محمد أمين الداهية
أغلب طلاب النظام الموازي من فئة الموظفين ومعنى أن تكون موظفاً أي أن هناك مسؤولية تقع على عاتقك والتزامات وظيفية تجبرك على الالتزام الجاد وعدم التقاعس أو الإهمال في وظيفتك أو عملك لأن ذلك سينتج مردوداً سلبياً يؤثر عليك في مجال عملك مما يؤدي إلى خلل في مستوى الدخل وعدم القدرة على سداد رسوم النظام الموازي وإذا عجز الطالب عن سداد الرسوم فبالطبع لن يستطيع الاستمرار في مواصلة عامه الدراسي لأنه في الأخير سيحرم من دخول قاعة الامتحان، ما أريد أن أصل إليه هو أننا نتمنى من الأساتذة والدكاترة الأجلاء في جامعة صنعاء أن يراعوا الطلاب في أعمال السنة وأن يقدروا هذا الطالب المكافح الذي يحاول جاهداً أن يوفق بين الدراسة وعمله وبين موعد المحاضرات، نود أن نلفت أساتذتنا ودكاترتنا الكرام إلى أن هذا الطالب الموظف يعاني ويكابد الكثير من أجل الموازنة بين الدوام في عمله وموعد المحاضرات وغالباً ما يتعرض لقانون الثواب والعقاب من قبل رؤسائه في العمل وحسب نوع الوظيفة أو العمل.. وللأسف يوجد هناك من يقول إن الطالب يتحمل مسؤولية نفسه، ومن يتعرض للجزاء والعقاب في عمله يجب أن يتعرض للجزاء أو العقاب في جامعته أو كليته وإذا لم يستطع التوفيق بين الوظيفة والجامعة فعليه اختيار أحدهما، فمثل هؤلاء الأشرار الذين يتبنون هذه الآراء والأفكار، نستطيع أن نقول إن شعورهم وإدراكهم للأمور ضعيف جداً لأنهم يتبنون آراء وأفكاراً دون أدنى دراسة علمية واجتماعيه بل حسب حالتهم النفسية، ومما يؤسف أن نجد هذه الآراء تنبع من بعض الطلاب، إن هؤلاء البشر بعيدون عن الحقيقة ولا يعيشون الواقع بمعناه الحقيقي، وربما هو من يقودهم للإدلاء بمثل هذه الآراء والأفكار، فإذا كان هؤلاء ميسوري الحال ويوجد من ينفق عليهم ويوفر لهم ما يحتاجونه من متطلبات الجامعة، فالكثيرون يعولون أسراً ويفتقرون إلى هذه الرعاية والسبيل الوحيد لكي يعيشوا طموحهم ومواصلة تعليمهم وبالذات طلاب النظام الموازي هو الكد والعمل الشاق الذي من خلاله يستطيعون دفع رسوم النظام الموازي وتوفير ما يحتاجونه من متطلبات الدراسة، إن مثل هؤلاء الطلاب هم القدوة الحسنة وهم من يملكون الرغبة الجامحة لمواصلة تعليمهم وشق طريقهم، فلو كان هؤلاء الطلاب الموظفون أو العاملون مستهترين ولا يملكون الرغبة في مواصلة تعمليهم، فما الذي سيدفعهم لتحمل أعباء ثقيلة هم في غنى عنها، إن هؤلاء الطلاب المكافحين ينفقون جزءاً ليس بالسهل من قوت أسرهم ليسددوا به متطلبات الجامعة، وهذا لا يدل إلا على عزم وإصرار كبيرين على مواصلة تعليمهم، إن هذا الحب العظيم للعلم والمعرفة قد لا نجده عند من يقفون خصماً أمام الطلاب الموظفين والعاملين، ألا يستحق مثل هؤلاء الطلاب المراعاة والتقدير ألا يمثّل هؤلاء الطلاب النموذج الحسن للإصرار على العلم وطلب المعرفة، لماذا يوجد هناك من يعيبون أو يرفضون وجود طلاب عاملين مكافحين، أظن أنه لو توفرت لهؤلاء الطلاب المكافحين الفرصة الكافية والتفرغ اللازم مثل بعض الطلاب لظهر منهم إبداعاً وتفوقاً متميزاً، ولكن رغم ظروفهم القاسية إلا أنهم جيدون ومتميزون، نتمنى من كل من له علاقة أن ينظر إلى هؤلاء الطلاب بعين المراعاة والتقدير، ونحن لا نقصد أو نطلب مراعاة من لا يستحقون أو من لا يملكون حصيلة علمية تؤهلهم للنجاح، وما نقصده هو مراعاة في مدى إجاباتهم وقربها من المطلوب وأيضاً أعمال السنة،يجب ألاَّ يُظْلَم الطلاب الموظفون.