;

نحو سلام دائم بين الشباب والشيوخ 1041

2008-06-10 12:19:22

سعيد محمد سالمين

لاشك أنه هدف قومي وإنساني عظيم أن يسعى كل مجتمع لإقامة سلام دائم بين جيل الشباب وجيل الشيوخ مما ينعكس أثره الموجب على الأسرة وعلى العمل المجتمع ككل، وفيما يلي عدد من النصائح التي تعمل على تدعيم هذا الكلام بين الجيلين وهي مذكورة بشيء من الإيجاز.

1- يجب أن يدرك الشباب أن الشيوخ وكبار السن في المجتمع هم الخير والبركة وأنه لولا إسهامهم وجهدهم وعرقهم ودموعهم وكفاحهم لما تمتع الشباب بما يتمتع به في أيامه الحاضرة من طيبات الحياة، كما يجب أن يدرك الشباب أن خبرتهم وكل تعلم وصلوا إليه صنع الكثير منه جيل الشيوخ وكبار السن، وليس أقل من أن يكون الاعتراف بفضل هؤلاء الشيوخ في شكل رعاية وتكريم وتبجيل لهم في أيامهم الباقية "فمن علمني حرفاً صرت له عبداً".

2- تزويد الشباب من خلال المناهج الدراسية والنشاط المدرسي بالمعلومات والخبرات التي تزيد من فهمهم للظروف النفسية والعقلية والجسمية المتدهورة التي يعيشها كبار السن والشيوخ في المجتمع، وعلى الشباب أن يعلم أن هذه سنة الحياة، ونعرض عليهم وصف القرآن الكريم لما يكون عليه حال الإنسان بعد أن يصل إلى أرذل العمر.

وإذا أدرك الشباب أن الشيخوخة مرحلة حتمية يصل إليها كل إنسان، وأن تقديره للشيخوخة ورعايته لها سيرتد إليه في يوم من الأيام، قال تعالى: "وتلك الأيام نداولها بين الناس"، فإن ذلك سيد فعه إلى رعاية كبار السن والشيوخ في مجتمعه.

3- علينا أن ندرب الشباب على فن التعامل مع الشيوخ وكبار السن فيحسنون لهم القول والتعامل، حتى نمكنهم أن يقضوا بقية أيام حياتهم في رضا واستقرار بعيدين عن المشكلات والمنازعات والصراعات.

4- تأكيد روح التواضع في نفس الشباب فالكثير من أجهزة الإعلام تعمل على تدعيم روح الصراع بين الشباب والشيوخ في المجتمع الواحد، حين تغالي هذه الأجهزة في إبراز دور الشباب في بناء الأوطان وتجسيم هذا الدور بحيث يعتقد الشباب خطأ بأنه وحده القادر على صنع الحياة، وهو وحده خالق التقدم على أرض وطنه، وهذا الاعتقاد الخاطئ يدعمه وينميه قلة خبرة وبصيرة بعض الشباب، وينسى هذا الشباب الدور الذي قام به الرواد الأوائل من الشيوخ في صنع الحياة والتقدم على أرض وطنهم ويتهمونهم باطلاً وظلماً بالتخلف والرجعية والجمود.

5- وفي هذا المجال علينا وعلى أجهزة الإعلام أن تبرز الدور الذي قام به جيل الشيوخ في العمل الوطني، وأن نبرز لهؤلاء الشباب فضل هؤلاء الشيوخ وكبار السن عليهم وآثارهم الباقية في كل مجال، وعلينا أن ندعم في نفس الشباب فكرة أن الوطن يسعد ويتقدم بكل أبنائه، وأن تقدم الوطن لا يقوم على أكتاف الشباب وحدهم بل أن لكل فرد دوراً أو أدواراً هامة يؤديها في مختلف مراحل العمر.

خلاصة القول، إذا أدرك كل فرد في المجتمع بأن الشيخوخة هي نهاية مطافه على هذه الأرض لقدم شبابنا كل صور الرعاية لمن يعيشون مرحلة الشيخوخة، ولو وضع كبار السن فينا أنفسهم محل شبابنا لكانوا أكثر قدرة على فهم سلوك الشباب وتقدير ظروفهم، وأن لكل زمان دولة ورجالها، وأن حنين كبار السن إلى الماضي يزيد كلما ساءت ظروف حاضرهم وصعبت معيشتهم.. والسعادة التي يجنيها المجتمع كبيرة إذا قام فهم مشترك وسلام بين الجيلين، جيل الشباب الذي يتسم بالإقدام والقوة والحيوية وجيل الشيوخ الذي يتسم بالخبرة والحكمة والبصيرة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد