كروان عبد الهادي الشرجبي
حقيقة ولكنها مؤلمة
ليس في كل الأوقات أبدو متعصبة ناحية الرجل فبعض الأحيان أجده مظلوماً وبعض الأحيان أجده طالماً وبعض الأحيان أجده معتدلاً وأخيراً أجده مريضاً يستحق الشفقة أو بعض الاهتمام وفي مرات كثيرة أقول هذا رجل خلقه الله مثل ما هو رجل له تركيبة مختلفة ولكنه بصدق يكون منصفاً، المشكلة في حكايتنا هذه هنا أنه إذا لم يكن منصفاً ولا عادلاً ولا ظالماً ممكن أنه نسميه مريضاً أو متجاهلاً ولكن الأهم أن المرأة في حكايتنا هذه قد تكون طيبة ومظلومة ومنكسرة ولكنها في الأكيد مهملة ولا بد أن تكون أكثر عقلانية في فهم الأمور وفي إدراك الأشياء ورؤيتها بالشكل الصحيح وتبدو لي ضعيفة ومهزوزة لهذا فإنني اكتب هذه المقالة وأنا في قمة الاستغراب والدهشة لهذه المرأة التي تعتقد أنها جرحت لذلك أود أن يقرأ الناس مثل هذه الحكايات لأنها من الواقع الذي تعيشه المرأة في كل اتجاه العالم بأكمله ولا أرى عيباً أو جرماً للحديث في هذه المواضيع على الرغم من رفضي أن يحتكر عمود فواصل قلم لمثل هذه المواضيع ولكنني مجبرة على ذلك لهذا دعونا نرى ما هو هذا الأمر؟
الموضوع حكاية امرأة تعيش في جحيم حسب قولها مما جعلها هذا الأمر جسداً بلا روح فهي متزوجة ولديها خمسة أولاد بنين وبنات وعمرها حوالي خمسة وثلاثون عاماً وكانت مطلقة من قبل خمس سنوات بعدها تعرفت على رجل يكبرها بحوالي 15 عاماً فأحست بأنها تحبه وكذلك هو وتعاهدوا على الزواج والوفاء ووعدته بأن تخلص له ولبيته وأن تحب والدته التي بدورها رحبت بزواجه وباركت العائلتان هذا الزواج.
وبعد شهر تقريباً من هذا الزواج اكتشفت أن زوجها يشرب الخمر كثيراً وبعد أربعة أشهر وعندما كانت حاملاً بطفلها الأول وسمعت زوجها يحادث فتاة وعندما سألته عنها أخبرها بأنها فتاة يحبها ..لم تخبر أحداً بالأمر ولكنها حزنت على حالها.
والمصير الذي أوصلت نفسها إليه فبدأت المشكلات تأتيها من أمه ومنه وأصبح يحرمها من المصروف ومن كل كلمة حلوة وصارت تعيش في منزل أخيه الذي تهجم عليها في أحد الأيام وطلب منها الرحيل عن منزلهم ..أين ستذهب مع أطفالها إلى ؟ أين اللجوء وهي غارقة في ديونه؟ وأكثر من ذلك أنه صار يضربها أمام أطفاله ولا يتوقف إلا بعد أن يشبعها ضرباً وإهانات والمشكلة أنها تقبل بمصالحته بمجرد الاعتذار عن ذلك وتقول في نفسها هذه مجرد مشكلة بسيطة تحصل بين أي زوجين والأكثر من ذلك أنه كان يطردها من البيت كما أنه أصبح يشك فيها علماً بأنها تخبره بأنها لا تريد شيئاً منه سوى الكلمة الحلوة والمعاملة الطيبة والاحترام ولكنه يحرمها من كل هذا والأمر الأكثر ذولهاً أو إزعاجاً هي أن أمه تقول له طلقها بعد كل هذا الصبر تقول طلقها ترى هل هذا عدل؟.
نريد العدل صحيح أنها امرأة ومن الممكن أن تكون عانت الأمرين ولكنني أرى أن هذه المرأة محاسبة في تصرفاتها فلماذا الشكا على زوجها وأنا متأكدة أن هناك بذرة خير في كل إنسان وعليهم فقط معاملتهم بلطف شديد ويمكن أن تكون أكثر صبراً مادام قبلته أن تتحمل كل عيوبه ..عزيزتي المرأة الرجل رجل يحق له التصرف بما يحلو له فالشرع حدد أن الرجال هم عمود الأسرة وقوامون على النساء.
لذلك أرى أن التحلي بالصبر والايمان هو من الصفات التي يجب أن تضبفها المرأة إلى قاموسها البيولوجي إضافة إلى النسيان لتكون من النساء الصابرات والمؤمنات.