عبد الجبار سعد
اختلطت الأوراق كثيرا في عالمنا ولكن ومع هذا الاختلاط فقد بدا أن الكاسب الأكبر من كل صراعات العالم القائمة هي إدارة بوش الجمهورية أو كمايسمونها الجناح المسيحي المتصهين مع حليفتها إسرائيل. .
كل اللاعبين في العالم يحققون مشيئتهما اختيارا. .
كل من عارضهما وعارض مطامعهما في تدمير العالم والاستفراد بخيراته يعاقب على رؤوس الأشهاد ويتولى غيرهم تأديبه والعراق وصدام هو أبرز النماذج للإعتبار.
>>>
يؤدب أهل السودان من السودانيين ويؤدب أهل العراق من العراقيين و يؤدب أهل سوريا من السوريين وأهل الصومال من الصوماليين والأفغان من الأفغانيين ولبنان من اللبنانيين وأهل فلسطين من الفلسطينيين. . وأهل اليمن من اليمنيين. .
نحن أمام لا عب ماهر استطاع أن يستحوذ ويكسب ولاء كل اللاعبين بمافيهم دعاة الإسلام السياسي سنتهم وشيعتهم. .
قاعدة الظواهري وشيعة نجاد. . وإخوان البناء. .
و حتى شيوعيي ماركس ولينين
ومع هذا ينطق كلهم بشعارات العداء لأمريكا وإسرائيل في وقت لا أحد يستفيد فيه من وجودهم هذا ونشاطهم التدميري لبلداننا غير إسرائيل وأمريكا اللتين يهتفون بالموت والفناء لهما ويدعون العداء لهما. .
>>>
في يمننا مثلا. . هنا القاعدة وهنا جماعة الحوثي. وهناأحزاب اللقاء المشترك وفيهم قوميون وأمميون وإسلاميون سنة ومايسمون شيعة. . وهنامعارضة الخارج وهنا دعاة الانفصال. . كلهم يبدون لنا بوجوه مختلفة ولكن غايتهم واحدة. .
إنهاء استقرار اليمن على حساب كل أحد. .
>>>
لا يهمهم أن يقتّل الجيش والمواطنون. . ولا أن تحرق المنشئات والمؤسسات. . ولا أن يقتتل الناس في الشوارع المهم أن يتحقق مرادهم المخطط له من المحرك الأكبر وهو تدمير كل كيان وإنهاء كل سلام والذهاب بكل وئام اجتماعي. . وليكن الرابح من يكون. . لامشروع لهم لإصلاح أي شيء بالمطلق.
>>>
النموذج العراقي قدم لهم الزاد والراحلة للوصول إلى الحكم. . على الأشلاء والدماء فلم يتأففوا من كل ذلك كما يتأفف المؤمنون ونحن منهم بل يهددون ويتوعدون الجميع بمصير مثله ولا شيء غيره. .
>>>
هم جميعا من القاعدة إلى الحوثيين إلى اللقاء المشترك إلى دعاة الإنفصال كلهم يهددون ويتوعدون ولكن بماذا يهددون وبماذا يتوعدون ؟
إنهم يهددون الرئيس بمصير صدام !!!وافجيعتاه. .
ويهددون القادة العسكريين والإداريين التابعين له بمصير قادة صدام ومعاونيه فيا للهول !!
ويهددون حتى قضاة المحاكم الذين ينظرون في قضايا المخالفات المتنوعة. . يهددونهم بمصير قضاة صدام فياللفضيحة !!
ويهددون الجيش بمصير جيش صدام فيا ضيعتاه. . !!
وفي الأخير يهددون الشعب الصابر على البأساء والضراء المحافظ على سكينته بمصير الشعب العراقي الذي حافظ على تماسك وحدته في أقسى ظروف المواجهة مع الكفر العالمي والانتقام الصفوي الصليبي الصهيوني
فيا للخسران !!
>>>
وهم يفعلون كل ذلك من أجل أن يرتعد الرئيس ويترك قيادة البلدطوعا للسفير الأمريكي قبل أن يتركها كرها كما يخيل لهم حلمهم الجميل بغزو يشبه غزو العراق وتحرير يشبه تحريره. . ولكي يرتعد القادة ويسلمون أمور الوطن لخبراء السي آي إيه والاف بي آي كما لم يفعل قادة صدام ومعاونيه. . ولكي يرتعد القضاة ويتخلون عن مسئولياتهم في ضبط الحياة العامة بما استطاعوا رغم كل الحيف والجور في القضاء. . و لكن لكي يصبح المجرمون أحرارا مطلقي الأيدي في التصرف في الحياة السياسية والعامة كما يشاءون ودون مساء له ولتتحقق مشيئة البيت الأبيض والسيدة رايس في تفجير حالة الفوضى الخلاقة التي سيولد من رحمها عالم جديد يرضي أمريكا وربيبتها إسرائيل. . يفعلون ذلك لكي ترتعدفرائص أفراد وقادة الجيش والشرطة فلا يلاحقون القتلة والمجرمين. . وفي الأخير يفعلون ذلك كله لكي ترتعد فرائص قطاعات الشعب فيقولون وهم مستيئسون من مقاومة طغيان أمريكا. .
