;

الصورة لا تتغير والأصل ثابت 675

2008-10-03 22:09:06

ممدوح طه

بينما تجاهل ماكين وأوباما في المناظرة الأولى بينهما أي موقف إيجابي لافت تجاه القضية العربية في فلسطين، وبدا أنهما متفقان كثيراً حول دعم إسرائيل. .

ولم يختلفا إلا بالتفاصيل وفى الأساليب بين الحلول السياسية والعسكرية، حول أيهما أكثر جدوى وأقل مهانة وكلفة لإنقاذ أميركا من الورطات التي وقعت فيها في العالم العربي والإسلامي خصوصاً في العراق أو في أفغانستان، وفى المواجهات التي أخفقت فيها خصوصاً في الخليج والقوقاز.

فلقد اشترك المرشحان بدرجات مختلفة في عدة عناوين رئيسية مشتركة أهمها. . داخلياً ضرورة التوصل إلى حل للأزمة المالية الكارثية التي تعصف بالنظام المصرفي الأميركي دون تقديم أي منهما خطة عاجلة للإنقاذ بديلة لخطة بوش، وخارجياً. . «الانحياز الأعمى لإسرائيل» و«الحرب على الإرهاب» و«المواجهة مع إيران» والتصدي لروسيا «والانحياز لجورجيا».

واتضح للجميع أن إسرائيل في الشرق العربي كقاعدة أميركية لإجهاض قيام أي وحدة عربية أو نمو أية قوة عربية أو إسلامية، وجورجيا كقاعدة أميركية في القوقاز لمحاولة إجهاض أي عودة لروسيا الناهضة القوية وأي صحوة للقوة العظمى الثانية في العالم يمثلان محورا ارتكاز لكل منهما في تحقيق أجندته السياسية التي لا يتوقع بالضرورة أن تطابق كثيراً أجندته الانتخابية كما هو حال المزادات والمناقصات السياسية في بازارات الانتخابات الأميركية!

لكن ما بدا لنا هو أن هناك ضرراً ما بنسبة ما سيقع على قضايانا العربية والإسلامية لا محالة سواء فاز ماكين أو فاز أوباما، لكن أوباما رغم التباس المواقف ظهر للمتابعين أكثر إقناعاً وواقعية، وأقل غطرسة وعدوانية من ماكين الذي بدا رغم التباس المواقف أكثر صلابة وأكثر صلافة رغم إيجابيته في إدانة سياسة التعذيب والسجون السرية التي اتبعتها إدارة بوش.

ويبقى الحاسم نسبياً في المناظرة هو ما أطلقه أوباما من طلقات وأحكام بدت نافذة في إدانة معظم سياسات بوش، منها قوله مثلاً: «الأزمة المالية الحالية حكم بالإدانة النهائية لسياسات بوش التي يمثلها ماكين»، وتساؤله «عن الحكمة من غزو العراق بينما لا صلة للعراق بما حدث في 11 سبتمبر.

وقوله لماكين: «أيدت غزو العراق وسقطت كل توقعاتكم سواء في استقبالكم بالورود أو في تحقيق نصر»: «وفي قوله نخسر في العراق شهريا 10 مليارات دولار في الحرب التي بلغت كلفتها 700 مليار دولار.

وهذا أحد أسباب الكارثة المالية الحالية « وأيضاً في أسفه لتراجع الولايات المتحدة اقتصادياً لتصبح مدينة خاصة للصين ب 700 مليار دولار بحجم خطة بوش لمواجهة الأزمة بتمويل حكومي قدره 700 مليار دولار!!. .

وتراجعها عسكرياً بقوله «إن الحرب على القاعدة نتج عنها في النهاية انتشار القاعدة في 60 دولة، ويتجلى الفشل في أن بن لادن مازال طليقاً»، وبقوله إن الحرب على الإرهاب انتهت بالجنود الأميركان الذين يتعرضون لتحديات أمنية من طالبان ليس في أفغانستان فقط ولكن من باكستان أيضاً».

وضربه لأمثلة عن تراجعها سياسياً في فشلها في التفاوض حول الملفات النووية الكورية والإيرانية، ليختم بقوله في النهاية: «إن الصورة الأميركية في العالم أصبحت سيئة وفى العالم العربي والإسلامي أصبحت مثار سخرية الأطفال وعلينا العمل على تغيير الصورة الأميركية». . لكن هل يمكن تغيير الصورة دون تغيير الواقع؟!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد