عبدالمجيد السامعي
إنزال مقتضيات فهم النصوص القرآنية على أحداث معينة أو وقائع تحتاج إلى منهجية وتخصص والعلم بعلوم الشرع مثل الناسخ والمنسوخ والمطلق والمقيد وما يمكن أن يعتبر مطلقاً جزئياً ومقيداً نسبياً كل ذلك لابد له من تنقيب وبحث واحتراف.
المتخصص لا بد له من أن يكون قد تتلمذ على أيدي علماء أتقياء يقدمون العلم بعيداً عن البعد الحزبي أو البعد المذهبي أو غيره.
إن مقتضى فهم النصوص لابد له من منهجية للتلقي والاستيعاب وكيفية فهم المصادر من خلال فهم النص باعتبار الواقعة والحادثة التي نزل فيها وكيفية فهم ما يمكن أن يقصد به الترغيب أو الترهيب وما يمكن أن تقتضيه طبيعة المصالح المرسلة بالإضافة إلى ما يقصد به الوجوب والندب والاستحباب فهناك المحكم والمتشابه في القرآن الكريم وآيات الأحكام على رأي بعض الفقهاء لا تتجاوز 10 إلى 15% من إجمالي آيات القرآن.
والباقي يستخرج منها النصوص والفهوم بحسب الاجتهاد والإجماع بحسب احتياجات الأمة فمصادر التشريع المعلومة هي:
1- القرآن الكريم.
2- السنة النبوية -على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
3- إجماع الفقهاء.
4- القياس.
فالمحكم لا خلاف عليه أما المتشابه فهو يقبل التأويل بحسب مقتضيات ومتطلبات العصر فهناك من الفقهاء من كانوا يفهمون النصوص على اعتبار ظاهرة النص القرآن أو نص الحديث وفريق آخر من الفقهاء والمحدثين يفهمون النص باعتبار واقع أهل المدينة بعد موت النبي لأنهم كانوا أكثر الناس احتكاكاً بكبار الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم.
والبعض الآخر يفهمون كيفية إنزال النص أو فهمه باعتبار متطلبات وأهداف النص القرآني أو الحديث.
ومن هنا ظهرت شرعية أوجه الخلاف بين الفقهاء وأئمة المذاهب وهذا من سعة الإسلام وقابليته للمتغيرات والمستجدات.
فالذين يطلقون الفتاوى جزافاً وينزلون النصوص القرآنية على الوقائع دون علم لابد لهم من تأهيل حقيقي فليس كل من لبس دجلة أو عفى لحيته يحق له إنزال النصوص بالمنجنيق، لقد علمنا أن الأئمة الأوائل كانوا يبتعدون ويتورعون قدر الإمكان عن إطلاق الفتاوى، والشرائع السماوية نزلت لتنمي الجوانب الأخلاقية والسلوكية لدى الناس وتربطها بمنهج الله، وصولاً إلى خلق مجتمع متواز يحترم الحقوق والواجبات.
ولتحقيق ذلك لابد من تطوير منهجية البحث ومنهجية الاستيعاب والتلقي لفهم مقتضى التشريع الإسلامي مع الأخذ بالاعتبار تحقيق المصالح ودرء المفاسد وما يترتب عليها.
وإنني في هذا السياق اعتذر لأخواني على تتئتؤي من خلال سرد بعض المفاهيم ذلك لأني أكتب من مخيلتي وليس لدي المراجع فقد تعرضت مكتبتي للنهب قبل فترة ولذلك أنبه أنني من خلال كتاباتي لا أمارس الأستاذية عليكم فأنا احتاج إلى من يقيمني والله المعين والهادي نعم المولى ونعم النصير.