سراج الدين اليماني *
أخي القارئ الكريم حاولت في الأيام المتأخرة أن أوضح لك بعض المصطلحات التي تستخدم عند البعض من شرائح المجتمع وقصدهم التكتم على بعض المعلومات من أجل أن لا يقعوا في مأزق بسبب أفعال اغترفتها أيديهم أو أنهم أرادوا بذلك محض التلاعب بالحقوق واستدراج أصحابها ليخرجوها بعد ذلك وهم في غاية الرضى ولم يعلموا أن القوم استدرجوهم وقاموا بمخادعتهم حتى ينالوا ما أملوا وما خططوا له، وخصوصاً كما يخبرني أصدقاء لي أن بعض أمراض النفوس من الأطباء والدكاترة وغيرهم ينظرون للشخص من هندامه من أجل أن يتقرضوا عليه بعد اصطياده. .
فأدخل في الموضوع بعد تلك المقدمة التي طغى القلم على أصابعي فحبرها وقد كتبتها على ضرسي وتحرك بها لساني من بين أنيابي وضرسي وكتبتها على فراش ولم أكن وقتها على ماسة أو كرسي وجال بها عقلي وأنا جالس ولم أكن أمش فقلت أن السايكيك يقصد به: "الرجل الذي يذهب عقله فيمشي بين الناس وهو يهذي بما لا يقتدي ويهرف بما لا يعرف ويقول مالا يعلم ويجهل ولا يحلم" فهؤلاء في مجتمعنا كُثر وهم أنواع فمنهم من ذهب عقله حقيقة بسبب صدمة واجهها ولم يستطع الصمود أمامها فأفقدته حلاوة الدنيا وزينتها لأن عقل الإنسان زينته وبهاؤه ونظارته ووجهه الحقيقي بين الناس ومن بين هؤلاء الناس من يكون هو المتسبب الجاني على نفسه حتى صار فيما صار إليه، ومنهم كما قيل تأتيه مصيبته من فوق رأسه، فهذا لا مجال للومه أو توجيه النقد إليه وكذلك الصنف الآخر بعد أن يصاب بفقد العقل لأن توجيه اللوم له أو النقد من باب الشماتة ونحن نقول اللهم لا شماته في أحد أبداً، والبعض منهم يتصنع ذلك لأن أباه ظلمه بأخذ ماله وما عليه من أمامه ومن خلفه ويعبث بما لديه من أموال ومدخرات على زوجته الثانية وهذا قد بلغ من الكبر عتيا ولم يجد ما يعينه على الزواج فيقوم بهذا الدور على مضض وعلى استحياء من أصحابه وزملائه وأهله وأقاربه، إلا أنه يقول: ليس حيلة المضطر إلا البكاء، حتى يتوعد والده أمام الناس ويشخط لهم وجهه أنه في أقرب فرصة سيقوم بتزويج ذلك المسكين الذي شاب رأسه وانحنى ظهره وشمطت لحيته ونحل جسمه وقد فاته القطر إذا لم يكن به من أول الصاعدين، وبعضهم يعمل لحساب المخابرات وقصده جمع المعلومات على بعض الفئات أو الجماعات أو الأفراد وهذا على وجهين: الوجه الأول إن كان سيتصنع هذا العمل من أجل كشف خطط جماعة أو منظمة أو حزب يعمل ضد مصالح وأمن الوطن، فهذا 100% لا غبار على عمله سواء عمل مع غالب أم مع عمار أم مع أحمد أم مع علي بل وأنا أحث كل أفراد المجتمع أن يسهلوا عمله ولا يتعرضوا له بأي مضايقات أو إحراجات مما تجعله يفصح عن بعض ما يخفيه لأنهم سيندمون عندما يرون أن حدثاً حدث في ذلك المكان الذي هم أظطروا هذا المتصنع للجنان بأن يغادر المكان ويفيقون من نومهم على دوي تفجير أو ضرب رصاص قتل فلان من الناس وقد يكون ذلك الرجل المقتول ممن يهم أمره لأصحاب ذلك الحي، فهذا لابد أن يعان على إنجاز مهمته بتركه وشأنه حراً طليقاً فالشرع أباح له والعقل والمنطق وما صنيعك أنت إلا تعرضاً لنفحات المساءلات والمداولات وإنزال بعض العقوبات وهذا حق عليك وواجب على الدولة أن تجازيك قدر ما آذيت.
والوجه الثاني: أن تستخبر لصالح دولة أخرى لا يهمها مصلحة أمن الوطن بل يهمها أن تخرب في بلدك وأنت قمت بإعانتها على بلدك فهذه خيانة عظمى وجريمة شنيعة كبرى ولا يحق للمنظمات الحقوقية والدفاعية والفسلفية أن تتبنى الدفاع عنك بأنك الصحفي الشهير والكاتب الكبير والعقل الجسور لا فالخلط في الأوراق يتعب ويسبب للإنسان النقص والعيب فمن كان هذا حاله فلا ندري إلى أين مآله فكل إنسان يؤخذ من لسانه وتدون أقواله ويحق للدولة أن تنزل فيه أقصى العقوبات لأنه في بيت العمالة والخيانة ذاتها وأصبح بدولاراتهم يعيش في غطيط وسبات، وكأنه هبت عليه الرياح والنسائم وجعلته في الروضات.
أخي القارئ الكريم لابد عليك من معرفة بعض هذه الأمور من أجل تحذرها وتحذرمنها وتفر منها فرارك من الأسد في عرينه وحين خروجه وتبتعد منها مائة قدم لئلا تنفجر فيك ولا تحكم عاطفتك فبعدها تكون قاصفتك وقاصمتك، فإن العواطف في هذه الأمور ماهي إلا تخرصات وتخمينات وليس فيها وضوح بيان أو تضمينات. . فحكم العقل والنقل وكن على شفافية مطلقة وأمور بيضاء.
فانظر أخي القارئ الكريم ماذا يعمل السايكيك في المجتمع فله من الخير الخير وله من الشر الشر وأقول شكراً لكم لأنكم أخضعتم عقولكم للحق ورجعتم إليه فإن التمادي فيه ظلم وجور على العبد نفسه.
* مسؤول التوجيه في المراكز الصيفية بوزارة الأوقاف والإرشاد