سراج الدين اليماني *
والذي نفسي بيده وهذا قسم مغلظ ويمين غير حانث فيه أن أميركا بالنسبة للعرب والمسلمين لا شيء وأن العزة والنصر والتمكين للعرب الميامين وللأشاوس من المسلمين، وأن أميركا قوتها واقتصادها وسياستها الانفرادية هش وأن قيادتها لدفة الأمور في العالم التي باتت على مرأى ومسمع من العالم أنها هي المسيطرة لا شيء وأنها هي وجنودها وخيراتها سوف يعود بالدرجة الأولى للمسلمين ولمن سيدخل معها في حرب، ولذلكم أنتم رأيتم وسمعتم وقرأتم من خلال نتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية وكذا الثالثة التي بدأت بوادرها على يد الرئيس الأميركي رونالد ريجان وحسمت لصالح الأميركان لأنهم أصحاب بخسة ونذالة وابتذال وقذارة ضد الروس وحليفاتها وما جنته من حصد أرواح الجنود الأميركيين ثم جاءت حروب نهاية القرن العشرين التي خاضتها أميركا بعقليتها السخيفة والهمجية ضد الفيتناميين والصوماليين وضربات السودان وأفغانستان ثم معاركها في بداية القرن الحادي والعشرين على يد الطفل بوش وقبله أباه بوش الأكبر عندما حشدوا العالم كله من أجل حرب خاسرة حشرا العالم بضجه وضجيجه وعتاولته وجلاوزته من الجلادين والجزارين ورجعوا إلى ديارهم يحملون ذيول الهزيمة والخزي وتبعات الحسابات المغلوطة والممتهنة البذيئة، ففي فيتنام حصدت أرواح حوالي الخمسين ألف جندي أميركي وهي تعتبر نكبة على الشعب الأميركي بل ووصمة عار على جبين الأميركان لأنهم ذهبوا ليحاربوا شعباً أعزل عن السلاح وثلثي الشعب الفيتنامي مع الأميركان ومع ذلك كانت تحصد أرواحهم وهم عاجزون عن حفظ سلامتها وأمنها من أصحاب العيون الصغيرة لكن الظلم لابد أن يؤدي بصاحبه في الحضيض وهذا صنع الله بهم دمرهم على مرأى ومسمع من العالم مما جعل العالم يتعاطف معهم عند ما رأى فداحة الخسائر وسذاجة عقول الأميركان فسارع بالتنديد والشجب والإدانة للشعب الفيتنامي الأعزل البطل، فلم يتب هؤلاء المغامرون بأرواح البشر المغضوب عليهم والضالون فخاضوا غمار حروب أخرى خاسرة فعاودوا الكرة في الصومال الشقيق فداسوهم بأقدامهم وذبحوهم أمثال النعاج كنا نرى الجندي الأميركي الضخم والذي يحمل من العدة والعتاد على ظهره ما يعادل ال"60" كيلو جرام وبجانبه الرجل الصومالي الذي لا يزن بعوضه ويسحبه على مرأى ومسمع من العالم كما نقلته وسائل الإعلام الفضائية عندما يأتي الفيل الأميركي ويسحبه الفحل الصومالي فهنا سجل التاريخ بسواد على بياض بأقلام على طروس كيف كشر الصوماليون عن أنيابهم والضروس فكان يسخر من الأميركان الفرس والروس فشمتوا في قوة تلك العجوز الشمطاء والتي راحت في نهاية حياتها تقدم الخدمات للبنت المدللة إسرائيل فجاست خلال الديار باليباب والخراب والدمار حتى أحرقت الأخضر واليابس وجعلت كل شعوب العالم في غليان وأعطت فرصاً لبعض من يريد الزعامة في أن يفرض سيطرته وجبروته على بعض الدول المجاورة له كالأسبان والفرنسيين واليهود وغيرهم ممن يجول في خاطرهم إعادة الكرة بالحملة التي أعقبت الحربين العالميتين وبسطت يدها باحتلال بعض الدويلات والقصد منها تقسيم المنطقة وجعلها خاضعة للسيطرة الصليبية ونهب خيراتها ومدخراتها وطمس هويتها بعد تراثها الإسلامي، فهذه هي أميركا التي على نهايتها أظهرت قوة فائقة مخيفة فعلاً ولكن إخافتها لضعفاء الإيمان وأمراض النفوس ومن يريد أن يطول عمره في الحياة على رغد العيش، أما أصحاب الإيمان الحق الصادق فإن أميركا بالنسبة لهم كأنها ذبابة وقعت على أنف أحدهم فهشها وأبعدها وكذلك ستبعد أميركا آجلاً أم عاجلاً والفرج آت لا محالة والهزيمة لها قريباً، فما عليك أخي إلا أن تثق بوعد الله ووعيده لأعدائه الذين أمهلهم في الأرض علهم يكفون أو يمسكون عن الشر لكنهم ما يأتي عام وبعده عام إلا وهم يتأبطون فيه شروراً وآثاماً فاعتقد أن زمن الإمهال في تباب وأفول وما بقي إلا زمن الإنذار وسيأتي بعده زمن الإهلاك والإذلال لتلك الشعوب التي لا تمتلك من الحضارة إلا ما سرقته من حضارة المسلمين والعرب القدامى فلذلك كن على يقين إن الله لن يضيعنا وأن ضيعنا نحن أنفسنا فإنه قاسم لنا آجالنا وأرزاقنا وأعمارنها والسلام ختام وأمانة.
* مسؤول التوجيه بالمراكز الصيفية في وزارة الأوقاف والإرشاد والباحث في شؤون الإرهاب.