سبحان قوة أمريكا التي لا طاقة لنابها. . !!فلتتقدمي يا أمريكا ولتحكمينا بغير مقاومة وبمثل هؤلاء الأذناب روّضينا وأذلينا. . ولا تصنعي بنا ماصنعت بالعراق ولا أفغانستان ولا الصومال. . ولا فلسطين ولا لبنان. . فنحن مستسلمون !!
>>>
ذلك هو مراد سيد البيت الأبيض وسادة الشر الكوني في تل أبيب. .
وذلك هو مراد زبانيتهم في بلادنا والمنطقة عموما. .
تتضح هذه الحقيقة من خلال تصريحات قادة اللقاء المشترك. أو بالأحرى قائد اللقاء المشترك السيد الدكتور المتوكل الذي رغم أنه ليس له من الأمر شيء في ساحة الصراع فلاهو بقوة سياسية يعتد بها ولا كتلة نيابية له. ولا وجودشعبي يرفده ولكنه مفوض سامي من اللا عب الأعظم ليقول مايقول وليستمع الجميع قوله ويطيعون. .
فهو المتصرف باللقاء المشترك ومايقوله هو المعتمد بغير مراجعة. .
>>>
ولا ثقة بقول إصلاح ولا اشتراكي ولا ناصري باستثناء حزب الحق بعدما غادره أطهر قادته من المرجعيات الدينية المتمثلة بالعلماء الكرام المنصور، الشامي، والمؤيد. . فهذا الحزب بماتبقى يمثل رديف المتوكل. . فهما معا الثنائي الذي لا وزن له من الوجود الشعبي والنيابي والسياسي ولكنه صاحب القول الفصل المعتمد من الجميع في كل شيء. . وربما اعتبروا الوجود العسكري الحوثي رصيدهم وإن كان بينهم مابين المشرقين.
>>>
فلماذا إذن يصبح الطرف الأضعف في التحالف هو الأقوى صوتا ؟
هذا هو السؤال الكبير. . الذي لا يصعب الجواب عليه من أحد. .
ولكن ببساطة يمكن القول أنه يشترط ليكون الصوت نافذا في كل حال. . وجود علاقة ما لصاحب الصوت باللاعب الدولي أمريكا. . وباللاعب الإقليمي الأهم إيران. . ووجود علائق مع قادة من معارضي الخارج لهم حضورمميز في دول نفطية جارة
فكل هذا يمكن أن يفسر الكثير من الرواج لكل صوت في وسط أصوات آخرين. .
>>>
نحن لا نتكهن ولكننا نقرأ. . ولا نحتاج. . لاستذكار مقولة سيدنا الإمام علي عليه السلام. . " مامن امرئ يسرّسريرة إلا أظهرها الله على صفحة وجهه أو في فلتات لسانه " أو كماقال عليه السلام فأصحابنا يحدثوننا عن علاقاتهم بالخارج وبأمريكا وبالاتحاد الأوربي وبهم يقيمون على النظام الحجة وبهم يهددونه ولا شيء غير ذلك. ويلتقون بالسفراء الأعداء بغير رقابة حكومية بل ويلتقون ببعثات عسكرية معادية مثل تلك التي جاءت في يوم من الأيام إلى اليمن و تمثل القوات الجوية الأمريكية. . وحين يساءلون كيف تجيزون لأنفسكم اللقاء والتحدث مع هؤلاء الزوار الذين دمروابلاد العرب والمسلمين؟
يقولون للمنكرين. . بدلا من انتقادنا على مانفعل عليكم أن تفعلوا الشيء نفسه وتجعلون القوات العسكرية في بلادكم تقوم بلقاءات مشابهة معنا هكذا !!وكأننا نتحدث عن حرمانهم من دعوات تناول طعام العشاء في المعسكرات وليس عن خيانات الأوطان والتخابر مع أعداء الله والدين والوطن. .
فهل سمع الناس بمثل هذه الحذلقات في عالم المواطنة والولاء للوطن ؟ وهل لمثل هؤلاء ان يحفظوا أو طانا أو يحلوا مشاكل شعوب؟.