كروان عبد الهادي الشرجبي
"حب الوطن من الإيمان"
لا يوجد لنا وطن آخر، هذا وطننا نحن، ولا نمتلك غيره وهو كل رأس مالنا، هو كل ما نملك وعلينا أن نحافظ عليه وعلينا أن نبنيه، وطالما ونحن جميعاً نعيش على حسابه لماذا إذن لا نحرص عليه، إن حرصنا على وطننا يتطلب منا حماية الإنسان وذلك من خلال تقييم نظامنا على أسس إنسانية تكفل حماية حقوق الإنسان، وبحيث نتبنى سياسية البناء، وأعني أولاً بناء الإنسان على اعتبار أن الإنسان هو الثروة الأساسية هو آلية البناء والذي بدونه لا يمكن أن نبني هذا الوطن ولا يمكن لنا حمايته، والحقيقة التي يجب أن نتفق عليها جميعنا، هي "وطن لا نحميه لا نستحقه، ولذلك كان من الضروري أن أشير في موضوعي هذا إلى أهمية بناء الإنسان من أجل بناء وطننا.
لا يرتقي شعب إلى أوج العلى... ما لم يكن بانوه من أبناءه.
وبهذا أحب أن أوضح أن الوسيلة المثلى لبناء الاقتصاد الوطني القوي هو بناء الإنسان وفقاً لسياسة التأهيل التي تكفل التوظيف وعلى حساب تقدير حجم الحاجة وفقاً لحُجتنا أعني ثرواتنا الإنسانية والمادية والطبيعية مع أهمية عدالة التوزيع وتحقيق المساواة وذلك من أجل تحقيق الأمن والاستقرار على أساس العدالة وليس بالقوة.
"كلام من الواقع"
إن التلفيزيون صار ميزاناً لاستعراض الجميلات والشابات والفنانات "والكاسيات العاريات"، وأصبح يتفنن في اجتذاب المشاهدين عبر كل ما هو مثير!!، ومن البديهي أن يجتذب أكبر قدر من الرجال! فنجدهم أمام الشاشة قابعين فأغري الأفواه يتابعون باهتمام وشغف كل ما يعرض.
إن هذه الحالة لدى الرجال يقابلها نوع من الإحباط لدى المرأة لأنها ترى زوجها أنظاره معلقة على الشاشة وإلى تلك الصور الخليعة والتي تلك الملابس العارية وإلى الرقص البدني الذي لا يخلوا من الحركات المثيرة.
نعم أنها تشعر بالإحباط لكل ذلك لماذا؟ لأنها تشعر أنها لم تعد تلك الحبيبة بعد أن كبرت في السن وامتدت في الحجم وترك العمر آثاره على وجهها، وتخاف في نفس الوقت أن يتعلق زوجها بالنمط التليفزيوني من النساء فلا يعود ينظر إليها نظرة الزوج المحب العطوف ويكون خوفها أكبر أن يقارن بينها وبين الفتيات اللاتي يتمايلن ويملأن الشاشة.
صحيح أن الرجل لا تملأ عينه امرأة واحدة حسب ما هو معروف عن معشر الرجال إلا أنني أجزم أنه لا أحد من هؤلاء الرجال يتمنى أن تكون إحدى تلك الفتيات شريكة عمره، وإن كل رجل مقتنع كل الاقتناع بزوجته وبعفتها وكرامتها واحترامها لذاتها واحترامها له، وأنها بعينه أجمل من كل ما يراه على الشاشة.