كروان عبد الهادي الشرجبي
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
هذا المثل ليس بجديد علينا وكلنا نعرفه من قديم الزمان ، ولكن الجديد هنا هو الوقت الذي يتناسب مع هذا المثل ، فمثلاً ان هذه الفترة الحالية هي الأنسب والأكثر ملاءمة لمثل هذا المثل ، فمثلاً في حياتنا كلها نطمح في تحقيق الكثير من الأشياء ونقول يا ترى كيف لنا ذلك؟! بمعنى هل نستطيع ان نحقق ما نحلم به وكيف السبيل الى ذلك ؟
لعلي لا اجد إجابة كافية لهذا لأن الاجابة صعبة جداً في هذا الوقت وهذا الزمن لنعود الى المثل القائل (تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن) لكن يا ترى هل نستطيع التحكم في هذه الرياح؟ طبعاً«لا» فالرياح مسيرة وليس مخيرة ولكننا نستطيع التحكم بالسفن بتوجيهها الى بر الأمان الى الطريق الذي يبعدها عن هبوب الرياح العنيفة ، ولكن مازالت هناك بعض الأمور التي نغفلها، ترى هل قائد السفينة إنسان جدير بالقيادة ويستطيع التغلب على حركة الرياح العنيفة؟ وهنا سؤال.. هل نلوم الرياح أم نلوم السفن ولا نلوم القائد الذي يستطيع التحكم بالقيادة وتحريك الدفة وفق ما يراه مناسباً للموقف؟ من هنا نستطيع أن نحرّف المثل القائل تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن إلى تأتي الرياح بما تشتهيه السفن بمعنى أنه أصبح من المقدور التغلب على بعض الأمور وتحقيقها أو إنجازها وبالأصح أصبح من السهل على كل إنسان تحقيق ما يصبو إليه ولكن كيف؟ بالجد والعمل والاجتهاد والمثابرة والإصرار والعزيمة بتحقيق الذات؛ ولكن هل يوجد إنسان يمكن أن تكون لديه هذه القدرات من الصبر والتحمل لتحقيق هدفه والوصول إليه ؟ فأنا أقول طبعاً يوجد الكثيرين من الناس لديهم هذه الصفات ولكن لا تتهيأ الظروف التي تناسب هؤلاء الناس، فالإنسان خلق على هذه الأرض لتحقيق هدفه والحصول على لقمة عيشه، لهذا أقول على الإنسان أن يوجه نفسه ويوظف نفسه لمواجهة أي إعصار وعدم التراجع عن اتخاذ أي قرار مناسب والإصرار على تحقيق الذات لمواجهة الرياح مهما بلغت قوتها وتوجهها.
