوج من،. كيف ولماذا؟"
حيث أكدوا أن ثلث الرجال الذين يقدمون على الزواج من النساء اللواتي يحملن مؤهلات علمية وتفتح أمامهن أبواب العمل، ويركزون على المرأة الذكية المثقفة لانها وبتحصيلها العلمي تستطيع الوصول إلى الوظائف المثمرة، وهم لايتضايقون لكون الزوجة قادرة على كسب المال أكثر منهم فهذه ميزة باتت هدفاً لكل رجل يقرر أن ينهي فترة حريته وأن يدخل بقدميه إلى قفص الزوجية .
وإذا عدنا إلى أيام زمان نجد أن الرجل كان يقدم على الزواج بامرأة أقل من مستواه أو في نفس مستواه وكانوا يرفضون المرأة العاملة الأعلى منهم مستوى.
أما اليوم فنجد أن نسبة كبيرة من الرجال يبحثون عن المرأة الثرية القادرة على احتلال المواقع المنتجة مادياً.
أي أن القاعدة القديمة للحب نظرة فابتسامة فلقاء فزواج ، وزوجوهم فقراء يغنيهم الله والنظرات والرسائل الغرامية والغرام الذي ينتهي بالزواج ولو على حساب رغد العيش قد انتهى وزال وزالت معه كل القيم الجميلة، وأن إحكام العصر الاقتصادي ، قد حنط المشاعر ودفن خفقات القلوب وضغط على مفاهيم التضحية والبذل والعطاء والتحمل.
ونتائج هذا الاسلوب باتت معروفة بسلبياتها حتى قبل أن تبدأ مسيرة الزوجين ، فبحلول المصلحة مكان الحب والعاطفة يفتح الباب تلقائياً أمام موجات الخلافات العاصفة والطلاق أجارنا الله وأجاركم منها.