حسن بن حسينون
هناك أحزاب وقيادات حزبية لا وجود لها في الساحة اليمنية أو بين أوساط الجماهير عدى الاسم الباقي والوحيد لهذه الكيانات الأسمية التي شاخت وقد عفى عليها الزمن، فأصبحت محنطة وسط توابيت محكمة الإغلاق داخل الغرف المغلقة، يعود ذلك إلى أسباب سياسية وتاريخية، فلم يعد لها وجود ولا قبول ولا يستسيغها الذوق اليمني في الوقت الحاضر، فالزمن قد تجاوزها منذ عقود قد مضت.
غير أن بعض المحيطين بها الباحثين عن الجيوب التي لم تغلق بعد لعلهم يجدون ما يبحثون عنه ويشفي غليلهم ومآربهم وأهدافهم السياسية ولم يستوعبوا بعد تلك الدروب والتجارب والصبر لتلك الموميات المحنطة مثلهم مثل من يمسك بقشة تحميه من الغرق.
مع أنهم في حقيقة الأمر يدركون جيداً إنها أي الموميات لا تعني شيئاً بالنسبة لهم، ولكن وصولاً إلى غرض في نفس يعقوب عبر أساليب المغالطات والدجل والتضليل، مع أن هذه الأساليب مكشوفة بل ومفضوحة، يغالطون الناس بها ويغالطون الناس بأن هذه الجثث لا زالت تدب فيها الحياة سيراً وراء وهم وسراب أطروحات بعض من تبقى من الزعامات والتي ينطبق عليها قول الشاعر العربي القديم:
عجوز تمنت أن تكون فتيه
وقد يبس الجنبان واحدودب الظهر
نزوح إلى العطار تبغي شبابها
وهل يُصلح العطار ما أفسد الدهر؟
لها جسم برغوث وساق بعوضة
ووجه كوجه القرد بل هو أقبح
إذا عاين الشيطان صورة وجهها
تعوذ منها حين يمسي وحين يصبح
لقد آن لهذه الأحزاب أن تعترف بأن السبيل الوحيد أمامها هو أن تختار أحد الاختيارات التالية:
أولاً: اتخاذ موقف شجاع لقياداتها باتخاذ قرار إلغاء نفسها.
ثانياً: الانضمام إلى أحد الأحزاب الكبيرة مثل المؤتمر والإصلاح والابتعاد عن المزايدة والمكابرة وجنون العظمة والتغني بأمجاد التاريخ الذي مضى ولن يعود، ورحم الله امرء عرف قدر نفسه.
وثالثاً وأخيراً: إنشاء أحزاب جديدة وتسميات جديدة على أنقاض تلك الموميات التي لم تعد مسمياتها صالحة للذوق وللاستخدام الآدمي في اليمن.
ختاماً أقول: هنا بأننا لا نخفي شيئاً، وما نعتقده بأنه صح نعلنه على الملأ ولا نخاف لومة لائم عكس البعض الذين يقولون شيئاً ويضمرون أشياء أخرى والتي هي ديدنهم في الحياة وبين الجدران ووسط الظلام الحالك، نتمنى للجميع الهداية والتوفيق بمن فيهم القائمين على بعض الصحف التي لا يمكن أن تبقى وتستمر إلا على حساب زرع الفتن ودماء الأبرياء، وعلى المشاكل والأزمات وعوائد الإعلانات.
فإذا توقفت جميعها أصبح الموت ينازعها وفي حالة احتضار كامل، عند ذلك تتوالى الصرخات وتتوالى زعيق حمالة النعش من هنا وهناك المطالبين بإنقاذها، لقد سبق لبعض من هذه الصحف أن وصلت إلى هذه الحالة لكن سبحان من يحيى العظام وهي رميم، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.<