;

يجب أن لا نيئس 910

2008-06-11 12:52:06

محمد أمين الداهية

عندما تعتري الإنسان الهموم والمشاكل والأزمات المختلفة التي قد ربما تتسبب في تعطيل وإعاقة سير الحياة بشكلها الطبيعي والمعتاد لدى الإنسان، وعندما يجد الفرد منا نفسه وحيداً لا يستطيع فعل شيء للخروج من هذه المصائب التي أحكمت سياجها على هذا الإنسان المسكين، الذي فقد الأمل حتى في أقرب الناس إليه، إنها صدمة كبيرة وموجعة عندما يتخلى عنك أعز وأقرب إنسان إليك دون أي سبب أو مبرر، والأكبر من ذلك عندما تعلم أن ذلك الذي تخلى عنك كان بيده أن يقف إلى جانبك ويخرجك من مأزقك.. إذن في مثل هذه الحالات يفقد الإنسان الثقة ويظل يؤنب نفسه ويوبخها ويتساءل مراراً وتكراراً كيف لم يعرف أن ذلك الذي كان يعتبره شقه الآخر ما هو إلا وهم وسراب؟، هذه هي حال الدنيا وهكذا هي الحياة، والأشخاص الذين يتقنون فن المعاملة الزائف موجودون في كل مكان وزمان، ولهم القدرة على كسب ثقة الآخرين وحبهم ولكن سرعان ما تتحطم تلك الثقة ويموت ذلك الحب، وهذا لا يكون إلا عندما يواجه الإنسان أزمة أو معضلة ما ويبقى لديه أمل في ذلك الشخص الذي يعتبره السبيل الوحيد لمشاركته أزمته ومعضلته، ولكنه يتفاجأ بأن من كان يأمل ويثق به ما هو إلا ممن يقولون بأفواههم ما لا تهوى قلوبهم، المهم وحتى لا يشعر أخي القارئ بشيء من الارتباك، ندخل في صميم الموضوع وهو أن نعرف أين نضع ثقتنا، حتى وإن خذلنا الآخرون، حتى وإن تخلى عنا أقرب المقربين، يجب أن لا ننسى أن هناك من يهتم بنا ولا يغفل عنا لحظة، يجب أن لا ننسى أن معنا وإلى جانبنا من بيده ملكوت السماوات والأرض، كيف نلجأ لمن لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، إذاً يجب أن لا نهزم أو نصاب بالإحباط والقنوط فنحن أقوياء ولدينا من ينصرنا ويخلصنا ويفك عنا ما أضجرنا وأتعبنا، إن الله سبحانه وتعالى يأمرنا بأن نطلبه وندعوه ونشكو إليه، فلماذا نرجو المخلوق ونغفل عن الخالق؟، لماذا نطلب ونسأل من يستكثر عطاءه علينا، وننسى من بيده الخير كله؟، لماذا نرجو الرحمة ممن لا يملكونها ونغفل أن نطلبها ممن هو أرحم بنا من أمهاتنا؟، ولنسلم أمرنا لله ولنثق يقيناً أن لا ملجأ لنا ولا منجأ من الله إلا إليه، ولنحاول بقدر الإمكان أن نحفظ الله في قلوبنا حتى يحفظنا في هذه الحياة، وهذا لا يعني أن نعيش في عزلة أو أن نقطع علاقتنا بالآخرين فالناس لا يستوون ومن فيهم الخير موجودون وكثر، ولكن يجب أن تكون ثقتنا بالله قبل كل شيء، وأيضاً يجب أن لا نسيء الظن بالآخرين فلا نستطيع أن نقيم الآخرين ونحكم عليهم من خلال ما واجهتنا من ظروف في الحياة، وعلينا أن نقي أنفسنا من أصدقاء السوء الذين لا يزيدونا إلا بعداً عن الله، فمثل هؤلاء الأصدقاء هم الذين يجب أن لا نعطيهم ثقتنا ولنتذكر حامل المسك ونافخ الكير ولنحرص دائماً على أن لا نولي الثقة إلا لمن نجد عنده رائحة طيبة، فمثل هذا الإنسان هو الذي دائماً يقف إلى جانبنا ويدلنا على طريق الخير والصلاح، وما أحوجنا في مثل هذه الأيام وفي هذا الزمن لمن يأخذ بيدنا ويهدينا إلى الطريق المستقيم، ولكن يبقى أمراً يجب أن نفهمه ونعيه... الحذر الحذر من أولئك الذين يستغلون الدين وباسمه يجرون الناس إلى الهاوية ومحاربة الوطن وأبناءه الذين لا ينهجون نهجهم، فمثل هؤلاء الدعاة ليسوا إلا ممن يعملون مع جهات تخريبية هدفها زعزعة أمن الوطن واستقرار أبناءه، فإن من يحب وطنه وشعبه لا يدعوا أبداً إلى الشتات والفرقة والخروج عن ولي الأمر، لأن المتضرر من ذلك كله ما هو إلا الوطن والشعب، أما أولئك دعاة السوء والضلال فسرعان ما ينجون بأنفسهم، والضحية لا يكونون إلا المغرر بهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد