كروان عبد الهادي الشرجبي
رسالة إلى الأخ رئيس الوزراء
أنت خير من يعلم بأن الأنظمة والقوانين والمعالجات والإجراءات التي لا تحتكم لظروف الواقع لا يمكنها أن تحقق أي نتائج إيجابية بل العكس ربما تشكل مأساة حقيقية وللأسف هذا ما يجري.
واسمح لي أن أضع أمامك بعضاً من الصور المأساوية والتي نشاهدها ونعاني منها وبصورة مستمرة، وأبدأ موضوعي هذا بطرح قضية الباعة المتجولين، ففي الوقت الذي نشكو فيه ونعاني من زيادة نسبة البطالة ومرارة الفقر وقساوة الحاجة ومآسي الغلاء المستمر نرى موظفي البلدية وعلى مرأى من الجميع يطاردون الباعة المتجولين في شوارع المدن الرئيسية ويضربونهم ويأخذون أشياءهم بطريقة غير أخلاقية وغير إنسانية.
نعم إنهم يعتدون على أولئك الضعفاء والذين تهان كرامتهم وتسلب منهم أشياءهم وعلى مرأى من الجميع حيث يمارس موظفو البلدية أساليب القراصنة والقهر جهراً.. وعلى من؟ ولماذا؟ وما هي جريمة هؤلاء؟
هل محاولتهم في أن يعيشوا حياة شريفة جريمة؟ هل جريمتهم أنهم ضعفاء أم لأنهم فقراء؟ هل الفقر جريمة؟ ألا يوجد قانون يهذب موظفي البلدية؟ ألا يوجد قانون يكفل حماية حقوق وكرامة وأشياء هؤلاء الناس؟ ألا توجد حلول؟
ألا يوجد قانون أو نظام يكفل لهؤلاء في أن يعملوا في وضع مستقر يمكنهم من مواجهة أعباء الحياة وحماية أسرهم من فاقة الحاجة والجوع؟ أليس لهؤلاء وطن؟
أليس هؤلاء جزءاً من هذا الوطن؟ أين حقوق هؤلاء؟ أين حقوقهم الوطنية؟ أين حقوقهم القانونية، أين حقوقهم الإنسانية؟ من لا يرحم الضعفاء يبتليه الله بمن لا يرحمه ولا يرفق به!!!
المأساة الثانية: أسعار الكهرباء والتي تزداد شهرياً وخصوصاً في المناطق الحارة وجريمة الإطفاء المستمر للكهرباء على أبناء المناطق الحارة وفي الوقت الذي تشتد فيه حرارة الصيف لماذا؟ لا أدري؟!!!
وقبل أن أختم موضوعي هذا أود لفت انتباهكم إلى الحقيقة التالية:
إن النظام أو الإجراءات التي تستهدف الإنسان لا يمكن أن نسميه نظاماً على اعتبار أن النظام جاء من أجل الإنسان وليس ضده.
وأخيراً أرجو أن تنال مواضيعي اهتمامكم وأتمنى أن أسمع في القريب العاجل موقفاً جاداً منكم يوضع حداً لموظفي البلدية ووفقاً للأساس القانوني الذي يكفل حماية وحقوق الباعة المتجولين.. الإنسانية والمادية، وتخفيض أسعار الكهرباء في المناطق وخصوصاً الحارة منها ووضع معالجة جادة في منع إطفاء الكهرباء خصوصاً في المناطق الحارة وبالذات في الصيف وإني على ثقة في شخصكم وإنسانيتكم لذلك كتبت موضوعي هذا وأملي كبير باهتمامكم.