;

ماذا بعد الثانوية العامة ؟ 922

2008-06-24 11:50:57

شكري عبدالغني الزعيتري

Shukri_alzoatree @yhoo. com

سؤال يدور في الذهن كل نهاية عام دراسي وخاصة عندما تصلني المعرفة بعدد الطلاب المتقدمين لامتحانات الثانوية العامة، وإذ أن أبناءنا وفلذات قلوبنا اليوم يخوضون هول امتحانات الثانوية العامة حيث وقد علمت بأن العدد تقريباً نصف مليون طالب وطالبة المتقدمين لامتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2007 2008م أثار هذا نفس السؤال الذي يسيطر على ذهني نهاية كل عام دراسي وهو : وماذا بعد الثانوية العامة ؟ وواقع الحال يقول : تزايد سنوي لعدد الطلاب من خريجي الثانوية العامة وخريجي الجامعات مع تقلص عدد فرص العمل وعدم توافرها في سوق العمل، بمعني انعدام التوازن بين عدد الطلاب الخرجين الباحثين عن فرص عمل والتنامي السنوي لعددهم وبين عدد فرص العمل المتاحة في سوق العمل اليمني كما أن الارتفاعات الجنونية لأسعار الغذاء وتكاليفه ناهيكم عن مصاريف السكن وبنود أخرى، لمعيشة المواطن اليمني أدت إلى تزايد معاناة المواطن من ظروف معيشية صعبة مما ترتب على ذلك اتساع هوة الفقر إذ أن هناك ما يزيد عن (أربعه مليون ) يمني يعانون من الفقر ويحصلون على ما يعادل اثنين دولار باليوم وعدد (ثلاثة مليون ) يعانون من الفقر المدقع ويحصلون على ما يعادل دولاراً واحداً باليوم ولا تتوافر لديهم الاحتياجات الغذائية الأساسية حسب تقرير الأمم المتحدة وكنتيجة لمعاناة كثير من الأسر لحالات الفقر فإن كثيراً من هذه الأسر لا تستطيع الوفاء بالالتزامات المالية لمواصلة أبناءها دراستهم بعد الثانوية العامة ولمستويات تعليمية أعلى سواء كانت فنية أو جامعية وعليه يتوقف تعليم أبناء هذه الأسر عند حصولهم على شهادة الثانوية العامة وهذا المستوى التعليمي لم يعد سوق العمل بحاجة له حيث قد وصل سوق العمل إلى حالة شبه إشباع لهذا المستوى التعليمي مما زاد من ارتفاع نسبة البطالة من عام إلى آخر في اليمن كنتيجة لزيادة عدد السكان وتقلص عدد فرص العمل المتاحة وتدني المستويات التعليمية (نوعاً) كل هذه الظروف المحيطة بالطلاب والذين يواجهون امتحانات الثانوية العامة اليوم والذين سيخرجون غداً للبحث عن فرص عمل ومن قبلهم من سبقهم من خريجي الثانوية العامة بالسنوات الثلاث الماضية تأخذنا نظرة تأملية وتحليلية وبعمق نحو وضوح أزمة ولها سيكون سلبياتها إذا ما احتسبنا إجمالي عدد الطلاب من خريجي الثانوية العامة والذين تخرجوا خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة السابقة والذين بلغ عددهم تقريباً المليون والنصف طالب وطالبة إذ جزء منهم استطاع مواصلة تعليمه الجامعي أو الفني بعد الثانوية العامة وجزء آخر ذهب للبحث عن فرص عمل واستطاع الحصول عليها والجزء الأكبر يعيش في حالة من البطالة فلا استطاع مواصلة تعليمه ولا استطاع الحصول على فرص عمل، إذن ماذا نتوقع أن يؤدى تزايد و تراكم العدد السنوي لخريجي الثانوية العامة وأيضاً الكثير من خريجي الجامعات يعيشون في حالة بطالة وسيعيشون. . . . واتساع هوة الفقر. . والفقر المدقع. . . ؟ في اعتقادنا احتمالات ونتائج هذا إن لم يكن بعض أولئك وسيصلون إلى حالة من فقدان الأمل واليأس مع معاناتهم من الفقر وأوقات الفراغ القاتل وتأملاتهم للحياة تدور من حولهم والآخرين في انشغال عنهم وإذا ما سبق إليهم شر الجريمة وأهلها أن يرتموا في أحضانها فيكونون الأرض الخصبة والمناخ الملائم لإحداث خلل في الاستقرار الاجتماعي والأمني والذي قد يؤدى إلى فقدان السلام ما لم تتسارع الجهود وتتكاتف الأيدي سواءً من قبل الحكومة والقطاع العام أو من القطاع الخاص إلى التفكير في إيجاد حلول تحتضن هؤلاء الأبناء وقبل أن يسبق إليهم الشر وأهله وجر العديد منهم نحو الجريمة والاعتداء فانه لو حدث ما لا يحمد عقباه بتزايد هؤلاء وحالة البطالة لديهم والوصول إلى الفقر المدقع لأسرهم فإن ذلك قد يؤدي إلى ظهور الاعتداءات والإخلال بالأمن والاستقرار الاجتماعي هنا وهناك و من قبل بعضهم، ومع مرور الوقت وتزايد هذا الخلل قد توسع مداخل الفوضى الاجتماعية والقلق الأمني، ناهيكم عن الظروف الأخرى المحيطة من مواجهات سياسية ونعرات مناطقية والتي ربما تكون عامل مفجر لاعتداءات وتخريب او قنبلة موقوته في حالة انفجارها وتوسع شظاياها لن يسلم احد فليس الحكومة أو أهل السلطة وحدهم هم من سيتضررون بل سيلحق بالخصوم سياسياً وسيلحق الضرر أيضا بالقطاع الخاص وأهله ومؤسساته وممتلكاته وبمعظم أبناء الشعب وكثير ما شاهدنا في الماضي وفي الحاضر في كثير من الدول حدوث اعتداءات وتخريب و أكثر ما يكون عرضة لهذه الاعتداءات والتخريب هي ممتلكات القطاع الخاص من مشاريع ومصانع وشركات وأيضاً ممتلكات القطاع العام وإلحاق السمعة الضارة بالبلد على مستوى المجتمع الدولي، لأن من رأوا أنفسهم متضررين من أولئك العاطلين عن العمل والذين لم يتلقوا المساعد والمعين للأخذ بأيديهم لانتشالهم مما يعانون من البطالة والفقر المدقع وبالتالي يغرس في نفوسهم وأعماق قلوبهم الحقد والكراهية والغضب. . . والذي قد يدفع بالمتهورين منهم للتعبير عنه عملياً بإظهاره على ارض الواقع عند ابسط شرارة نار تحدث إلى إفراز وإخراج اعتداءاته وتخريبه إلى ارض الواقع و لن يستثنوا أحداً ولا فريقاً سواء رجل سياسة أو رجل سلطة أو رجل مال. . . بل ربما يكون رجل المال لديهم أسهل للمنال في ممتلكاته وألذ إليهم كما أن رجل المال لن يستطيع في تو اللحظة لحدوث اعتداءات وتخريب قد يتوسع ليكون عاماً ترفيع مشاريعه ومؤسساته التجارية و نقلها إلى أماكن بعيدة عن مواقع وأماكن حدوث الاعتداءات والتخريب، ولهذا وجب التفكير وإسهام الجميع في إيجاد الحلول وك في حدود إمكانياته وقدراته سواء رجال سلطة أو رجال سياسة أو رجال اقتصاد و مال وأعمال لاتقاء جميعنا حدوث شر مالا يحمد عقباه. . . .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد