;

"ترانزيت " 1021

2008-06-21 12:25:16

يونس الشجاع

تمر الأيام سراعاً وكأنها في سباق ماراثوني مع الزمن. . تصبح معه مجرد ساعات بل إن شئت قل لحظات. . وفي خضم هذا الهوس الجنوني المتسارع ندخل دوامة الوقت ونغدوا جزءً من حلقاتها المتسابقة. . تسقط من ذاكرتنا الأماكن. . والوجوه. . والأرقام. . ونتحول إلى آلة تتحرك في اتجاه واحد دون احتمالات للتوقف أو التراجع إلا على مساحة محدودة من الزمن هي محطة " ترانزيت "

" ترانزيت " محطة نشخص فيها واقع المسلمين وما آلوا إليه من ذل وانكسار وهوان وانحدار بين عمالة الشرق وشرارة الغرب. . نبحث عن الأسباب. . نغوص في الأعماق. . نستخرج العوامل ونستشف ما وراء الغيوم.

" ترانزيت " محطة نحلق من خلالها فوق تاريخنا الماضي ونبكي على الحاضر. . نسمع آهات المخلصين. . زفرات المنكوبين. . شهيق المعلولين نشخص الداء لمعالي السفراء من الحكام والعلماء لعلّ وعسى أن يجدوا الدواء في عصر صارت الأمة فيه غثاء.

" ترانزيت " محطة ننظر من خلالها إلى حاملي قرار الأمة وقد جندوا العديد من فرق العمل الطبية المدربة لمكافحة الأوبئة الجرثومية القاتلة ونسوا أو تناسوا الوباء المعنوي القاتل " الوهن " الذي يدب وينخر في جسد الأمة. . ذلكم الفيروس الذي ينهش في بنيانها. . ذلك لأن حاملي القرار هم بؤر الوهن ورعاة فيروسه وصانعوا محا ضنه ومبايض تفريخه ولأنهم لايرونه من وجهة نظرهم وهناً ولا علة وإنما يرونه تقدماً وإعماراً وإصلاحاً وحضارة.

(ترانزيت ) مساحة من الزمن نتوقف فيها. . نلتقط أنفاسنا. . ننسى إرهاق اللحظات اليومية وذكرياتها المعبأه بقضايا الواقع وتداعياته المتداخلة. . ومع الوقت يتحول ال " ترانزيت " إلى زمن في بعد آخر. . نغسل فيه عقولنا من زذاذ الأفكار اليومية العالقة فيها. . نشحذ أنفسنا بتموجات المستقبل مختزلين في داخلنا ماهو قادم. . لنعود إلى تسارع الايام من جديد. . يملؤنا الشوق إلى محطات ال " ترانزيت ". . إلى حالة التوقف. . الاغتسال. . الاختزال. . نراقب بخوف جنوح الاقلام والافكار في إصرارها على تحويل " ترانزيت " إلى مساحة تفريغ لما تعتركنا من قضايا. . وهموم. . وانتكاسات. . دون أن يكون في وسعنا سوى المراقبة والقلق. . وكأن اعتصارات التسارع اللحظي ليست كافية لتمزيقنا كيما نضيف اليها قلقنا هذا. . وكأنما الأقلام والأفكار في جنوحها ذلك قد استكثرت علينا واحة راحة واحدة ننزل بها في لحظة انتظار. . ومع ذلك يأبى " ترانزيت " إلا أن يظل كما كان واحتنا الأخيرة وغسقنا الليلي الممتع. . رافضاً كل محاولات الضم والارتهان والتبعية. . صامداً أمام احتلال هموم اللحظات له. . منتظراً في كل مرة عودة الهاربين من جحيم اللحظات المتسارعة. . وسياط الواقع المربك. . ليتجددون به ويتجدد بهم. . فارداً أشرعته لمساحة هادئة نرتشف فيها فنجان قهوة على سيمفونية السكون. . في لحظات تصبح فيها محطات الزمن متوقفة على أعتاب " ترانزيت ".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد