;

المهام المشتركة.. بين التقارير الغربية وإعلام المعارضة 689

2008-06-23 11:49:48

عبدالوارث النجري

على عكس السنوات الماضية من عمر الوحدة الوطنية والعملية الديمقراطية في بلادنا بدأت نقابة الصحفيين اليمنيين في نشاط غير معهود للإعداد والترتيب للمؤتمر والانتخابات النقابية القادمة، في الوقت الذي يتعسر فيه مخاض ولادة قانون الصحافة والمطبوعات لأسباب لا تزال هي الأخرى غامضة، وتزامناً مع هذا الحراك النقابي لمنتسبي "السلطة الرابعة" بدأت تلوح في الأفق الاتهامات والتراشقات الإعلامية عبر الصحف الحزبية ومن يدور بفلكها، وكأن هذه النقابة وقيادتها الحالية أو القيادات السابقة لا تقل شأناً عن نقابات الصحفيين في المحيط الإقليمي والعالمي مع أن نقابة الصحفيين في بلادنا ماهي إلا مجرد شكل مفرغ لا مضمون له.. إلا يستطيع النقيب أو السكرتير أن يدافعوا عن أنفسهم، فكيف يمكنهم الدفاع عن بقية أعضاء النقابة، بل أن التآمر أو الاستهداف أو المضايقات في الميدان أهون بكثير لدى أي عضو من أي تآمر واستهداف داخل مبنى النقابة نفسها، لأسباب تافهة لا علاقة لها بأصول وقواعد وضوابط المهنة، ففي الوقت الذي نلاحظ النقابات الأخرى من أهم أهدافها استقطاب العناصر الكفوؤة وزيادة منتسبيها، نجد أن نقابة مهنة المتاعب لا تعير هذا الموضوع أي اهتمام منذ ثمانية عشر عاماً، بل إن الصحفي لا يحصل على عضوية "المحروسة" إلا بعد شق الأنفس وتظل الملفات أكواماً في مقر النقابة بانتظار رحمة وعطف وتصنيف من يسوى ومن لا يسوى، هذا هو حال نقابتنا دون أي تحامل على شخص بعينه وهو حال أي عمل نقابي عندما يصاب بالتعصب الحزبي الأعمى لتصبح بعدها النقابة مجرد بطاقة عضوية ومنتسبيها مجرد عناصر متناحرة فيما بينها وبيانات الإدانة والتضامن الصادرة منها ليست سوى منشورات شكلية من باب "إسقاط للواجب" لا غير.

نحن أعضاء هذه النقابة وحملة الأقلام ومعدو المقالات والتقارير والتحقيقات والاستطلاعات،نحن أفراد السلطة الرابعة الرقابية والإشرافية أكثر المنتقدين من عامة هذا الشعب الطيب وأكثر الملاحظين والمجادلين والمدافعين، ألسنا اليوم وفي ظل الأوضاع الراهنة محلياً وإقليمياً وعالمياً أحوج إلى مراجعة أعمالنا وتقييم أنفسنا ونشاطنا؟ الكل منا يتحدث عن وجود الشواذ من الدخلاء على المهنة، الكل منا يتحدث عن الصحف الصفراء والمبتزين والمطبلين والمرتهنين وغيرها من الألفاظ، لكنا جميعاً وبدون استثناء بحاجة إلى الصراحة والمكاشفة والجلوس مع النفس لتقييم الأداء والسلوك.. الصحفيون في بلادنا ثلاثة أقسام، العاملون في الصحف الرسمية وبقية الوسائل الإعلامية الرسمية ومن يدور في فلكها من صحف ووسائل إعلام مستقلة والعاملون في الصحف ووسائل الإعلام التابعة لأحزاب المعارضة ومن يدور في فلكها من صحف مستقلة بالترخيص لا في المضمون، والصنف الثالث أصحاب بعض الصحف المستقلة أحياناً وتابعة أحياناً أخرى، وبالطبع لا يوجد صنف رابع، ومع ذلك تجد أننا كلنا نتحدث عن المهنية لكنا جميعاً لا نعمل بها، كلنا ندعي الاستقلال في الرأي والكتابة والفكر ولكننا جميعاً لا نملكها بنسبة "100%"، فالعاملون في وسائل الإعلام الرسمية، رسميون على طول الخط والعاملون في وسائل الإعلام المعارض أيضاً معارضون على طول الخط، ونادراً ما تجد المنصف الذي يقول لك هناك إنجازات ومشاريع عملاقة بالفعل تحققت، ولكن يوجد هناك أيضاً العديد من التجاوزات والمخالفات والغش التي ترافق تنفيذ عدد لا بأس به من تلك المشاريع، لا تجد المنصف الذي يقول لك هناك أمن واستقرار في كافة محافظات الجمهورية على مستوى كل مديرية وعزلة وقرية، لكن هناك أيضاً العديد من الممارسات الخاطئة والخروقات الأمنية والتقطعات والسرقات وغيرها، الغالبية تسيطر عليهم العاطفة والتشنجات الحزبية وتطغى على المهنية، ومع ذلك لا ندرك أننا بتلك الممارسات نفقد مصداقيتنا واحترام قراءنا ونسبب لوطننا الحبيب الكثير من المتاعب والمؤامرات والمخططات العدوانية، وهذه رسالة أخوية صادقة أوجهها إلى كافة الزملاء في الصحف التابعة لأحزاب المعارضة ومن يدور في فلكها، اتقوا الله في كتاباتكم وتقاريركم واجعلوا الوطن الغالي نصب أعينكم، أنتم في نظر القارئ النخبة المثقفة والمطلعة والمتعلمة فكونوا عند هذا المستوى لا تخدعكم الوعود الذهبية ولا الأموال والمناصب المغرية القادمة من وراء الحدود، ولا شك أنكم تدركون جيداً ما يحاك ضد الأمة العربية وخيراتها وثرواتها وشعوبها، وما يحاك ضد الأمة الإسلامية وتعاليمها ومبادئها وقرآنها ورسولها "صلى الله عليه وسلم"،ولتدركوا جيداً بأن ما يقدمه الغرب لنا من مساعدات وقروض وغيرها يأخذها باليد الثانية أضعافاً مضاعفة من حريتنا وخيرات بلادنا واستقرارنا وكرامتنا فالعراق الشقيق ليس بعيد وورود الأميركان تحولت بلحظة إلى قنابل وصواريخ ومتفجرات، ولتكونوا على يقين أن أخي اليمني المسلم أفضل وأرحم بكثير من الأجنبي مهما قدم المساعدات ومهما كان حجم فساد أخي في الدين والأرض والعرض، ولا يمكن لشعبنا اليمني المسلم أن يصدق ما يتم تناوله حول علماءنا الأجلاء من أصحاب الفضيلة مهما تم استهدافهم.

وأخيراً لا تظنوا أن ما تأخذه التقارير الغربية وتستند إليه من كتاباتكم ليس من باب الحب لكم أو لما وصلت إليه قدراتك وكفاءتكم المهنية، بل استغلالكم لتنفيذ مخططات عدوانية شاملة أنتم في مقدمة ضحاياها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد