عدنا من صنعاء إلى بلادنا وعزلتنا الواقعة ضمن جغرافيا اليمن ، وبعد أن تدخلت ضمانات كلفت من رئاسة الجمهورية بعدم تدخل شيخ الجعاشن بأمور المواطنين الخاصة بهم، فوجئنا بعودة الحكاية، وكلما قلنا عساها تنجلي.. قالت الأيام هذا مبتداها .
أبناء عزلة العنسين الجعاشن طلبوا مني أن أكون عدلاً لهم، وهذا من حقهم اختيار من يريدون، لأنهم ولدوا أحراراً، لكن المصيبة اعتراض الشيخ على الضمانات وكسر هيبة الدولة باستعباد الناس رافضاً اختيارهم وتسليط من يريد عليهم على رغم رفضهم لمن يريد، فوقف حجرة عثرة أمامهم، وقام بمطاردتي، وإرسال ستة وعشرين عسكرياً بقيادة أحد المتنفذين وبعد أن تم توزيع العسكر على جميع نواحي الطرق الرئيسية أتت فرقة بقيادة ذلك المتنفذ إلى البيت حينها كنت قد خرجت من البيت هارباً برفقة أحد أبناء القرية، خرجت منها خائفاً أترقب خوفاً من الشيخ وعسكره، وبطريق غير رسمية "وعرة" استطعت الفرار من البلاد مجازفاً بحياتي وحياة رفيقي حتى وصلت العدين مشياً على الأقدام بعد خمس ساعات من التعب بدون صبوح ولا غداء.
تواصلت هناك أنا وأسرتي عبر التلفون فأخبروني أن العسكر قد دخلوا البيت وأنهم يبحثون عني في كل شعب وبيت لإلقاء القبض عليّ، كلماتهم كانت متقطعة وغير واضحة لأنها كانت مصحوبة بنزول الدموع وغصص التعبير، أمي لم تستطع إكمال الحديث معي ما عدا كلمة قالتها مختتمة حديثها: "إبحث لنا عن بيت في صنعاء بجوار الرئيس والحكومة حتى نأمن" زوجتي لم استطع التحدث معها لأنها كانت مشغولة بتهدئة ولدي مشعل الذي لاحظ التعسف والظلم ومازال ابن عشرة أيام فلم يكن له إلا التعبير بالبكاء مستاءً مما يحدث،حينها أغلقت تلفوني والعبرات تسقط من عيني، بعدها توجهت إلى صنعاء فإذا بي أتفاجأ أن هناك مليشيات يبحثون عني لإلقاء القبض عليّ لأني أبحث عن الحرية.. هذه هي طريق الحرية التي أطمح للحصول عليها مع أبناء منطقتي ولينشأ ولدي مشعل مع رفاقه في جو من حقوقهم وأخيراً فإني أوجه رسالتي إلى رئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزير الداخلية وكل المعنيين بأن أي أمر يحصل لي ولأسرتي وبالأخص والدي فإن وراءه الشيخ محمد أحمد منصور أو أحد اتباعه.
سيظهر الحق وسيبطل الباطل، وآن للفجر أن يطلع بعد ظلام الليل.
المشرد/ صادق غازي - أحد أبناء الجعاشن